مقال

الدكروري يكتب عن الإمام الألباني ” جزء 1″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام الألباني ” جزء 1″
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الإمام الألباني هو الإمام والمحدث أبو عبد الرحمن محمد بن الحاج نوح بن نجاتي بن آدم الأشقودري الألباني الأرنؤوطي المعروف باسم محمد ناصر الدين الألباني، وهو باحث في شؤون الحديث ويعد من علماء الحديث ذوي الشهرة في العصر الحديث، له الكثير من الكتب والمصنفات في علم الحديث وغيره وأشهرها سلسلة الأحاديث الصحيحة، وسلسلة الأحاديث الضعيفة، وصحيح الجامع الصغير وزيادته، وضعيف الجامع الصغير وزيادته وصفة صلاة النبي صلي الله عليه وسلم، وزار الكثير من الدول للتدريس وإلقاء المحاضرات، منها السعودية وقطر والكويت، ومصر، والإمارات، وإسبانيا، وإنجلترا، وألمانيا وأستراليا ولبنان، وتخصص الألباني في مجال الحديث النبوي الشريف وعلومه وتتلمذ على يديه كثير من الطلبة، ومنهم من غدا من باحثي الدراسات الإسلامية بعد ذلك.

وله أكثر من ثلاثمائة مؤلف بين تأليف وتخريج وتحقيق وتعليق، كما تعرض للاعتقال مرتين إحداها قبل عام ألف وتسعمائة وسبعة وستون ميلادي، لمدة شهر في قلعة دمشق وهي نفس القلعة التي اعتقل فيها ابن تيمية، بعدها انتقل من دمشق إلى عمان بالأردن وأقام هناك حتى وفاته، وتم منحه جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية لعام ألف وربعمائة وتسعة عشر هجرية، الموافق عام ألف وتسعمائة وتسع وتسعون ميلادي، وكان موضوعها عن الجهود العلمية التي عنيت بالحديث النبوي تحقيقا وتخريجا ودراسة لمحمد ناصر الدين الألباني تقديرا لجهوده القيمة في خدمة الحديث النبوي تخريجا وتحقيقا ودراسة وذلك في كتبه التي تربو على المائة، ويراه البعض كأحد مجددي الإسلام في زمانه، وولد محمد ناصر الدين الألباني عام ألف وثلاثمائة وثلاثة وثلاثون للهجرة.

الموافق عام ألف وتسعمائة وأربعة عشر ميلادي، في أشقودرة وهي العاصمة القديمة لألبانيا، عن أسرة فقيرة متدينة يغلب عليها الطابق العلمي، فكان والده مرجعا للناس يعلمهم ويرشدهم، حيث درس والده الشريعة في إسطنبول وعاد إلى بلده وأصبح أحد كبار علماء المذهب الحنفي هناك، لكنه اختلف مع توجهات الملك أحمد زوغو الغربية بعد منعه النساء من ارتداء النقاب، فهاجر هو وأسرته إلى دمشق ومعه ابنه محمد، أتم خلالها الألباني دراسته الابتدائية في مدرسة الإسعاف الخيري في دمشق بتفوق، ونظرا لرأي والده الخاص في المدارس النظامية من الناحية الدينية، قرر عدم إكمال ابنه الدراسة النظامية ووضع له منهجا علميا مركزا قام من خلاله بتعليمه القرآن الكريم والتجويد والنحو والصرف وفقه المذهب الحنفي، واستطاع الألباني ختم حفظ القرآن.

وكان ذلك على يد والده برواية حفص عن عاصم ومن الكتب التي درسها له كتاب مختصر القدوري في فقه الأحناف، كما درس على الشيخ سعيد البرهاني مراقي الفلاح في الفقه الحنفي وبعض كتب اللغة والبلاغة، كما أخذ الألباني عن أبيه مهنة إصلاح الساعات فأجادها حتى صار من أصحاب الشهرة فيها، وأخذ يتكسب رزقه منها، وقد وفرت له هذه المهنة وقتا جيدا للمطالعة والدراسة، وهيأت له هجرته للشام معرفة باللغة العربية والاطلاع على العلوم الشرعية من مصادره الأصلية، وعلى الرغم من توجيه والده المنهجي له بتقليد المذهب الحنفي وتحذيره الشديد من الاشتغال بعلم الحديث، فقد أخذ يتوجه نحو البحث عن الدليل واتباع السنة واشتغل بعلم الحديث، فتعلم الحديث النبوي في نحو العشرين من عمره متأثرا بأبحاث مجلة المنار التي كان يصدرها محمد رشيد رضا.

وكان أول عمل حديثي قام به هو نسخ كتاب المغني عن حمل الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار للحافظ العراقي مع التعليق عليه وكان ذلك العمل بداية للألباني إذا أصبح الاهتمام بالحديث وعلومه شغله، فأصبح معروفا بذلك في الأوساط العلمية بدمشق، حتى إن إدارة المكتبة الظاهرية بدمشق خصصت غرفة خاصة له ليقوم فيها بأبحاثه، بالإضافة إلى منحه نسخة من مفتاح المكتبة ليدخلها وقت ما شاء، أما عن التأليف والتصنيف، فقد ابتدأهما في العقد الثاني من عمره، وكان من أول مؤلفاته كتاب تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد وهو مطبوع مرارا، ومن أوائل تخاريجه الحديثية المنهجية أيضا كتاب الروض النضير في ترتيب وتخريج معجم الطبراني الصغير ولا يزال مخطوطا، وبعد فترة بدأ في إعطاء درسين أسبوعيا في العقيدة والفقه والأصول وعلم الحديث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى