مقال

الدكرورى يكتب عن رمضان شهر العبادة والغفران ” جزء 2″

جريدة الأضواء

الدكرورى يكتب عن رمضان شهر العبادة والغفران ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثاني مع رمضان شهر العبادة والغفران، وماذا أعددنا ونحن على أيام من هذا الشهر العظيم، هل أعددنا نية وعزما صادقا بين يديه؟ هل بحثنا عن قلوبنا، لنعرف عزمها وصدقها فيه؟ فإن الإمساك ونية الصوم يأتى بها كل صائم، أما نية إخلاص الصوم، وصدق العبادة، فهي التى لا يحققها إلا القلة من الموفقين فقال تعالى “وما يلقاها إلا الذين صبروا، وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم” لا يستوى من لا يتجاوز اهتمامه وتفكيره في استقبال رمضان شراء الحاجيات وتكديس الأطعمة الرمضانية ومن يجعل جل اهتمامه غذاء الروح والتفكير في تطهير وتزكية النفس والإقبال على الله تعالى في هذا الشهر المبارك، لسان حاله كيف أستفيد من هذا الموسم؟ كيف أستعد وأخطط لأن أكون من العتقاء من النار، من الذين تشتاق لهم الجنة.

من الذين يغفر الله لهم ما تقدم من ذنوبهم، وإن الإعداد للعمل علامة التوفيق وأمارة الصدق فى القصد، كما قال تعالى ” ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ” والطاعة لابد أن يمهّد لها بوظائف شرعية كثيرة حتى تؤتى أكلها ويجتني جناها، وخاصة في شهر رمضان حيث الأعمال الصالحة المتعددة، ولهذا نقول اصدق عزمك على فعل الطاعات، وأن تجعل من رمضان صفحة بيضاء نقية، مليئة بالأعمال الصالحة، صافية من شوائب المعاصى، وإن من الإعداد والتخطيط المسبق للاستفادة من شهر رمضان هو بخمسة أمور، أولا أن تبادر إلى التوبة الصادقة المستوفية لشروطها, وأكثر من الاستغفار، وثانيا تعلم ما لابد منه من فقه الصيام وأحكامه وآدابه, والعبادات فيه كالاعتكاف والعمرة وزكاة الفطر وغيرها، وثالثا اعقد العزم الصادق.

والهمة العالية على استغلال رمضان بالأعمال الصالحة, فقال تعالى فى كتابه الكريم ” فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم ” وقال سبحانه وتعالى” ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ” وتحرى أفضل الأعمال فيه وأعظمها أجرا، ورابعا استحضر أن رمضان كما وصفه الله عز وجل أيام معدودات، فهو موسم فاضل ولكنه سريع الرحيل، واستحضر أيضا أن المشقة الناشئة عن الاجتهاد فى العبادة سرعان ما تذهب بعد أيام ويبقى الأجر، وشرح الصدر بإذن الله، أما المفرط فإن ساعات لهوه وغفلته تذهب سريعا، ولكن تبقى تبعاتها وأوزارها، وخامسا وأخيرا التخطيط والترتيب لبرنامج يومى للأعمال الصالحة كقراءة القرآن، والجلوس في المسجد، والجلوس مع الأهل، والصدقة، والقيام، والعمرة، والاعتكاف، والدعوة وغيرها من الأعمال.

فلا يدخل عليك الشهر وأنت في شتات، فتحرم كثيرا من الخيرات والبركات، وإن هناك سؤال وهو عن الاستمناء في رمضان؟ وهو ذنب كبير يفطر ويفسد اليوم، وعليه التوبة وإكمال اليوم وقضاء يوم بدلا منه، وإستقسار أيضا عن بخاخ الربو؟ فقد أفتت اللجنة الدائمة أنه لا يفطر لأنه هواء مضغوط يدخل إلى الرئة ولأنه غير مغذى ولأنه لا يستغنى عنه، ولو قلت له صم بدلا منه، يقول لك أنا سأستعمله في القضاء، يعنى هي نفسها، أصلا أنا أحتاجه دائما، وأما عن غسيل المعدة الذى يتم فيه إدخال الماء إلى المعدة؟ فإنه إذا وصل الماء إلى المعدة إذا وصل إلى المعدة طعام أو شراب هذا من أسباب التفطير، وإن اسباب التفطير عموما تدور على أمرين كما ذكر شيخ الإسلام وغيره مغذيات ومقويات ومضعفات، فالأكل والشرب مثلا هذه مغذيات ومقويات.

بينما الحجامة والجماع والتقيؤ عمدا هذه تضعف والتبرع بالدم مثلها، أما التحليل فهو شيء يسير لا يفطر، إذن، فيه مفطرات تغذى وفيه مفطرات تضعف، فالأشياء تتعاطى طبيا ينظر فيها هل هى مغذية هل فيها أملاح وفيتامينات، وهم الآن لماذا أفتوا مؤخرا بأن غسيل الكلى يفطر؟ قالوا لأن الدم عندما يخرج للتنقية ويرجع مرة أخرى يضاف إليه محاليل، أملاح، وفيتامينات، وأشياء مغذية ومقوّية، إذن، هذا يفطر، ويصوم في الأيام الأخرى التى ليس فيها غسيل، وعليه قضاء الأيام التي فيها غسيل، وعندما يقال إبرة الأنسولين؟ فنقول بإن الإبر التى لا تفطر هى إبرة البنج للضرس وغير ذلك، وقلع الضرس إذا لم يصل شيء إلى الحلق، وأيضا دواء الفم، وقطرة العين والأذن لا تفطر، والأشياء التي تبلع من الحبوب وغيرها قطعا تفطر، والتحميلات الشرجية لا تفطر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى