مقال

الدكروري يكتب عن دور العلم والجهل في بناء وهدم الشعوب “جزء 4”

جربدة الاضواء

الدكروري يكتب عن دور العلم والجهل في بناء وهدم الشعوب “جزء 4”

بقلم / محمــــد الدكــــرورى

 

فتطور العلم وتقدمه يتيح لنا تطوير تقنيات جديدة وحل مشكلات علمية والوصول لقرارات صائبة في صالح الحياة والبشرية وتعمل على تحسينها، وبهذا تظهر ضرورة الحصول على العلم واكتسابه للإنسان، والتعليم والبحث عن المعرفة هو أساس اكتساب العلم، فالتعليم هو ما يمنح الفرد القدرة لفهم وجهات النظر وبناء الآراء حول مواضيع مختلفة وجمع المعلومات في مجالات متعددة وتفسيرها وتحويل هذه المعلومات إلى معرفة علمية دقيقة، وكذلك يتطلب التعليم الصبر الطويل والعمل الدؤوب، فما توصل له العمل من تقنيات حديثة واختراعات واكتشافات من حولنا لم يصل إليها العلماء إلا بشق الأنفس والصبر لزمن طويل من العمل والتجريب والاستمرار بعد الفشل، والإصرار على النجاح لتحقيق الإنجاز المرجو، ولهذا فإنه يقع على عاتق الحكومات والمجتمعات في العالم منع احتكار التعليم وتسهيله.

 

حيث إن ازدهار التعليم في مجتمع يؤثر تراكميا على قوة الدولة وازدهارها، فكبرى دول العالم دوما ما تتصدر مجالات البحث العلمي، وإن من صور التطور العلمي في وقتنا الحاضر وأهم الاكتشافات التي توصل إليها العلم والتي أثرت بشكل كبير على الحياة البشرية وخدمتها، وكذلك اكتشاف بنية الحمض النووى حيث أصبح حجر الاساس في علوم الأحياء الحديثة، مما مكن من الوصول للعديد من التطبيقات العملية، كوضع بصمة الحمض النووي، والقدرة على تعديل المحاصيل الزراعية وراثيا، وإجراء اختبارات على الأمراض الوراثية، وإن من تقدم العلم كذلك هو اكتشاف بنية الحمض النووى حيث أصبح حجر الاساس في علوم الأحياء الحديثة، مما مكن من الوصول للعديد من التطبيقات العملية، كوضع بصمة الحمض النووي، والقدرة على تعديل المحاصيل الزراعية وراثيا.

 

وإجراء اختبارات على الأمراض الوراثية، وكذلك استخدام الأقمار الصناعية في نظام تحديد المواقع، والذي كان تأسيسه لخدمة أهداف عسكرية، لكنه أصبح اليوم متاح للجميع وهو مفيد للسائقين والرحالة والمسافرين ومواقع التسوق الإلكتروني، وكذلك وسائل النقل المتطورة التي تتيح وتسهل انتقال المسافرين بين أي نقطتي على الكرة الأرضية، وأيضا تطور وسائل التواصل والاتصال عبر الإنترنت، حيث أتاح التواصل الآخرين في أي وقت ومكان والاطلاع على الأحداث والأخبار على مدار الساعة، وكما حرر الإسلام العقل من كل القيود التى يفرضها الناس عليه، وكما يحث العقل على النظر فى الكون كله، فى الآفاق وفى الأنفس، فى العالم العلوى والسفلى، ليصل إلى ما يستطيع البشر أن يصلوا إليه بما لديهم من وسائل وطاقات، فإنه يرفع قدر العلم والعلماء، ويأمر بطلب العلم من مظانه، وأخذه من أهله.

 

والسعى إليه، والرحلة فى طلبه، والتأدب مع من يأخذه منه، تأدب التلميذ المهذب مع أستاذه المعلم، فانظر كيف بدأ الله سبحانه بشهادته هو، ثم ثنى بالملائكة، ثم ثلث بأولى العلم، وقد قال الغزالي وناهيك بهذا شرفا، وفضلا، وجلاء ونبلا، والله تعالى يرفع الذين اوتوا العلم درجات وقال ابن عباس رضى الله عنهما للعلماء درجات فوق المؤمنين بسبعمائة درجة، ما بين الدرجتين مسيرة خمسمائة عام، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “من يُرد الله به خيرا يفقهه فى الدين” وقال صلى الله عليه وسلم “إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا، ولا درهما، إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر” ومعلوم أنه لا رتبة فوق النبوة، ولا شرف فوق شرف الوراثة لتلك الرتبة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يستغفر للعالم ما فى السموات والأرض” وأى منصب يزيد على منصب من تشتغل ملائكة السموات والأرض بالاستغفار له؟

 

والعلم عند سلف الأمة يشمل علوم الشرع وعلوم العقل, وعلوم اللسان, أو قل هو يشمل علم الدين وعلم الدنيا، وقد أشار القرآن الكريم إلى صناعات شتى, مثل صناعة الحديد فى الجانب العسكري, والجانب المدنى, وإليه الإشارة بقوله تعالى فى سورة الحديد ” وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس” فقوله تعالى “فيه بأس شديد” يشير إلى الصناعات الحربية, وقوله تعالى ” ومنافع للناس” يشير إلى الصناعات المدنية, وقد علم الله نبيه داوود عليه السلام صناعة الدروع، ومثل ذلك أيضا هى الصناعات الغذائية كما فى قوله تعالى ” ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا رزقا حسنا” ومنها الصناعات المتخذة من الأنعام، فقال تعالى ” وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين” ومنها صناعات التجميل والزينة، فقال تعالى فى سورة الرعد” ومما يوقدون عليه فى النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى