مقال

الدكروري يكتب عن الإمام الطبري ” جزء 1″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام الطبري ” جزء 1″
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الإمام الطبري هو محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الشهير بالإمام أبو جعفر الطبري وهو مفسّر ومؤرّخ وفقيه، وتم تلقيبه بإمام المفسرين، ولد بآمُل عاصمة إقليم طبرستان، وارتحل إلى الري وبغداد والكوفة والبصرة، وذهب إلى مصر فسار إلى الفسطاط في سنة مائتان وثلاث وخمسين للهجرة، وأخذ على علمائها علوم مالك والشافعي وابن وهب، ورجع واستوطن بغداد، وقال الخطيب البغدادي كان حافظا لكتاب الله، عارفا بالقراءات، بصيرا بالمعاني، فقيها في أحكام القرآن، عالما بالسنن وطرقها، وصحيحها وسقيمها، وناسخها ومنسوخها، عارفا بأقوال الصحابة والتابعين، ومن بعدهم من الخالفين في الأحكام، ومسائل الحلال والحرام، عارفا بأيام الناس وأخبارهم، عُرض عليه القضاء فامتنع، والمظالم فأبى، وله العديد من التصانيف، ويقول ياقوت الحموي.

وجدنا في ميراثه من كتبه أكثر من ثمانين جزءا بخطه الدقيق، ومنها اختلاف علماء الأمصار، وهو أول كتاب ألفه الطبري، وكان يقول عنه لي كتابان لا يستغني عنهما فقيه الاختلاف واللطيف، وألف جامع البيان في تأويل القرآن، المعروف بتفسير الطبري وتاريخ الأمم والملوك، المعروف بتاريخ الطبري وتهذيب الآثار، وذيل المذيل، ولطيف القول في أحكام شرائع الإسلام، بسيط القول في أحكام شرائع الإسلام، وكتاب القراءات، وصريح السنة، والتبصير في معالم الدين، وأبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الطبري، وُلد في طبرستان في مدينة آمل، وهناك مدينتين تحمل اسم آمل وهناك خلاف حول أي المدينتين التي ينتمي لها الطبري ويرجح بعض الباحثين أن المقصودة التي في تركمانستان، ونسبه بعض العلماء إلى قبيلة الأزد اليمنية والتي أستوطن قسم منها.

في المشرق الإسلامي وهو الأرجح، وكان ينأى بنفسه عن الخوض في الأنساب، وزعم المستشرق بروكلمان أنه من عنصر أعجمي ونشأ الطبري بآمل، وتربى في أحضان والده وغمره برعايته، وتفرس فيه النباهة والذكاء والرغبة في العلم فتولى العناية به ووجهه منذ الطفولة إلى حفظ القرآن الكريم، كما هي عادة المسلمين في مناهج التربية الإسلامية، وخاصة أن والده رأى رؤيا تفاءل بها خيرا عند تأويلها، فقد رأى أبوه رؤيا في منامه أن ابنه واقف بين يدي الرسول ومعه مخلاة مملوءة بالأحجار، وهو يرمي بين يدي رسول الله صلي الله عليه وسلم، وقص الأب على مُعبر رؤياه فقال له إن ابنك إن كبر نصح في دينه، ودافع عن شريعة ربه، ويظهر أن الوالد أخبر ولده بهذه الرؤيا وقصها عليه عدة مرات فكانت حافزا له على طلب العلم والجد والاجتهاد فيه والاستزادة من معينه.

والانكباب على تحصيله ثم العمل به، والتأليف فيه ليدافع عن الحق والدين، وظهرت على الطبري في طفولته سمات النبوغ الفكري، وبدت عليه مخايل التفتح الحاد والذكاء الخارق والعقل المتقد، والملكات الممتازة، وأدرك والده ذلك فعمل على تنميتها وحرص على الإفادة والاستفادة منها فوجهه إلى العلماء ومعاهد الدراسة، وساعده على استغلال كل هذه الطاقات دون أن يشغله بشيء من شؤون الحياة ومطالبها، وخصص له المال للإنفاق على العلم والتعلم، وسرعان ما حقق الطبري أحلام والده، وزاد له في آماله وطموحه، وقد حرص والده على إعانته على طلب العلم منذ صباه، ودفعه إلى تحصيله، فما كاد الصبي الصغير يبلغ السن التي تؤهله للتعليم، حتى قدمه والده إلى علماء آمل، وشاهدته دروب المدينة ذاهبا آيبا يتأبط دواته وقرطاسه، وسرعان ما تفتح عقله.

وبدت عليه مخايل النبوغ والاجتهاد، حتى قال عن نفسه “حفظت القرآن ولي سبع سنين، وصليت بالناس وأنا ابن ثماني سنين، وكتبت الحديث وأنا في التاسعة” وكان الطبري موهوب الغرائز، وقد كان ذا ذكاء خارق، وعقل متقد، وذهن حاد، وحافظة نادرة، وهذا ما لاحظه فيه والده، فحرص على توجيهه إلى طلب العلم وهو صبي صغير، وخصص له موارد أرضه لينفقها على دراسته وسفره وتفرغه للعلم، ومما يدل على هذا الذكاء أنه حفظ القرآن الكريم وهو ابن سبع سنين، وصلى بالناس وهو ابن ثماني سنين، وكتب الحديث وهو ابن تسع سنين، وكان الطبري يتمتع بحافظة نادرة، ويجمع عدة علوم، ويحفظ موضوعاتها وأدلتها وشواهدها، وإن كتبه التي وصلتنا لأكبر دليل على ذلك، حتى قال عنه أبو الحسن سري بن المغلس والله إني لأظن أبا جعفر الطبري قد نسي مما حفظ إلى أن مات ما حفظه فلان طول عمره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى