ثقافةدين ودنيا

الدكروري يكتب عن وافعلوا الخير لعلكم تفلحون

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن وافعلوا الخير لعلكم تفلحون

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن تسخير الإمكانات من نفس ومال، وولد وأهل، وكل ما يملك المرء نجده بارزا في سيرة خير القرون، فإن حياتهم كلها كانت جهادا وتضحية في سبيل نصرة هذا الدين، فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه يأتي بماله كلِّه، ويقول تركت لهم الله ورسوله، وهذا عثمان رضي الله عنه يجهز جيشا كاملا في غزوة العسرة وهي غزوة تبوك، وهذه المرأة الصالحة التي لم تجد ما تقدمه لنصرة دينها، فتدفع بصبيها الصغير إلى ساحة القتال وتعطيه سيفا، وتقول له ادفع به الأذى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يقوى على حمله فتربطه في ساعده ثم تقف تراقبه، وقد امتلأت فخرا فإذا به يتلقى إصابة تتفجر على أثرها دماؤه.

فينظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا لعلك جزعت فترد قائلة لا والله يا رسول الله، كل مصيبة دونَك جلل، أي تهون، وإن الله عز وجل هو رب العالمين والقرآن الكريم هو كتاب جاء بالخير والصلاح لكل الناس فإن نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم جاء رحمة ونورا لجميع الخلق, فقال تعالي في سورة الأنبياء ” وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” كما أكد النبي صلى الله عليه وسلم على أنه جاء بالرسالة الخاتمة الهادية لجميع الناس، والكعبة المشرفة كذلك هي قبلة لجميع الخلق وبركة وهداية لكل الناس حيث قال تعالى في سورة آل عمران ” إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدي للعالمين”

ومن رحاب مكة وبجوار البيت الحرام كانت المبادئ الإنسانية التي ودع بها النبي صلى الله عليه وسلم الناس في خطبة الوداع والتي سبق بها جميع المبادئ والقوانين والمواثيق العالمية لحقوق الإنسان ولا عجب إذا بدأها بقوله “أيها الناس” ولقد أمر الله تعالى بفعل الخير، وجعله سببا من أسباب الفلاح فقال عز وجل فى كتابه الكريم ” وافعلوا الخير لعلكم تفلحون” وصنع الخير أمر ربانى وفريضة شرعية وفضيلة إسلامية، وهو من الأفعال الحسنة التي تطمئن لها النفس، ويبعث على الرضا والاستحسان، وإنه جزء من رسالة الأنبياء التي أوحاها الله تعالى إليهم، فقال سبحانه وتعالى فى سورة الأنبياء.

” وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين” وقد أمرنا القرآن الكريم بالتسابق إلى فعل الخير فقال سبحانه وتعالى فى سورة البقرة ” فاستبقوا الخيرات” وعمل بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم طوال حياته وفي كل أحواله، واقتدى به الصحابة الكرام رضوان الله عليهم في سلوكهم، فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه كان سباقا، وحريصا على أن يكون له سهم في كل وجوه الخير، فقد روى مسلم في صحيحه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” من أصبح منكم صائما” قال أبو بكر أنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” فمن تبع منكم جنازة”

قال أبو بكر أنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” فمن أطعم منكم اليوم مسكينا” قال أبو بكر أنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” فمن عاد منكم اليوم مريضا” قال أبو بكر أنا يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما اجتمعن فى امرء إلا دخل الجنة” فإن أسمى الغايات، وأنبل المقاصد أن يحرص الإنسان على فعل الخير، ويسارع إليه، وبهذا تسمو إنسانيته، ويتشبه بالملائكة، ويتخلق بأخلاق الأنبياء والصديقين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى