مقال

الدكروري يكتب عن لا يقرب من أجل ولا يباعد من رزق

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن لا يقرب من أجل ولا يباعد من رزق

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن قول كلمة الحق لا يقرب من أجل ولا يحرم من رزق, فيقول النبى الكريم صلى الله عليه وسلم” ألا, لا يمنعن أحدكم رهبة الناس أن يقول بحق إذا رآه أو شهده، فإنه لا يقرب من أجل ولا يباعد من رزق، أن يقول بحق، أو يذكر بعظيم ” رواه أحمد، وفي الحديث الآخر قال صلى الله عليه وسلم “لا يمنعن رجلا هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه أو شهده أو سمعه” وعن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا يحقرن أحدكم نفسه، قالوا يارسول الله كيف يحقر أحدنا نفسه‏‏؟ ‏‏قال صلى الله عليه وسلم يرى أمرا لله عليه فيه مقال ثم لا يقول فيه، فيقول الله عز وجل له يوم القيامة ما منعك أن تقول ‏في ‏‏كذا وكذا‏‏ ‏‏

 

فيقول خشية الناس، فيقول فإياى كنت أحق أن تخشى” رواه ابن ماجة، وقد توعد الله تعالى الذين لا يقولون الحق ويعدلون عنه إلى غير بعذاب شديد، وانظروا إلى هذه الأمة عندما كان الإيمان يملأ قلوب أبنائها وعندما كانت تقول كلمة الحق وتصدع به دون خوف أو وجل، كيف أثرت في الحياة فشيدت حضارة وأورثت عزا وبنت مجدا, وقبل ذلك كله أنها أرضت الخالق سبحانه, وفى كلمة الحق يجب الصبر في ذات الله تعالى فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، في قصة توزيع غنائم هوازن، قال النبى صلى الله عليه وسلم للأنصار آمرا لهم بالصبر”إنكم سترون بعدى أثرة شديدة فاصبروا حتى تلقوا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم على الحوض” رواه البخاري ومسلم.

 

ويجب التوكل على الله والاعتماد عليه وإحسان الظن به، فإن بيده سبحانه وتعالى الموت والحياة، والرزق والسعادة والشقاء, فلماذا يذل المرء نفسه بسبب متاع زائل ويغضب الخالق ليرضي المخلوق الذى لا يملك ضرا ولا نفعا؟ وكذلك يجب علينا تدبر قصص الأنبياء والصالحين والعظماء ودراستها للتأسي والعمل، وعلى المرء أن يتذكر الأجر الذى سيناله من الله في الدنيا والآخرة أو العذاب والحرمان والطرد من رحمة الله إن خالف أمره، وعلينا أخيرا أن نتذكر المصالح التي ستجنيها الأمة من قول كلمة الحق وعدم المتاجرة بها وتغييبها من مواقع الناس, فكلمة الحق كلمة طيبة كشجرة طيبه أصلها ثابت وفرعها في السماء.

 

بكلمة الحق ينصر المظلوم ويردع الظالم, وتحفظ الدماء وتصان الأعراض, وتؤدى الحقوق ويؤتى بالواجبات وتقوى العلاقات، ويأمن الأنسان على نفسه وماله وعرضه, وبكلمة الحق يقل المنكر ويضعف الفساد وتتلاشى المحسوبية, ويندحر النفاق وتتقن الأعمال، ويعبد الله حق عبادته، فإن لله سبحانه وتعالى في كونه سننا لا تختلف ولا تتبدل, يجريها الله على العديد من الأمور والأشياء دلالة على مفهوم التماثل الواقع فى النتائج إذا تشابهت المقدمات، فيقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ومن هذا الباب صارت قصص المتقدمين عبرة لنا، ولولا القياس، واطراد فعله وسنته لم يصح الاعتبار بها.

 

والاعتبار إنما يكون إذا كان حكم الشيء حكم نظيره، كالأمثال المضروبة فى القرآن وهي كثيرة، ومن هذه السنن الإلهية سنة عظيمة قديمة هى صراع الحق والباطل، وإن هذه السنة من أهم السنن الربانية التى يجب الوقوف عندها، وعدم الغفلة عنها، فإن الصراع بين الحق والباطل سنة إلهية ثابتة ودائمة، فمنذ أن تكبر إبليس اللعين على أوامر الله تعالى, ومنذ أن أنزل الله تعالى آدم إلى الأرض بمخالفته لأمر الله بالأكل من الشجرة المحرمة, وإمهال الله تعالى للشيطان إلى يوم القيامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى