ثقافةدين ودنيا

الدكروري يكتب عن الرؤيا الصادقة

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الرؤيا الصادقة

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

إن من علامات الساعة التي ظهرت وما زالت مستمرة، هو التطاول في البُنيان فيصبح المال في يد من لا يحسنون التصرف فيه واستثماره على الوجه الصحيح، فقال النبي صلي الله عليه وسلم في ذكر علامات الساعة “إذا كانت العراة الحفاة رؤوس الناسِ، فَذاك من أشراطها، وإذا تطاول رعاء البهم في البنيان، فذاك من أشراطها” وكذلك انتشار المال الحرام، فيسهل على الناس أخذه دون كد وتعب ومن صور ذلك السرقة والرشوة وغيرهما من المعاملات المحرمة، وأيضا رفع العلم وظهور الجهل، واقتصار إفشاء السلام على من بينهم معرفة، وعدم رده على العامة مخالفة للسنة النبوية التي تحث على رد السلام على جميع الناس.

وأيضا صدق رؤيا المؤمن ووقوعها أي تحدث دون الحاجة إلى تأويلها كما هي دون تغيير فيها أو تبديل، واختلف العلماء في تفسير ذلك فقيل إكرام المؤمن بالرؤيا الصادقة بسبب ما يلقاه في آخر الزمان من الغربة والوحشة، وقيل إن الرؤيا الصادقة من الأمور الخاصة بزمان عيسى عليه السلام آخر الزمان، وعدم تعظيم المساجد أو إعطائها مكانتها اللازمة، وكثرة عدد النساء وقلة عدد الرجال، وقيل إن ذلك بسبب قتل الرجال، فإن للإسلام أركان خمسة لا يمكن لأحد أن يدين به إلا من خلالها، وهي الشهادتان، والصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، فالأول وهو شهادة أن لا إله إلا لله، وأن محمدا رسول الله.

ومعنى شهادة أن لا إله إلا الله أي لا معبود بحق في الأرض ولا في السماء إلا الله وحده، لا شريك له، ولا ند له، ولا ولد له، ولا صاحبة أى لا زوجة له، فهو الإله الحق، وكل إله غيره باطل، وهذا ما يطلق عليه عقيدة التوحيد ويظهر هذا المعنى فى سورة من أقصر سور القرآن ولكنها من أعظمها حيث يقول الله تعالى فى سورة الإخلاص ” قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد” بمعنى قل يا محمد لمن يسألون عن وصف ربك أن الله الذي تعرفونه، وتقرّون بأنه خالق السموات والأرض وخالقكم، الله أحد هو واحد متوحد بالإِلهية لا يشارك فيها، الله الصمد، وهو الذي يصمد ويحتاج إليه ويسأله كل مخلوق.

ولا يستغنى عنه، وهو الغني عنهم، لم يلد، لأنه لا يجانس، حتى يكون له من جنسه صاحبة فيتوالدا، وقد دل على هذا المعنى بقوله فى سورة الأنعام” أنّى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة” ولم يولد، لأن كل مولود محدث وجسم، وهو قديم لا أول لوجوده وليس بجسم، ولم يكن له كفوا أحد، ولم يكافئه أحد، أى لم يماثله ولم يشاكله أحد، فيقتضي هذا الشق من الشهادة إخلاص العبادة لله وحده، ونفيها عما سواه، ولا تنفع قائلها حتى يتحقق فيه أمران، وهو أن قول لا إله إلا الله عن اعتقاد وعلم ويقين وتصديق بالمفهوم الذى أوردناه ومحبة، والكفر بما يعبد من دون الله، فمن قال هذه الشهادة ولم يكفر بما يعبد من دون الله.

من بشر أو حجر أو ما دون ذلك لم ينفعه هذا القول، ومعنى شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وألا يعبد الله إلا بما شرّع، وأن تعلم وتعتقد بأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى الناس جميعا، وأنه عبد لا يُعبد، ورسول لا يكذب، بل يُطاع ويُتبع، من أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار، وأن تعلم وتعتقد بأن تلقي التشريع سواء في العقيدة، أو في العبادات التي أمر الله بها، أو في نظام الحكم والتشريع أو في مجال الأخلاق، أو في مجال بناء الأسرة، أو في مجال التحليل والتحريم، لا يكون إلا عن طريق هذا الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لأنه رسول الله المبلغ عنه شريعته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى