القصة والأدب

أسير الكرامة(قصة قصيرة) ..بقلم د/عبير منطاش

أسير الكرامة(قصة قصيرة)
د/عبير منطاش

أمير شاب في الثلاثين من عمره يعمل معلم لغة عربية في أحدي المحافظات الريفية.
خجول جدا وليس له أصدقاء يشعر دائما أنه وحيد، أحب فتاة حبا شديدا وهى شقيقة صديقه.. أحبها سرآ لمدة سبع سنوات ولم يخبرها، كان يكتب لها الخطابات ولا يرسلها ولا أحد يعرف عن هذا الحب شيئا إلى أن جاء له فرصة عمل في إحدى الدول العربية وتحت ضغط من والديه ليتزوج قبل سفره قرر أمير أن يصارح صديقة ليتقدم لخطبة شقيقته
وبالفعل تحدث أمير إلى صديقه وكانت ردة فعل صديقه صدمة كبيرة له.

أسير الكرامة

قال له لا لا لا..أن هذا أمر مرفوض قال أمير لماذا؟؟ هل يوجد شخص آخر؟؟

جاوب صديقه هناك عدم تكافؤ إجتماعي بينك وبينها هى دكتورة وأنت مدرس هذا الزواج غير متكافئ.

صدم أمير من ردة فعل صديقه ومع ذلك قال له لماذا لا نأخذ رأيها إحتمال أن يكون لها رأي آخر، وافق صديقه على طلبه وحدد له ميعاد لزيارتهم ليقابل شقيقته.

وبالفعل ذهب أمير في الميعاد ومعه كل رسائل الحب التي كتبها للفتاة، وكان لديه أمل كبير أن توافق بعد أن تعرف مدى حبه لها، ولكن ردة فعلها كانت صدمة له أكبر من ردة فعل شقيقها.

ردت عليه بكل برود ليست مسؤوليتي إنك عيشت نفسك في وهم ليس له وجود كان يجب أن تكون واقعي وتعرف حجمك ولا تفكر إنني أقبل بالزواج منك.

غادر أمير منزل صديقه مكسور الخاطر مجروح في كرامته، ذهب للمنزل وأحضر كل الرسائل وأحرقها وهو ينظر لها والدموع
تتساقط من عينيه، وأقسم أمير في ذلك اليوم أنه لابد أن يتزوج دكتورة ماهرة جميلة، وأنه يستحق ولا ينقصه شيء.

وسافر أمير إلى عمله وكل ما يفكر به كيف يصبح غنيا، ومشهورا، ويتزوج من دكتورة
حتى يثأر لكرامته، أجتهد في العمل ليلاً ونهاراً.

أسير الكرامة

وبعد مرور خمس سنوات قابل دكتورة هاجر دكتورة في ذات البلد التي يعمل بها، تعرف عليها ونشا حب متبادل بينهم أستمر لمدة عامين وتم الإتفاق على الزواج فعلا ولكن أثناء ترتيبات الزواج وقبل موعد الزفاف بأيام تعرضت هاجر لحادث سيارة وتوفت.

وبعد أن كاد أمير يدخل الفرحة والبهجة على حياته ويحقق حلمه.. بوفاة هاجر تحطم كل شيء، وزهد الدنيا كلها، وأصبح
يعاني من اكتئاب لا يريد العمل ولا يريد الزواج، وبعد تحسن حالته عاد إلى بلده يعمل مدرسا في إحدى المدارس الريفية.

بلا أمل ولا طموح في عمل أو زواج يعيش حياة روتينية مملة خاليةمن البهجةوالسعادة فقد الثقة في كل شيء إلا علمه ، وهب حياته للعلم و لطلابه الصغار
الذي أجتهد أن يعلمهم الدروس التي تعلمها من الحياة أن الإنسان لايجب أن يقلل من قيمة غيره، وأن لا فرق بين البشر إلا بالعمل الصالح والأخلاق الحميدةو أن التعليم العالي المتقدم لا يصنع انسان صالح إذا كانت أخلاقه لا ترتقي بتعليمه وأنه ليس له الحق في التعالي على الناس مهما بلغ تعليمه أو ماله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى