مقال

الدكروري يكتب عن المكون الأساسي للمجتمع

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن المكون الأساسي للمجتمع

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن في المسلم الحق من المروءة والنبل والتجمل والاحتمال وسعة الصدر، وسمو الخلق ما يجعله يرتفع في تعامله مع زوجته التي يكرهها بعيدا عن نزوات البهيمة وطمع التاجر، وتفاهة الفارغ، وإذا كانت المودة أحد دعائم الزوجية وسببا كبيرا لبقائها، فإن الرحمة هي الأخرى دعامة مهمة لبقاء الزوجين وارتباطهما، حتى وإن عدم الحب أو قلت المودة، هكذا يوجه القرآن ويدعو للتفكر فيقول تعالى ” وجعل بينكم مودة ورحمة” وقال المفسرون إن الرجل يمسك المرأة لمحبته لها أو لرحمة بها بأن يكون لها منه ولد، أو محتاجة إليه في الإنفاق أو للألفة بينهما وغير ذلك، فيقول تعالى فى سورة الروم ” إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون” وإذا كانت العشرة بالمعروف بين الزوجين من دعائم بناء الأسرة.

 

فإن الإيمان بالله قمة المعروف وعمل الصالحات سبيل للوفاق بين الزوجين، فالإيمان وعمل الصالحات يشيعان في البيوت السكينة، وبهما تتحقق السعادة ويتطلع الزوجان بهما إلى منازل الآخرة، وتتوجه الهمم عندهما إلى رضوان الله والجنة، وهاكم نموذجا لهذين الزوجين يترحم عليهما صلى الله عليه وسلم قال “رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فصلى، فإن أبى نضحت في وجهه الماء” وينبغي أن تستمر جذوة الإيمان، ولباس التقوى بين الزوجين حتى وإن وقع الطلاق وحصل الفراق، فلعل الله يحدث بعد ذلك أمرا، فيقول الله عز وجل ” فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف ”

 

ويطلق مصطلح الأسرة في المعجم الخاص باللغة العربية على جماعة من الناس تجمعهم صلات دم أو زواج يعيشون معا في بيت واحد وكل فرد في داخل هذه الأسرة له دور هام فيها يجب عليه القيام به، ويتميز أفراد الأسرة الواحدة بأنهم يتفاعلون مع بعضهم البعض وتجمع مشاعر الألفة والمحبة بينهم والأسرة هي المكون الأساسي للمجتمع، والذي يبدأ فيها أي إنسان حياته العادية، وكما تعرف الأسرة من حيث الجانب الوظيفي، الذي يتضمن الأب وألام والأطفال الصغار ولكن التعريف هنا يركز على المفهوم الوظيفي للاب وألام، أي الوظيفة التي يشغلها كل منهم التي تساعدهم على توفير الموارد المادية للإنفاق على الأسرة والأطفال بشكل يوفر لهم الحياة الكريمة، ويجب أن يحتوي هذا التعريف الوظيفي على عدة جوانب.

 

وشروط يجب على كل أسرة تجاوزها واستيفاء كافة النقاط الخاصة بهذا الجانب الوظيفي، وفي حالة عدم استيفاء أي نقطة من نقاط التعريف الوظيفي للأسرة لا يعترف الخبراء بهذه الجماعة بأنها عائلة أو أسرة من الناحية الوظيفية، وأما عن تعريف الأسرة من الجانب النفسي ومن الناحية النفسية فتعرف الأسرة بأنها هذه العلاقة الموجودة بين الرجل والمرآة المبنية على المودة والرحمة، ومشاعر المحبة والألفة التي تكون موجودة في رابطة الزواج التي تجمعهم، والتعريف من هذا الجانب يعني التأكيد على حقوق وواجبات كل جانب من الجانبين وهو يؤكد على حقوق وواجبات الرجل وحقوق وواجبات المرأة، وواجباتهم تجاه الأطفال ورعايتهم المادية والنفسية وتوفير جو أسرى هادئ ودافئ.

 

يساعدهم على النمو بشكل سليم، كما يؤكد هذا التعريف على أهمية دور المرأة في بناء الأسرة ورعايتها، فالمرأة التي تكون حصلت على تعليم دراسي متقدم ولديها وظيفة يمكنها أن تساعد أسرتها في العديد من الأمور من الناحية النفسية والدراسية كما تساعد في زيادة موارد الأسرة بصفة عامة، وإن للتربية هدفان أساسيان هما تكوين الفرد وصقل شخصيته، والمساهمة في ترقية المجتمع وتطويره، ومن الجدير بالذكر أن قيام الأسرة بدورها في الرعاية والتربية باعتبارها المؤسسة التي لا يمكن الاستغناء عنها في هذه المجالات من شأنه أن يساهم في إبراز أهميتها العظمى وهي الأهمية الاجتماعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى