مقال

الدكروري يكتب عن أفضل البرية وأشرف البشرية

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أفضل البرية وأشرف البشرية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن الله عز وجل إصطفى رسله الكرام عليهم السلام للقيام بوظائف محددة باعتبارهم رسل وسفراء لله تعالى إلى عباده، فأمرهم بالبلاغ المبين، ودعوة الناس إلى دين الحق، البشير والنذير، وتقويم الفكر المنحرف والعقائد الزائفة، وتدبير شؤون الأمة عامة وسياسة أمرها، فعلينا اتباع أومراه واجتناب نواهيه، فالنبى صلى الله عليه وسلم هو أول من يُؤذن له بالسجود يوم القيامة، وأول نبى يقضى بين أمته يوم القيامة، وأولهم جوازا على الصراط بأمته، وأول من يدخل الجنة بأمته، وهو الشافع المشفع الذي يشفع في رفع درجات، أقوام في الجنة لا تبلغها أعمالهم، ويشفع في أقوام قد أمر بهم إلى النار فيخرجهم منها، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما نبي يومئذ من آدم فمن سواه إلا تحت لوائي، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر.

 

وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر” فهذا هو نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم علينا أن نقدم قوله على قول كل مخلوق، وأن نجعل حبه فوق حب النفس والمال والولد، وأن نكرس النفوس والأموال لنصرة شريعته، وأن نسعى لنشرها بين الناس كما كان يفعل السلف الصالح من قبلنا، إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي شرح الله صدره ورفع ذكره، ووضع وزره وأتم أمره، وأكمل دينه وأبر يمينه، ما ودعه ربه وما قلاه، بل وجده ضالا فهداه، وفقيرا فأغناه، ويتيما فآواه، وخيّره بين الخلد في الدنيا وبين أن يختار ما عند الله، فاختار لقاء الله، إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من وطئ الثرى، وأول من تفتح له الفردوس الأعلى، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم “أنا سيد ولد آدم وأول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع وأول مُشفع” فصيح اللسان واضح البيان، موجز العبارة موضح الإشارة، آتاه الله جوامع الكلم، وأعطاه بدائع الحكم.

 

ويقول أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه “ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأن الشمس تجري في وجهه” ويقول شاعر الإسلام حسان بن ثابت رضي الله عنه، في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وأفضل منك لن ترى قط عيني، وأحسن منك لم تلد النساء، خُلقت مُبرّأ من كل عيب، كأنك قد خُلقت كما تشاء، إنه الحبيب المصطفى والرسول المجتبى الذي، بعثه الله جل علا ليخرج الأمة من الوثنية والظلام إلى التوحيد والإسلام، وينقذ الناس من التناحر والتفرق والآثام، إلى العدل والمحبة والوئام صلى الله عليه وسلم، ولقد كان العرب قبل بعثته صلى الله عليه وسلم يعيشون في جاهلية جهلاء، يعيثون في الأرض كالأنعام، يعبدون الأصنام ويستقسمون بالأزلام، يأكلون الميتات ويئدون البنات، ويسطو القوي منهم على الضعيف، ثم أذن الله لليل أن ينجلي، وللصبح أن ينبلج، وللظلمة أن تنقشع، وللنور أن يشعشع.

 

فأرسل الله رسوله الأمين الرؤوف الرحيم بالمؤمنين، أفضل البرية وأشرف البشرية، فقال تعالى فى سورة التوبة ” لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم” فاختاره الله عز وجل للنبوة واجتباه، وأحبه للرسالة واصطفاه صلى الله عليه وسلم، ما هطلت الأمطار وأورقت الأشجار، وتعاقب الليل والنهار، وإن من أعظم حقوق النبي صلى الله عليه وسلم علينا، أن نطيعه ونتبع سنته، وننفذ أوامره، ونسلك طريقه، ونقتدي به، فيقول الفضيل بن عياض رحمه الله إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل، وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل، والصواب أن يكون على السنة، والخالص أن يكون لله، وقرأ قول الحق سبحانه وتعالى فى سورة الكهف ” فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا” ويقول الإمام مالك رحمه الله، السنة سفينة نوح، من ركبها نجا.

 

ومن تخلف عنها هلك، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، فلا بد للمسلم من اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، والعمل بها والانقياد إليها، والثبات عليها، فقال صلى الله عليه وسلم “عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضّوا عليها بالنواجذ” ويقول صلى الله عليه وسلم “هذه سنتي، فمن رغب عن سنتي، فليس مني” فيجب علينا أن نلتزم بحقوقه صلى الله عليه وسلم، وعلينا أن نقرأ سيرته، وأن نتدبر حياته، ونستمع إلى أخباره فإنه صلى الله عليه وسلم الأسوة والقدوة لنا في أمورنا كلها، فقال تعالى ” لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا” فاقرؤوا عن حياته ومعاملاته وعباداته وغزواته، وهديه مع أهله وطريقته مع أصحابه، وسلوكه مع أعدائه، وتعرفوا على حياته اليومية، كيف كان يأكل؟ وكيف كيف كان ينام؟ وكيف كان يفعل في أموره كلها؟

 

فإن سيرته صلى الله عليه وسلم دواء للقلوب وصلاح للعقول، وشفاء للنفوس، وهي التطبيق العملي والتفسير التطبيقي، والنموذج الحي للقرآن الكريم، كما وصفته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها، بأنه كان قرآنا يمشي على الأرض، ومن حقوقه صلى الله عليه وسلم علينا أن ننصره وأن نتصدى لكل من يسبه، أو يلفق التهم ضده، أو يحاول أن يطفئ نوره، وما أكثرهم في هذا الزمان لا كثرهم الله، فإن محبة النبي صلى الله عليه وسلم ليست أقوالا تقال، ولا دعاوى تدّعى، ولا طبولا تدك في المساجد، وإنما محبته صلى الله عليه وسلم تعني طاعته واتباعه، وإجلال أمره ونهيه، فيقول الله تعالى فى سورة آل عمران ” قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى