مقال

الدكروري يكتب عن الإمام عضد الدين الإيجي ” جزء 1″

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإمام عضد الدين الإيجي ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الإمام عضد الدين الإيجي هو قاضي قضاة الشرق وشيخ العلماء وشيخ الشافعية، هو قاضي ومتكلم وفقيه ولغوي، من كبار علماء أهل السنة الأشاعرة، وهو الإمام العلامة القاضي عضد الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن ركن الدين أحمد بن عبد الغفار بن أحمد الإيجي البكري المطرزي الشيرازي، وهو من نسل أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وكما قالوا عنه كان إماما في المعقولات، محقّقا، مدقّقا، قائما بالأصول والمعاني والعربية مشاركا في الفقه وغيره من الفنون، وأنجب تلاميذ عظاما اشتهروا في الآفاق، وولد الإمام عضد الدين الإيجي بإيج من نواحي شيراز بعد سنة ستمائة وثمانين من الهجرة، وقيل سنة سبعمائة من الهجرة، وأخذ الإمام الإيجي عن مشايخ عصره إلا أنه لم يصلنا كثيرا من الأخبار عن أسماء من لازمهم سوى الشيخ زين الدين الهنكي تلميذ الإمام البيضاوي وغيره.

 

ولعل هذا الشيخ كان له تأثير على الإمام الإيجي، والشيخ الإمام فخر الدين أبو المكارم أحمد بن الحسن الجاربردي وهو شرح المنهاج في أصول الفقه للبيضاوي، وتصريف ابن الحاجب وله حواش مشهورة على الكشاف، وأنجب الإمام الإيجي تلامذة اشتهروا في الآفاق منهم الإمام شمس الدين محمد بن يوسف بن علي بن عبد الكريم الكرماني، وقد لازم الإمام الإيجي اثنتي عشرة سنة، وصنف كتبا في علوم شتى وله شرح مشهور على صحيح البخاري، والإمام ضياء الدين عبد الله بن سعد الله بن محمد العفيفي القزويني المصري المعروف بالقرمي وبابن قاضي قرم، والإمام العلامة سعد الدين مسعود بن عمر بن عبد الله التفتازاني وغيرهم، ولد الإمام عضد الدين الإيجي في بلدة إيج في أقصى بلاد فارس سنة فنسب إليها، وأخذ العلم عن شيوخ عصره، ولازم شيخه زين الدين الهنكي.

 

وكان العلامة عضد الدين إماما في المعقول والمنقول قائما بالأصول والمعاني والعربية، نبغ في علوم متعددة كالفقه والمنطق وعلم الكلام والأصول والبلاغة والنحو، محققا، مدققا وتصدى للإقراء والإفتاء والتدريس، ووقع بينه وبين الأبهري منازعات ومناقشات، وكانت أكثر إقامته بمدينة السلطانية، وبلغ مرتبة عالية بين أمراء عصره فولاَه أبو سعيد وهو آخر أمراء الدولة الإيلخانية بفارس القضاء بمدينة شيراز وارتقى إلى منصب قاضي القضاة، وفي سنة سبعمائة وست وخمسين من الهجرة، وقع خلاف بين الإيجي وأمير كرمان وهي بلدة بفارس، فعزله من القضاء وسجنه، وكان للإيجي مال كثير أنفقه في رعاية طلاب العلم، وتتلمذ على يديه كثير من التلاميذ منهم شمس الدين الكرماني وسعد الدين التفتازاني وسعد الدين بن عمر بن عبد الله وغيرهم وتعد آراء الإيجي في علم الكلام هي الصورة النهائية.

 

لفكر الأشاعرة التي لم تحظي بتجديد أو إضافة بعده، وللإيجى مصنفات كثيرة اتسمت بحسن التنسيق ودقة العرض أهمها المواقف في علم الكلام وتحقيق المقاصد وتبيين المرام وأشرف التواريخ وآداب البحث والعقائد العضدية وغيرها، ومن مؤلفاته هو كتاب المواقف في علم الكلام وهو كتاب يقصر عنه الوصف ولا يستغني عنه من رام تحقيق الفن، وقد اعتنى به العلماء عناية بالغة وظل عمدة في تدريس علم الكلام بالأزهر وغيره من معاهد العلم فترات طويلة وما زال كذلك إلى يومنا هذا وعليه شروح كثيرة، وقد طبع منها شرح الشريف الجرجاني ومعه حواشي السيالكوتي باستانبول عام ألف ومائتان وتسع وثمانين من الهجرة، ثم بمطبعة السعادة بمصر، وكما له كتاب جواهر الكلام، وهو مختصر لكتابه المواقف، وله الكواشف في شرح المواقف، والعقائد العضدية، ومشهورة وهي مختصر مفيد ولما أتمها قضى نحبه بعد اثني عشر يوما.

 

وعيون الجواهر، والفوائد الغياثية في المعاني والبيان، وإشراق التواريخ، وبهجة التوحيد، وتحقيق التفسير في تكثير التنوير في تفسير القرآن، والرسالة العضدية في الوضع ضمن مجموع من مهمات المتون، وزبدة التاريخ في ترجمة إشراق التواريخ، وشرح المقالة المفردة في صفة الكلام، وله آداب عضد الدين وقد بين قواعد الآداب كلها في عشرة أسطر، وقد شرحه الشيخ محمد الحنفي التبريزي، وكما له أخلاق عضد الدين، وهو مختصر في جزء لخص فيه زبدة ما في المطولات ورتبه على أربعة مقالات وقد شرحه تلميذه شمس الدين محمد بن يوسف الكرماني، وكما له شرح مختصر منتهى السول والأمل لابن الحاجب، وقد انتفع الناس به من بعده وسار في الأقطار واعتمده العلماء الكبار وهو من أحسن شروح المختصر من تدبره عرف طول باع مؤلفه فإنه يأتي بالشرح على نمط سياق المشروح ويوضح ما فيه خفاء.

 

 

 

ويصلح ما عليه مناقشة من دون تصريح بالاعتراض كما يفعله غيره من الشراح وقل أن يفوته شيء مما ينبغي ذكره مع اختصار في العبارة يقوم مقام التطويل بل يفوق وقد اعتمد في التدريس بالأزهر فترة طويلة، وطبع في جزأين بالآستانة عام ألف وثلاثمائة وسبع من الهجرة، ثم طبع بالمطبعة الأميرية ببولاق عام ألف وثلاثمائة وسبعة عشر من الهجرة، والسؤال المشهور الذي حرره إلى المحقق الجاربردي وهو شيخه في كلام صاحب الكشاف على قوله تعالى ” فأتوا بسورة من مثله” فأجابه بجواب فيه بعض خشونة فاعترض عليه الإمام الإيجي باعتراضات، وقد أجاب عن تلك الاعتراضات ابن الجاربردي وأودع ذلك مؤلفا مستقلا، وكما كان له كتاب آداب البحث وقد وضح قواعدها كلها في عشرة أسطر، وطبع في مجموع من مهمات المتون، وقال عنه خير الدين الزركلي في الأعلام عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الغفار، أبو الفضل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى