مقال

الدكروري يكتب عن الإمام الأزهري.

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام الأزهري.
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الإمام الأزهري هو أبو منصور محمد بن أحمد بن الأزهر بن طلحة الأزهري الهروي اللغوي الشافعي، الملقب بالأزهري نسبة إلى جده الأزهر وهو عالم من علماء اللغة العربية، عاش في العصر العباسي، ولد في هراة في خراسان، عام مائتان واثنين وثمانين للهجرة، الموافق ثماني مائة وخمس وتسعين ميلادي، ثم انتقل إلى بغداد، عني بالفقه فاشتهر به أولا، ثم غلب عليه التبحر في العربية، فرحل في طلبها وقصد القبائل وتوسع في أخبارهم، ووقع أسيرا في يد القرامطة، فكان مع فريق من هوازن يتكلمون بطباعهم البدوية ولا يكاد يوجد في منطقهم لحن كما قال في مقدمة كتابه تهذيب اللغة، ومن كتبه غريب الألفاظ التي استعملها الفقهاء، وتفسير القرآن، وفوائد منقولة من تفسير للمزني، وغيرها، وارتحل الأزهري في طلب العلم بعد أن سمع ببلده من الحسين بن إدريس.

ومحمد بن عبد الرحمن السامي وعدة، وسمع ببغداد من أبي القاسم البغوي، وابن أبي داود، وإبراهيم بن عرفة، وابن السراج، وأبي الفضل المنذري، وترك ابن دريد تورعا، فإنه قال دخلت داره، فألفيته على كبر سنه سكران، وروى عنه أبو عبيد الهروي الفاشاني مؤلف كتاب الغريبين، وأبو يعقوب القراب، وأبو ذر عبد بن أحمد الحافظ، وسعيد بن عثمان القرشي، والحسين بن محمد الباشاني، وآخرون، وكان رأسا في اللغة والفقه، ثقة، ثبتا، دينًا، فعنه قال امتحنت بالأسر سنة عارضت القرامطة الحاج بالهبير، فكنت لقوم يتكلمون بطباعهم البدوية، ولا يكاد يوجد في منطقهم لحن أو خطأ فاحش، فبقيت في أسرهم دهرا طويلا، وكنا نشتي بالدهناء، ونرتبع بالصمان، واستفدت منهم ألفاظا جمة، ومن مصنفاته هي تهذيب اللغة، وكتاب التفسير، وتفسير ألفاظ المزني.

وعلل القراءات، وكتاب الروح، وكتاب الأسماء الحسنى، وشرح ديوان أبي تمام، وتفسير إصلاح المنطق، وكان من الشيوخ الذين أقامهم الله عز وجل بناة، وحماة، وقلوبا سار بها في طريق التوحيد الحق لله خالق الخلق ومالك الملك هو الذي استوعب علوم المعقول والمنقول في العقيدة، وعلوم القرآن الكريم، وعلوم السنة المطهرة المبينة أتم تبين لما أراد الله عز وجل في قوله سبحانه كما جاء في سورة الأحزاب ” يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا، وداعيا إلي الله بإذنه وسراجا منيرا” والأزهر الشريف هو مع مشرق كل شمس والتماع أصيل عصمة وأمان للذين رضوا بالله ربا وبالإسلام دينا، وبسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا، ورحم الله الإمام الكوثري الذي قال الأزهر الشريف هو الحارس للعقيدة والشريعة، وليس للحارس أن يترك البضاعة.

التي حراستها على عاتقه للصوص يسرقونها بحجة أنهم أحرار فيما يعملون، وعندما سئل الدكتور علي جمعة عن متى يوصف الطالب بأنه أزهري؟ فقال يوصف الطالب بمنهج الأزهر على ثلاثة أنحاء، النحو الأول أنه يكون أشعري العقيدة، النحو الثاني أن يكون مذهبيا في تلقي علم الفقه وأصوله، إما أن يكون شافعيا أو حنفيا أو مالكيا أو حنبليا من مذاهب أهل السنة المعتبرة المعتمدة التي وصلت إلينا بالأسانيد الصحيحة المتصلة إلى أربابها، فإن مما من الله به على هذه الأمة أن جعل هناك إسنادا للقرآن الكريم، وإسنادا للسنة النبوية المشرفة، وأيضا جعل إسنادا للكتب والدفاتر المروية عن أسيادنا العلماء عبر تاريخ الإسلام، والحمد لله الذي حفظ على هذه الأمة هذه الخصيصة، ثم أن يكون متوجها إلى مرتبة الأحسان فيما سُمي بعد ذلك بالقيم والأخلاق والإحسان والتصوف.

وإن الأزهر اليوم يؤدي أمانة الحق غير مدخر وسعا في ذلك، وعلم المنصفين يدعوهم إلى أن يأتوه من كل فج عميق كما يأتي المؤمن التقي إلى المكتين مؤديا فريضة الحج ومناك العمرة، فيجوا الأزهر وكأنه يستقبلهم باسطا ذراعية معد لهؤلاء الوافدين عليه القادمين إليه كل وسائل تحصيل العلم بكل ما تتسع له هذه الكلمة من معان، والعلامة أبو منصور، محمد بن أحمد بن الأزهر بن طلحة الأزهري الهروي اللغوي الشافعي، قد ارتحل في طلب العلم، وكان رأسا في اللغة والفقه، ثقة ثبتا، دينا، وتوفي الإمام الأزهري في شهر ربيع الآخر سنة ثلاثمائة وسبعين من الهجرة، الموافق تسعمائة وواحد وثمانين ميلادي عن ثمان وثمانين سنة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى