دين ودنيا

الدكرورى يكتب عن رمضان شهر العبادة والغفران “

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء التاسع مع رمضان شهر العبادة والغفران، وإن من أهم الأدعية التى يجب ترديدها “اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان” فالدعاء هو السبيل لتحقيق كل مطلب وأمنية في النفس، فالله هو الكريم المعطاء ذو الفضل الواسع الذى يعطي كل من يسأله، وأيضا ضع خطة لعادات جديدة اعزم النية على فعل الطاعات في شهر رمضان وابدأ في وضع خطط لعادات جديدة للتغيير إلى الأفضل، فمثلا يمكنك أن تحافظ على صلاة الجماعة وصلاة السنن، والاستماع أكثر إلى القرآن الكريم، كما يمكنك البدء في تنظيم وقتك وعدم إهداره فيما لا يفيد، مع جهاد النفس وبناء حاجز بينها وبين المحرمات، وأيضا تقرّب من الله أكثر بالنوافل والاستغفار التوبة والاستغفار والتقرب إلى الله بالنوافل، وكان من أهم الخطوات التى يمكن البدء بها استعدادا لشهر رمضان.

لكي تستقبل رمضان بقلب صافي ونفس مطمئنة، ابدأ بالاستغفار ليلا ونهارا وردده حتى تصبح مدمنا عليه، وتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بقيام الليل والتهجد وزد فيهم تدريجيا قدر استطاعتك، وجاهد نفسك ولا تقلل من أى عمل تقوم به لأن هذا من وساوس الشيطان، وإن الدعاء والاستغفار والتقرب إلى الله بالنوافل كلها عبادات من شأنها أن تهيئ النفس والذهن لاستقبال شهر رمضان بحماس والإقبال عليه بحب وشغف، وأيضا عظم شعائر الله تعالى لأن شهر رمضان شهر مقدس ننتظره جميعا فمن المهم فيه أن نعظم شعائر الله سبحانه وتعالى، فكن واقعيا في التخطيط للشهر ولا تكلف نفسك ما لا تستطيع تنفيذه، لذا قم بحساب الوقت الذى تعمل فيه، والوقت الذى تنام فيه، ووقت الطعام والشراب، ثم اجعل كل تبقى من وقت لترتيب أهدافك التي تريد القيام بها في رمضان.

وكما إن الاستعداد لشهر رمضان من خلال تزيين المنزل والغرفة التى نجلس فيها أو نتخذها للعبادة، فهو نوع من تعظيم شعائر الله التي يجب علينا القيام بها عند استقبال شهر رمضان المبارك، فهذا رمضان أفضل شهور العام، شهر العبادة والطاعة، وكان السلف رحمهم الله يعرفون له قدره، وأحوالهم فيه عجيبة، من تلاوة، وذكر، ودعاء، وبذل، وجود، وعكوف، والمحروم من حُرم فضل هذا الشهر، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له، وإن من مزايا هذا الشهر الكريم أن صومه من أعمدة الإسلام، وهو السر بين العبد وربه، إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، وقد جاءت الأحاديث الصحاح والحسان بفضله كقوله صلى الله عليه وسلم “الصوم لا عدل له” وثلاث دعوات مستجابات، ومنها دعوة الصائم، وللصائم فرحتان، ويشفع للعبد يوم القيامة.

يقول ربي منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، وإن لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، والصوم جنة وحصن حصين من النار، ومن صام يوما في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا، والريان باب الجنة العظيم للصائمين، وصيام رمضان يعدل صيام عشرة أشهر، ومن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة، فكل يوم من رمضان عند غروب الشمس لله في ذلك الوقت عتقاء، فمن الناس من أدرك قيمة الشهر، وعرف قدره، فهو يغتنمه، ويستعد له، ومنهم الساهى اللاهى، وقد قال الله تعالى فى سورة الجمعة ” قل ما عند الله خير من اللهو والتجارة ” وهذا اللهو اليوم إما أن يصفقون في الشهر، في الأسواق، فصار موسما عظيما للتنزيلات والمبيعات، وهذا يهون لأن كثيرا منه من المباحات.

ولكن اللوم على من ضيعه في هواية التسوق، والله نهانا أن تلهينا الدنيا عن الآخرة، قد يعجب الكثير من الناس من شوق بعضهم إلى رمضان وهو على حد تعبيرهم شهر الصيام والجوع والعطش، ولكنهم ليتهم علموا أن رمضان هو شهر تدريب النفس على التآلف مع الصعاب من الأمور، فإن شهر رمضان هو أجمل الشهور، وأكثر الأيام بركة، فهو بوابة الإنسان للغفران ومفتاح باب الاستجابة لكل دعاء، وقد هل هلاله البديع وتتزينت بأنواره الطرقات والأزقة، وسعد به المسن والرضيع، ونحن الآن نعيش في الثلاثين المباركة، حيث ترفع الأيادى داعية ببلوغ أيامه، وتنوى الأفئدة صيامه وقيامه، وتلهج الألسنة بفضله وغفرانه، فإنه نور من الله آت فشهر رمضان فى أوله باب رحمة وفى ثانيه حضن غفور وفى ثالثه مخاض جديد يعتق الرقاب من النار، فبلغنا إياه يا أرحم الراحمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى