فن

الفنون وأهميتها القصوى في تخليق الفرد وبناء مجتمع القيم .موضوع ندوة دولية عقدت بأزيلال المغرب

جريدة الاضواء

الفنون وأهميتها القصوى في تخليق الفرد وبناء مجتمع القيم .موضوع ندوة دولية عقدت بأزيلال المغرب

 

عبدالله علي شبلي – المغرب

 

أزيلال المغربية تشهد الندوة العلمية الدولية التي كانت غايتها ممثلة في نشر ثقافة الفنون وتثمينها داخل الأسرة والمدرسة والمجتمع باعتبارها روافد ثلاث لكل نهضة حقيقية قادرة على تسييد القيم الحقيقية والمُثلى.

وخلال هذه الندوة ا طرح مجموعة من الدكاترة المتميزين والأساتذة المهتمين بالمجال الفني والثقافي والجمالي من خارج المغرب وداخله مجموعة من المداخل الأساسية لمناقشة تيمات مهمة وأساسية تتعلق بتخليق الفن وأهميته الكبيرة في تكريس الذائقة الجمالية.

وجدير ذكره أن هذه الندوة عقدت بدعم من المجلسين الاقليمي والجماعي بأزيلال، وهي من تنظيم جمعية ” واحة الفنون” . والتي اختار لها الأستاذ محمد الهواري مسير الجمعية ومنسق الأشغال عنواناً دالاً ” أهمية الفنون في تخليق المجتمع” .

وانعقدت الندوة يومي الجمعة والسبت 10 و 11 يونيو 2022 بقاعة الندوات بالنواة الجامعية السلطان مولاي سليمان بأزيلال و فضاء المركز الثقافي أزيلال .

اوهي ثمرة شراكة مع مجموعة من الأطراف العلمية والثقافية والفنية وهي : ” النواة الجامعية السلطان مولاي سليمان بأزيلال ” ” ماستر التربية الجمالية بكلية علوم التربية بالرباط ” ” المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة بني ملال – خنيفرة ” ” المركز الثقافي والمديرية الاقليمية لوزارة التربية الوطنية بأزيلال ” وأخيراً ” مركز التوجيه والتخطيط ” ” وجمعية فناني القصبة ” بمدينة الرباط.

 

ومن بين التوصيات التي خرجت بها الندوة الدولية :

 

1 . دور التربية الفنية في تنمية الذوق الجمالي والسلوك الاجتماعي لدى الفرد والمجتمع : حيت أكد الباحثون في هذا المجال على أهمية الفنون بكل أنواعها(التشكيل، المسرح، النحت، الموسيقى ) في التربية القيمية والاجتماعية والجمالية للأفراد والمجتمع. وهكذا تلعب هذه الفنون أدوارا أساسية في تهذيب النفوس وتنمية الأخلاق وتطوير الأذواق الجمالية، وفي اكتساب المهارات والسلوكات والقيم الاجتماعية والإنسانية .

مما يساهم في بناء الشخصية الإنسانية المتكاملة والمنفتحة والمتزنة نفسيا وفكريا وثقافيا وسلوكيا واجتماعيا .

 

2 . إبراز أهمية ودور الفن التشكيلي في تربية الفرد ومن خلاله المجتمع على القيم الفنية والجمالية والاجتماعية.لذلك تم التنبيه إلى أهمية إدراج الفنون في البرامج الدراسية . لأن الفن ضرورة وليس ترفا كما يُعتقد و أن قيمته تتجاوز الجمال الى الوظيفة ومثال على ذلك في الجانب الميداني، تمت الاشارة إلى دور الفن في تحسين وضعية المجموعات الموسيقية الكناوية ، إذ انه أسهم في الحفاظ على استمراريتهم وبقاء ممارساتهم الفنية والطقوسية، مما زاد من رصيدهم المهني والاجتماعي .

 

3 . تفعيل دور المدرسة في إنشاء مواطن متشبع بالقيم وقادر على الانخراط بشكل إيجابي في المجتمع. مع التنبيه على تثمين أهمية القيم الشعبية وكذا الحكايات الشعبية المذكورة في الكتاب المدرسي الخاص باللغة الأمازيغية. وفي هذا المقام المتعلق بالأمازيغية تمت الدعوة إلى تبني توصيتين أساسيتين : الأولى تتعلق بتوحيد مصطلحات الكتب المدرسية الخاصة باللغة الأمازيغية في مختلف ربوع المملكة. والثانية تتجلى في إدماج نصوص شعرية في البرنامج الدراسي الخاص باللغة الأمازيغية.

 

3 . الاهتمام بواقع المدرسة المغربية من أجل تشخيص كلي ومتكامل. وربطها بالقيم والسلوكات كمداخل تعليمية ووسائط تربوية. وذلك قصد تجاوز كل عراقيل ومثبطات الاصلاح القيمي المنشودة من طرف الفاعلين في مجال الفن والثقافة . ذلك أن تسرب بعض الظواهر الغريبة باتت ترهق المجتمع وتكلف الحياة المدرسية كثيراً. وهذا ما أدى في أحيان كثيرة إلى تخريب ثقافة المسالمة المغربية الموروثة والتسامح الديني الممتد عبر قرون .

وهنا كاقتراحات ملموسة تم تقديم طرح نظري يتوافق مع المنهج الاجتماعي في فلسفة الفن وعلاقتها بالإنسان المعاصر، وطرح واقعي يهم العلاقة بين الفن وتطوير المهارات الحياتية التي أصبحت تعد عصبا للحياة المعاصرة.

 

4 .التنصيص على أهمية الرقمنة ليس باعتبارها أداة مساعدة فقط بل مصدر معرفة وقيم أيضا ينبغي النظر اليها من زاوية فنية وتثقيفية.والتي يجب اعتبارها في هذا الصدد رافداً مهما من روافد الفن والثقافة . ومن ثم وجب أن تنال أهميتها في هذا العصر الذي لا يمكن عيشه دون أن تتم بلورة رؤية واضحة تُدمج كل ما هو فني- ثقافي وجمالي بما هو تكنولوجي- رقمي.

 

5 . ضرورة إنشاء تكوينات للإسهام في الارتقاء بالذوق الفني، وكذلك للتوعية بأهمية الفنون في تخليق المجتمع ونشر القيم. ولن يتم ذلك أبداً إلا بحصر مهام التكوينات ومعرفة المراد منها رأساً. وهذا يستدعي الفصل بين تكوين مهاري وتكوين معرفي وتكوين قيمي .

 

وإذا كان الفن يعرف على أنه ” إحدى الأدوات التي استعانت بها الحضارات لتستمر و تدوم، فمنذ القدم ونحن نتتبع آثار تلك الحضارات المختلفة، فعرفنا أساليب حياتهم، واطلعنا على ثقافاتهم وعلى فنونهم المختلفة التي لم تكن بداية بغرض الزينة او الجمال بل كانت ضرورة لسد الحاجة وتحقيق المنفعة ” . فإن المدخل المفاهيمي وحده يظل قاصراً عن الاحاطة بالفن وجمالياته الممتدة. هذه الجماليات لن تولد مع الانسان غريزية .بل هي وليدة الأسرة والمدرسة والمجتمع باعتبارها روافد أساسية لصنع هذه الذائقة وتنميتها. من هذا الأساس وجب أن تحظى القيم والاخلاق بمكانة عالية في صنع الفن وتسويقه من جهة, وأن يكون الفن من جهة أخرى حاملاً لها ومسوّقاً في مجالات انتشاره الواسعة والممتدة. أ لم يقل هيجل جملته المشهورة ذات يوم بعيد ” إن غاية الفن القصوى هي تهذيب الأخلاق وتلطيف الهمجية “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى