مقال

الدكرورى يكتب عن فضائل شهر شعبان ” جزء 7″

جريدة الأضواء

الدكرورى يكتب عن فضائل شهر شعبان ” جزء 7″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السابع مع فضائل شهر شعبان، وكذلك الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه، كان يدرّس الحديث والفقه في المسجد النبوي الشريف، فإذا جاء شهر رمضان صرف طلاب العلم وتفرغ هو وهم للعمل بما تعلموه من العلم، من الصيام والقيام وتلاوة القرآن وذكر الرحمن سبحانه وتعالى، وأما عن يوم الشك فهو اليوم الذي يشك فيه هل هو من رمضان أم لا ؟ وهو الذي أخبر برؤية هلاله من لم يقبل قوله، وأما يوم الغيم فمن العلماء من جعله يوم شك ونهى عن صيامه، وهو قول الأكثرين، والمعنى الثاني هو الفصل بين صيام الفرض والنفل، فإن جنس الفصل بين الفرائض والنوافل مشروع، ولهذا حرم صيام يوم العيد، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم أن توصل صلاة مفروضة بصلاة حتى يفصل بينهما بسلام أو كلام، وخصوصا سنة الفجر قبلها.

 

فإنه يشرع الفصل بينها وبين الفريضة، ولهذا يشرع صلاتها بالبيت والاضطجاع بعدها، ولما رأى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم رجلا يصلي وقد أقيمت صلاة الفجر، فقال له ” آلصبح أربعا ” رواه البخارى، وربما ظن بعض الجهال أن الفطر قبل شهر رمضان يراد به اغتنام الأكل، لتأخذ النفوس حظها من الشهوات قبل أن تمنع من ذلك بالصيام، وهذا خطأ وجهل ممن ظنه، فقد روى أبو داود والنسائي وابن خزيمة من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال، قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم في شعبان؟ قال ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم” وعلى هذا فإن الأعمال ترفع إلى الله تعالى في شهر شعبان كما صرح بذلك الحديث الشريف.

 

وأما مضاعفة الحسنات فيه فلم نقف لذلك على دليل فيما اطلعنا عليه، والذي لا شك فيه أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم كان يكثر من الصيام فيه، كما في الصحيحين وغيرهما عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت” ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان، وما رأيته أكثر منه صياما في شعبان” فإن شهر شعبان كغيره من الشهور، التي يجب على المسلم أن يؤدي فيها فرائض الله عز وجل، وأن يحقق طاعته تبارك وتعالى، وأن يصون النفس عن كل المحرمات والمآثم والسيئات، فيقول الله عز وجل فى كتابه الكريم كما جاء فى سورة فصلت ” فاستقيموا إليه واستغفروه” وشهر شعبان شهر قد اختص بفضائل كثيرة، فينبغي على المؤمن أن يكون مسارعا إليها، مبادرا لاغتنامها، فقد روى البخاري ومسلم.

 

عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وعن أبيها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياما منه من شعبان، فإنه كان يصومه كله” وفي رواية لهما أيضا قالت “لم يكن النبى صلى الله عليه وسلم يصوم شهرا أكثر منه من شعبان، فإنه كان يصومه كله” ولكن رواية صومه كله محمولة على الأكثر والمعظم منه، كما بيّنه ابن المبارك وابن حجر رحمهما الله لرواية مسلم “كان صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان إلا قليلا” وقال ابن رجب رحمه الله “إن صيام شعبان أفضل من سائر الشهور” ويقصد بذلك الصوم المطلق، وقال الصنعاني رحمه الله “وفيه دليل أنه صلى الله عليه وسلم يخص شهر شعبان بالصوم أكثر من غيره”

 

وقد ورد في المسند وسنن أبو دواد والنسائي وغيرهما من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “إذا انتصف شعبان فلا تصوموا” فأكثر أهل العلم على تضعيف هذا الحديث، وقالوا “إنه منكر الإسناد والمتن” ومن صححه من أهل العلم فقد حمل معناه حينئذ على من لم يوجد له عادة في الصوم، فيكره له أن يصوم بعد انتصاف شعبان قصدا للاحتياط لرمضان، بل ذلك القصد بدعة، كما ذكره بعض أهل العلم، وأنه من مقررات السنة أنه لا يجوز للمسلم الذى لا عادة له في صيام يوم وإفطار يوم، أو صيام الإثنين والخميس فلا يجوز له أن يتقدم رمضان بصيام يوم أو يومين على جهة الاحتياط لشهر رمضان، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين، إلا رجل كان يصوم صوما فليصلمه” رواه البخارى ومسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى