ثقافة

الدكروري يكتب عن الإمام الشعراوي ” جزء 2″

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ونكمل الجزء الثاني مع الإمام الشعراوي، واضطر الشيخ الشعراوي أن يقوم بتدريس مادة العقائد رغم تخصصه أصلا في اللغة وهذا في حد ذاته يشكل صعوبة كبيرة إلا أن الشيخ الشعراوي إستطاع أن يثبت تفوقه في تدريس هذه المادة لدرجة كبيرة لاقت إستحسان وتقدير الجميع، وفي عام ألف وتسعمائة وثلاثة وستون ميلادي حدث الخلاف بين الرئيس جمال عبد الناصر وبين الملك سعود، وعلى أثر ذلك منع الرئيس جمال عبد الناصر الشيخ الشعراوي من العودة ثانية إلى السعودية، وعين في القاهرة مديرا لمكتب شيخ الأزهر الشريف الشيخ حسن مأمون، ثم سافر بعد ذلك الشيخ الشعراوي إلى الجزائر رئيسا لبعثة الأزهر هناك ومكث بالجزائر حوالي سبع سنوات قضاها في التدريس وأثناء وجوده في الجزائر حدثت نكسة يونيو سنة ألف وتسعمائة وسبعو وستين ميلادي.

وقد سجد الشعراوى شكرا لأقسى الهزائم العسكرية التي منيت بها مصر و برر ذلك في حرف التاء في برنامج من الألف إلى الياء بقوله بأن مصر لم تنتصر وهي في أحضان الشيوعية فلم يفتن المصريون في دينهم وحين عاد الشيخ الشعراوي إلى القاهرة وعين مديرا لأوقاف محافظة الغربية فترة، ثم وكيلا للدعوة والفكر، ثم وكيلا للأزهر ثم عاد ثانية إلى السعودية ، حيث قام بالتدريس في جامعة الملك عبد العزيز، وفي نوفمبر لعام ألف وتسعمائة وست وسبعون ميلادي إختار السيد ممدوح سالم رئيس الوزراء آنذاك أعضاء وزارته، وأسند إلى الشيخ الشعراوي وزارة الأوقاف وشئون الأزهر، فظل الشعراوي في الوزارة حتى أكتوبر عام ألف وتسعمائة وثماني وسبعون ميلادي، وأعتبر أول من أصدر قرارا وزاريا بإنشاء أول بنك إسلامي في مصر وهو بنك فيصل.

حيث أن هذا من إختصاصات وزير الاقتصاد أو المالية وكان السيد الدكتور حامد السايح في هذه الفترة، الذي فوضه، ووافقه مجلس الشعب على ذلك، وفي سنة ألف وتسعمائة وسبعة وثمانون ميلادي تم اختيار الإمام محمد متولي الشعراوي عضوا بمجمع اللغة العربية وهو مجمع الخالدين، وأما عن المناصب التي تولاها فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي، تم تعيينه مدرسا بمعهد طنطا الأزهري وعمل به، ثم تم نقله إلى معهد الإسكندرية، ثم معهد الزقازيق، ثم تم إعارته للعمل بالسعودية سنة ألف وتسعمائة وخمسون ميلادي، وعمل مدرسا بكلية الشريعة، بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، ثم تم تعيينه وكيلا لمعهد طنطا الأزهري سنة ألف وتسعمائة وستون ميلادي، ثم تم تعيينه مديرا للدعوة الإسلامية بوزارة الأوقاف سنة ألف وتسعمائة وواحد وستون ميلادي.

ثم تم تعيينه مفتشا للعلوم العربية بالأزهر الشريف ألف وتسعمائة واثنين وستون ميلادي، ثم تم تعيينه مديرا لمكتب الإمام الأكبر شيخ الأزهر حسن مأمون عام ألف وتسعمائة واربعة وستون ميلادي، ثم تم تعيينه رئيسا لبعثة الأزهر في الجزائر عام ألف وتسعمائة وست وستون ميلادي، ثم تم تعيينه أستاذا زائرا بجامعة الملك عبد العزيز بكلية الشريعة بمكة المكرمة عام ألف وتسعمائة وسبعون ميلادي، ثم تم تعيينه رئيس قسم الدراسات العليا بجامعة الملك عبد العزيز ألف وتسعمائة واثنين وسبعون ميلادي، ثم تم تعيينه وزيرا للأوقاف وشئون الأزهر بجمهورية مصر العربية ألف وتسعمائة وست وسبعون ميلادي، ثم تم تعيينه عضوا بمجمع البحوث الإسلامية سنة ألف وتسعمائة وثمانون ميلادي، وكما تم اختيارة عضوا بمجلس الشورى بجمهورية مصر العربية سنة ألف وتسعمائة وثمانون ميلادي.

وكما عُرضت عليه مشيخة الأزهر وعدة مناصب في عدد من الدول الإسلامية لكنه رفض وقرر التفرغ للدعوة الإسلامية، وقد أرجع الشيخ الشعراوي آراء المستشرقين التي اتهمت القرآن الكريم بالباطل بتضارب الآيات، إلى ضعف ملكتهم اللغوية، وفند اتهاماتهم وصححها كلما مر مفسرا على سور القرآن الكريم، وكان من رأي المستشرقين ورد فضيلة الشيخ الشعراوي عليهم، فكان الجدال في الآية من سورة المنافقون ” إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقون لكاذبون” وهو أن الآية بها تعارض حيث تقول الآية أن المنافقون يشهدون بأن محمد رسول الله، وفي نفس الوقت يشهد الله بأنهم كاذبون، فكان رد فضيلة الشيخ الشعراوي وهو بأن الله تعالي وافقهم في قولهم بأن محمد رسول الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى