مقال

الدكروري يكتب عن الموفون بعهد الله تعالي ” جزء 4″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الموفون بعهد الله تعالي ” جزء 4″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

فيقول صلى الله عليه وسلم ” ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم رجل على فضل ماء يمنعه ابن السبيل، ورجل نادى على سلعة بعد العصر لقد اعطى فيها كذا وكذا وليس كذلك ورجل بايع أمير الدنيا فإن وَفى له وفي له، وإلا لم يفى” وهذا خطر عظيم،لأن البيعة واجبة، وأن لا نصغي إلى آراء المغرضين، والمشوشين، وأرباب الفتن، ودعاة السوء الذين لا يبالون بالأمة ولا ينظرون إلى عواقب الأمور، وإنما يريدون التصيد الأخطاء وتشيد الأخطاء والتغافل عن الحسنات والفضائل، ومما يجب الوفاء به التزام ولي الأمر حقوق الرعية التي التزم بها وأخذ البيعة على ذلك، فواجب السعي فيما يصلح الأمة والرفق بها، والإحسان إليها والشفقة إليها، والسعي فيما يحقق مصالحهم في دينهم ودنياهم، ومن العهود التي يجب الوفاء بها هو الوفاء بالنذر، فإن النذر يجب الوفاء به، لاشك أن النذر تركه أولا.

 

والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النذر وقال ” إنه لا يأتى بخير وإنما يستخرج به من البخيل” لكن من نذر نذرا وهو نذره طاعة لله وجب الوفاء به، يقول صلى الله عليه وسلم ” من نذر أن يطيع الله فليطيعه ومن نذر أن يعصى الله فلا يعصه” وقد مدح الله المؤمنين بقوله تعالى ” يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا” ومن العهود التي يلزم الوفاء بها ما بينك وبين التعاون مع الإخوان من شروط في العقود والمبايعات، أو الإيجار، أو تنفيذ أي مشروع فإن الواجب الوفاء ففي الحديث، يقول الله تعالى ” المسلمون على شروطهم إلا شرطا أحل حراما أو حرم حلالا” ومن العهود التي يجب الوفاء بها، هو ما يلزم المسئولين عن أي مصلحة من مصالح الأمة، أن يقوموا بواجبهم، وبمسئوليتهم بأمانة، وإخلاص، وصدق، وقيام بالواجب، واعتقاد أن الله سألهم عن مسئولياتهم، أقسموا عليها وأدوا القسم على ما التزموا به.

 

فواجبهم القيام بهذه المهمة بصدق وإخلاص، وتقرب إلى الله، ومن المعاهدات التي يجب الوفاء بها هو ما بين الدول مع بعضهم بعضا، والشعوب والأمم، فيجب الوفاء بالعهود والتزامها، ومن العهود التي يجب الوفاء بها أيضا هو رعاية الذميين والمستأمنين دمائهم وأمواله وأعراضهم، فمتى أعطوا الأمان وجب أن نوفي حقهم، فلا نظلمهم في أموالهم ولا أعراضهم ولا دمائهم فيقول صلى الله عليه وسلم ” من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة” ومما يجب الوفاء به أيضا هو ما يلتزم من ينفذ مشاريع الأمة في كل المشاريع الذين ينفذونها ويلتزمون بها، أن يتقوا الله فيما ينفذون، وفيما أخذوا عليه من العمل أن ينفذوا المشاريع كلها بصدق وأمانة، التزاما للوقت وتحليا بالدقة، وتطبيق الموصفات المطلوبة، وأن لا يغشوا، وأن لا يخدعوا وأن لا يتلاعبوا، ومن تولى مشروعا فليباشر بنفسه وليتوله بنفسه، وليكن مشرفا عليه، وليحذر هذه العقول الباطنة.

 

التي تضعف شأن المشروع وتجعله يترامى بين فلان وفلان حتى يؤدى على ضعف، وهذا كله خطأ بل يجب الوفاء بالمناقصات وتطبيقها لاسيما مشاريع الأمة العامة في طرقها وأماكنها، فيجب أن تطبق الموصفات تطبيقا صحيحا بصدق وأمانة، لأن هذا هو المطلوب، لأن الخيانة في ذلك خلاف وخيانة للعهود، والله عز وجل يقول ” واوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤلا” فلابد لمن ينفذ مشاريع الأمة أن يكونوا أهل صدق وأمانة وإخلاص ومراقبة لله، وخوفا من الله، لا يهمهم أن يخدعوا الأمة ولا يخدعوا الناس بل يجب أن يكونوا مستشعرين بأن الله مراقب لأحوالهم، عالم بسرهم وعلانيتهم، وأن أي مشروع نفذ على خلاف الموصفات المطلوبة، وعلى خلاف الواقع أن هذه خيانة للعهد ونقض للأمانة دليل على فساد القلب وسوء الضمير، فالواجب تقوى الله، وإن المشاريع إذا وكلت لأي جهة ما من الجهات يجب أن تنفذ تلك الجهة وأن تتولها بنفسها.

 

وأن لا تكلها إلى فلان وفلان، فمن الأخطاء أن تكون هذه المشاريع دوال بين فلان وفلان، جهة أولى ثم ثالثة ثم تضعف هذه المشاريع ويدب فيها النقص والخلل من حين ما تنفذ لأن الأمانة ضعفت وأن المنفذ الأول لم ينفذ الأمور، بل أخذ نصيبه من المصلحة ووكلها إلى غيره وقد وكلّ إلى من هو أقل منه علما وفضلا وتنفيذا هذه كلها أمور لا تجوز، بل يجب الصدق والأمانة والعدل وتحري الدقة في مصالح الأمة لأن هذه مصالح الأمة لو خنت شخصا واحدا خنت فرد، لكن أن تخون الأمة في مشاريعها وفي مصالحها العامة والخاصة فتلك خيانة لا تغتفر فيقول تعالى ” يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون” ولنعلم أن الله عز وجل شرف نبيه صلى الله عليه وسلم ووجب له على أكمل الأخلاق وأفضلها فقال تعالى ” وإنك لعلى خلق عظيم” فهو صلى الله عليه وسلم خير الناس وفاءا بالعهود فيما بينه وبين ربه، وفيما بينه وبين أهله، وفيما بينه وبين أقاربه، وفيما بينه وبين أصحابه، وفيما بينه وبين أعداءه أيضا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى