ثقافةدين ودنيا

الدكروري يكتب عن تنفيس كربات المؤمنين

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن تنفيس كربات المؤمنين

بقلم / محمـــد الدكـــروري

من أراد أن يعرف حقيقة الجدية، ويراها واقعا عمليا، فعليه بسيرة السلف الصالح رضي الله عنهم، ولقد أوصى الإسلام الحنيف الإنسان أن يفعل الخير مع الناس، بغض النظر عن معتقداتهم وأعراقهم، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهّل الله له به طريقا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة،

وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله في من عنده، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه” فهذه أبواب عظيمة من أبواب الخير يعلمها لنا معلم الخير صلى الله عليه وسلم، فأول هذه الأبواب هو تنفيس كربات المؤمنين، فقال صلى الله عليه وسلم “من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة” فالجزاء من جنس العمل، كما قال الله عز وجل فى سورة البقرة ” فاذكرونى أذكركم” وقال النبي صلى الله عليه وسلم “الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء” وقال صلى الله عليه وسلم ” إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا” فالجزاء من جنس العمل، فمن نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا

نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله فى الدنيا والآخرة” فإن قال قائل لماذا ؟ قابل النبي صلى الله عليه وسلم كربة الدنيا بكربة يوم القيامة فقال “من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة” ثم قال “ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة” ولم يقل صلى الله عليه وسلم من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب الدنيا وكربة من كرب يوم القيامة؟ فالجواب هو أن الكربة هى الشدة الشديدة، وأكثر الناس لا يصابون بذلك.

وإنما قليل منهم من يصاب بهذه الكرب العظيمة في الدنيا، ثم إن تنفيس كربة يوم القيامة أضعاف مضاعفة من تنفيس كرب الدنيا، كما دلت على ذلك الأدلة، وإن غايات الناس مختلفة، وأهدافهم شتى فمنهم من تتحكم فيه الأنا والشهوات، كالجاه والتجبر والعلو في الأرض بغير حق، أما الإيمان فإنه يجعل وجهة المؤمن، متجهة إلى فعل الخير والمسابقة إليه، لذلك يجب أن يكون شعار المسلم وغاية المسلم في الحياة، هو ما قاله الله تعالى فى سورة الحج ” وافعلوا الخير لعلكم تفلحون” والخير اسم شامل لكل ما ينتفع به المرء عاجلا أو آجلا، ويعتبر العمل الخيرى في الإسلام من أهم الأعمال شأنه شأن باقي الأمور التي يقوم بها المسلم.

لأنه عمل يتقرب به المسلم إلى الله وهو جزء من العبادة، وقد أكثر الله سبحانه وتعالى، من الدعوة إلى الخير، وجعله أحد عناصر الفلاح والفوز، كما أمر سبحانه وتعالى بالدعوة إلى فعل الخيرات إضافة إلى فعله، فقال سبحانه وتعالى كما جاء فى سورة آل عمران ” ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير” والله تعالى يوازن بين مباهج الدنيا ومفاتنها، وبين المثل العليا والاتصاف بالمكارم، ويبين أن الفضائل أبقى أثرا، وأعظم ذخرا، وأجدر باهتمام الإنسان، وخير له في الدنيا والآخرة، لذلك قال سبحانه وتعالى فى سورة الكهف ” المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى