مقال

عصمة الدنيا والدين شجرة الدر ” جزء 8″

عصمة الدنيا والدين شجرة الدر ” جزء 8″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الثامن مع عصمة الدنيا والدين شجرة الدر، فوق ذلك فقد كانت تتحكم فيه وتمنعه من إنه يقوم بزيارة زوجتة الثانيه ام المنصور علي، وكما كانت تطالبه طوال الوقت بإن يطلقها، ولكن أيبك لم يستجيب لمطلبها بتطليق زوجتة الثانيه وقد جهز نفسه من أجل أن يتجوز امرأة ثالثة، وهي كانت إبنة بدر الدين لؤلؤ حاكم الموصل، وكان يرغب في ذلك من أجل ان يكون والدها حليف له ضد أيوبيين الشام، ولكن بدر الدين لؤلؤ قال لأيبك إن شجرة الدر أرسلت جواب للناصر يوسف وحذره منها، وكما قامت شجرة الدر بالشك فى نية أيبك ناحيتها وحست إنه من المكن أن يقتلها، وإعتبرته جاحد لأفضالها عليه، وكانت النتيجه إنها دبرت خطه لقتله فدخل عليه الخدامين وهويغتسل فى قلعة الجبل وخنقوه حتي مات، وفي الصباح قالت انه مات فجاءه بالمساء، ولكن هذه القصة التي ترويها شجرة الدر.

 

لم يعقلها قطز نائب السلطنه وقيل أن المماليك التي جاءت للعزاءحاولوا أن يقتلوها ولكن المماليك الصالحيه تدخلوا وحموها وظلوا جالسين فى البرج الاحمر فى القلعه، وكان بعد ذلك اعترف الخدم تحت التعذيب بالمؤامره، وقيل بعد أيام قليلة تم العثور علي جثتها ملقاة خارج القلعه بعد ما ضربوها جواري المنصور علي وأمه حتي ماتت، وكما أعدموا الخدم الذين اشتركوا فى قتل أيبك، وقد تم دفن شجرة الدر فى مقبرة، تعتبر تحفه معماريه وفنيه فريده مرسوم على حيطانها شجرة الحياه بالموزاييك، على مسافه قريبه من جامع احمد بن طولون فى القاهره، وأما عن الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن العزيز بن الظاهر بن صلاح الدين يوسف بن أيوب بن شاذى وهو مولود في مدينة حلب، في عام ألف ومائتان وثماني وعشرين.

 

وقد تم إعدامه في عام ألف ومائتان وستون للميلاد، وكان ملك دمشق، وهو من احفاد الناصر صلاح الدين الأيوبي وأخر ملوك الأيوبيه، وقد دخل فى صراع ضد مصر بعد تنصيب شجرة الدر سلطانة على مصر فى سنه ألف ومائتان وخمسون، ولكنه انهزم فى كل معاركه ضد مصر، وحاول التحالف مع الصليببين والمغول ضد مصر، لكن كان ذلك تدمير المغول مدينة بغداد واستولوا على سوريا فقام بالهروب إلي مصر وذلك قبل أن يصلوا دمشق، لكن قطز سلطان مصر رفض دخوله إلي مصر، وظل تائه في الصحراء حتى أمسكه جند المغول، وقتله هولاكو من غيظه من هزيمة المغول فى معركة عين جالوت بعد مااتهمه بالتخاذل فى تقديم العون الكافي للمغول، وكان عندما توفى أبوه العزيز، ملك حلب وكان ذلك عام ألف ومائتان وستة وثلاثون للميلاد.

 

كان الناصر يوسف عنده سبع سنين فظل هو ملك حلب تحت وصاية جدته ضيفة خاتون حتي زمن وفاتها سنه ألف ومائتان واثنين واربعون للميلاد وكان عمره في ذلك الوقت ثلاثة عشر سنة، وظل منذ ذلك الوقت حاكم البلاد يأمر و ينهي بمساعدة مستشاريه، وفى هذه الفترة توفى خليفه بغداد العباسي المستنصر بالله، وكان ذلك عام ألف ومائتان وثلاثة وأربعون من الميلاد، وذلك السبب الذي أغرى المغول بالخوارزمية فهجموا على بلادهم وخربوها وشتتوهم وظل المغول قريبين من بغداد، وخلف المستنصر بالله ابنه المستعصم بالله الذي كان هو أيضا يوالي المغول ويرسل إليهم بالهدايا والاموال وذلك من أجل أن يحمي نفسه بعد ما نصحه مستشاريه ان يهادن المغول و يهديهم بالهدايا والعطايا، فكان يرسل إليهم كل عام الهدايا والأموال التي ترضيهم فيكتفوا بها.

 

ولقد كانت الأحداث في هذه الفترة تتلاحق وكانت تنذر بان منطقة الشرق الأوسط مقبله على كارثه، وهي مع المغول بعد ما استطاعوا أن يدمروا الدولة الخوارزميه والذي كان ذلك عام ألف ومائتان وثلاثون، وقد هجموا على بلاد الروم وانتصروا علي سلطانها غياث الدين كيخسرو، وهو الذي هرب، وكما كان الخليفه العباسي فى بغداد لا يدري بذلك كله ولا يشعر به، وكان وزيره ابن العلقمي يقوم بنصيحته، وكما كان وملوك سوريا يعيشون فى صراعات مع الصالح أيوب سلطان مصر، وقد صلت إلي ان ملك دمشق عماد الدين اسماعيل وملك حمص المنصور ابراهيم وملك الكرك الناصر داود قد تحالفوا مع الصليبيين ضد مصر وسلموهم فى المقابل القدس وطبرية و عسقلان، وقد حاول الحلف الشامي الصليبي انه يهجم على مصر بعد ما حشد جيش ضخم نال هزيمه منكره فى معركة الحربية جنوب غزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى