مقال

الدكروري يكتب عن التقوي والخشية من الله

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن التقوي والخشية من الله

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

إن أحباء الله عز وجل هم الذين ورثوا الحياة الطيبة، وذاقوا نعيمها بما وصلوا إليه من مناجاة حبيبهم، وبما وجدوا من حلاوة في قلوبهم، لا سيما إذا خطر على بالهم ذكر مشافهته، وكشف ستور الحجب عنه في المقام الأمين والسرور، وأراهم جلاله، وأسمعهم لذة كلامه، ورد عليهم جواب ما ناجوه به أيام حياتهم، وكما أن المحب لله سبحانه لا يقبل انتهاك حدود الله، وتجاوز أوامره، وإن من ثمرات محبة الله في الحياة الدنيا التوفيق والسداد في شؤؤن الحياة كلها، ولقد أمرنا الله عز وجل بالتقوي والخشية منه تعالي وإن مفهوم التقوى هو أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه وقاية، تقيه منه، وتقوى العبد لربه عز وجل هو أن يجعل بينه وبين ما يخشاه.

 

من غضبه وسخطه وقاية تقيه من ذلك بفعل طاعته واجتناب معاصيه، فقال ابن عباس رضي الله عنهما “المتقون هم الذين يحذرون من الله وعقوبته” والتقوى هى أن تعمل بطاعة الله على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله، تخاف عقاب الله، وعرّف الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه التقوى فقال هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل، وأن المرء محتاج للتقوى ولو كان أعلم العلماء، وأتقى الأتقياء، يحتاج إلى التقوى لأن الإنسان تمر به حالات، ويضعف في حالات، يحتاج إلى التقوى للثبات عليها، يحتاج إلى التقوى للازدياد منها.

 

فاتقي الله حيثما كنت، في السر والعلانية، أتبع السيئة الحسنة تمحها، ولأن التقوى هي التي تصحبنا إلى قبورنا فهي المؤنس لنا من الوحشة والمنجية لنا من عذاب الله العظيم ، فقد دخل الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، المقابر فقال ” يا أهل القبور ما الخبر عندكم، إن الخبر عندنا أن أموالكم قد قسمت وأن بيوتكم قد سكنت وإن زوجاتكم قد زوجت، ثم بكى ثم قال والله لو استطاعوا أن يجيبوا لقالوا إنا وجدنا أن خير الزاد التقوى” وإن للتقوى آثارا عظيمة على حياة المسلم، ولهذا فسّر السلف التقوى بأن حقيقتها أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، والتقوى أن تعمل بطاعة الله، على نور من الله.

 

ترجو بذلك ثواب الله، وأن تترك معصية الله، على نور من الله ، تخاف من عقاب الله تعالي، فتعمل بطاعة الله على نور وبصيرة، وترجو بذلك فضله ورحمته وكرمه، وتترك معصية الله على بصيرة، وتخاف من عقاب الله، فيحملك على فعل الأوامر طاعة الله ورسوله، وابتغاء مرضاته، ويحملك على ترك المعاصي خوف الله عز وجل، وعلمك باطلاع الله عليك، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ثلاث مهلكات، وثلاث منجيات، شحم طاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه، وثلاث منجيات، خشية الله في السر والعلانية، والقصد في الفقر والغنى، والعدل في الغضب والرضا ” ويجب على المؤمن أن يحاسب نفسه.

 

فإن رأى أنه وقع في إثم أو وقع في خطأ تدارك الخطأ والزلل، بالإقلاع عن ذلك الذنب، والتوبة النصوح إلى الله، وإن أحس نقصا أو تقصيرا في العمل فليستعن بالله تعالي، وليجد وليجتهد في إكمال ذلك النقص، وإصلاح ذلك العمل، وعن العرباض بن سارية، قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصبح فوعظنا موعظة بليغة زرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائل يا رسول الله كأنها موعظة مودع، فقال ” أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن كان عبدا حبشيا، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى