ثقافة

“التغيرات المناخية وتأثيرها على حياة الانسان” ندوة بملتقى الهناجر الثقافى الشهري

جريدة الاضواء

“التغيرات المناخية وتأثيرها على حياة الانسان” ندوة بملتقى الهناجر الثقافى الشهري

 

كتب : احمد سلامة

 

أقام مركز الهناجر للفنون باداره الفنان شادي سرور

ملتقى الهناجر الثقافى الشهري تحت عنوان “التغيرات المناخية وتأثيرها على حياة الانسان” مساء اول أمس الأربعاء، تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلانى وزيرة الثقافة، وبالتعاون مع قطاع شئون الإنتاج الثقافى برئاسة المخرج خالد جلال، وأدارت الملتقى الناقدة الأدبية الدكتورة ناهد عبد الحميد مدير ومؤسس الملتقى.

 

حضر الندوة الأنبا إرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأورثوذكسي، والدكتور عبد المسيح سمعان وكيل كلية الدراسات البيئية بجامعة عين شمس سابقا مستشار وزارة الثقافة للبيئة، والسفير هشام بدر سفير مصر السابق باليابان ومنسق عام المبادرة ورئيس اللجنة التنظيمية، والدكتور أحمد أبو اليزيد عبدالحافظ أستاذ بجامعة عين شمس ورئيس الهيئة الاستشارية لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، والدكتورة منال خيري أستاذ استراتيجيات الاقتصاد جامعة حلوان، والدكتورة حنان عمر مدير عام حماية البيئة والتنمية المستدامة بإحدى شركات البترول، وعضو مبادرة المليون شاب متطوح للتكيف المناخى.

 

بدأت الندوة بالسلام الوطني لجمهورية مصر العربية، أعقب ذلك رحبت الناقدة الأدبية الدكتورة ناهد عبدالحميد، بالمنصة والحضور قائلة: إن موضوع الندوة اليوم بالغ الأهمية لذا خصصنا له أكثر من لقاء، فكل الوزرات والمؤسسات وخاصة وزارة الثقاقة، على مدار اليوم ندوات توعوية بالتغيرات المناخية، وهذا الموضوع هو قضية وجودية لأنها تتعلق بكل الكائنات الموجودة على سطح الأرض بما فيها الإنسان.

 

وتابعت: أن التغيرات المناخية لها علاقة وثيقة الصلة بالجغرافيا، ويبدو لنا أن الجغرافيا تحاول تعيد لنا كتابة التاريخ وتريد أن تصنع لنا بوصلة جديدة للحياة إذا لم ننتبه لما تقوله لنا الطبيعة، وهى من القضايا الشائكة والأكثر إلحاحا فى السنوات الأخيرة، وتواجهنا الكثير من التحديات، ودخلت مفردات فى قاموس حياتنا نحتاج لتفسير وتوضيح لها مثل الإحترار العالمى والإنبعاث الحرارى، والتكيف والتخفف، والاقتصاد الأخضر والأصفر والأزرق، ومبادرات كثيرة، وفى ظل كل ذلك بات هم البشرية كلها هو إنقاذ الأرض من عفوان وغضب الطبيعة وإيجاد حلول مستدامة طبيعية كانت او تكنولوجية لمواجهة التغيرات المناخية.

 

من جهته طالب الأنبا إرميا الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي الأورثوذكسي، الحضور بالوقوف دقيقة حداد على روح الدكتور زين نصار المؤرخ الموسيقى وأستاذ النقد الموسيقى بالمعهد العالى للنقد الفنى بأكاديمية الفنون، الذى وافته المنية الأحد الماضى، تقديرا لمشواره الثقافي والفني فهو من شيوخ المؤرخين في مصر.

 

وقال إرميا، إن التغيرات المناخية تؤثر فى النهاية على صحة الإنسان، وتحدث العواصف الكارثية، والتدهور فى التنوع البيولوجى، وكل ذلك يؤدى إلى هجرة جديدة فى العالم بسبب المناخ، ورجال الدين المسيحى والإسلامى لهم تأثير معنوى كبير عليهم فى أنماط الحياة والعادات والسلوكيات، وإذا تثقف رجل الدين يستطيع أن يوصل المعلومة جيدا وبسهولة لكل من حوله، موضحا دور الإنسان فى الحفاظ على خليقة الله فى الأرض، ودوره نحو أفراد العائلة البشرية، والتكاتف معا من أجل هذا المجتمع ليكون مجتمع عادل مستدام.

 

ومن ناحيته قال الدكتور عبدالمسيح سمعان وكيل كلية الدراسات البيئية بجامعة عين شمس سابقا مستشار وزارة الثقافة للبيئة، إن اختيار مصر لمؤتمر COP27 وذلك لما لها من ثقل سياسى وحضارى وثقافى فى العالم كله، وتحدث عن الإجراءات المتميزة التى تقوم بها الدولة فى قضية تغير المناخ، أولها الإستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050، وتمضى الدولة فى ملف الطاقة الجديدة والمتجددة، مثل محطة بنبان للطاقة الشمسية بأسوان، ومحطة طاقة الرياح فى جبل الزيت بمنطقة خليج الزيت بساحل البحر الأحمر، وأيضا تمضى مصر فى إنتاج الهيدروجين الأخضر “وقود المستقبل”، والنقل لمستدام مثل النقل السريع والكهربائى، وستتحول مدينة شرم الشيخ إلى مدينة خضراء كنموذج تقدمه الدولة فى المؤتمر.

 

وقال السفير هشام بدر سفير مصر السابق باليابان ومنسق عام المبادرة ورئيس اللجنة التنظيمية، إن المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية بوزارة التخطيط، تهدف إلى التوعية من خلال التشجيع لتقديم مشروعات من الشعب المصرى والشركات وليس من الحكومة، وعبقرية المبادرة فى تمكين المحافظات والمحليات وتوطين التنمية المستدامة فى مصر، من خلال منصة وطنية واحدة تهدف بمشاركة كل من لديه مشروع قابل للتنفيذ وليست فكرة نظرية أو مشروع قائم، فى 6 فئات “كبير، متوسط، صغير، شركات ناشئة، مجتمعية غير هادفة للربح، المرأة”، وصل عدد المشروعات المقدمة حتى غلق باب التقدم يوم 18 سبتمبر الجارى إلى 6200 مشروعا مطابق للمعايير الموضوعة من كل محافظات مصر، وستقوم كل لجنة فى المحافظة برئاسة المحافظ باختيار 6 مشروعات بمعدل مشروع من كل فئة، وتقديمه للجنة الوطنية لتكون المحصلة فى النهاية 162 مشروعا، نقوم بعمل مؤتمر وطنى لهذه المشروعات فى نهاية أكتوبر المقبل، وسيتم اختيار 18 مشروعا منهم فى مؤتمر COP 27 لعرضهم على العالم.

 

وعن العدالة المناخية، تحدث الدكتور أحمد أبواليزيد عبدالحافظ، أستاذ بجامعة عين شمس ورئيس الهيئة الاستشارية لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، قائلا: إنها قضية وجودية، تسبب فيها الدول الصناعية العظمى بواقع تلوث أحدثته بنسبة 95%، هى قضية على مستوى العالم تفتقر للعدالة وهو ما يهتم به مؤتمر شرم الشيخ للمناخ ويؤكد عليه.

 

وتابع: أن الدول النامية ليست لها خطى سريعة نحو التحديث والتكنولوجي والتقنيات، التى غالبا تأتى من الدول العظمى، ومن يمتلك الابتكار والتكنولوجي وآليات التخديم على السلعة هو الفائز وهو الذى يحصل على حجم كبير فى الاقتصاد العالمى، ونقول هنا نقطة مع الإنسانية فتلك الدول التى تسببت فى أصل القضية، لديها واجب اجتماعى عالمى وإلزامى بأن تساهم فى إعطاء هذه التقنيات بمقابل مادى بشكل مخفف.

 

وأشارت الدكتورة منال خيري أستاذ استراتيجيات الاقتصاد جامعة حلوان، إلى رؤية مصر الأساسية والمحدثة 2030، تجد ما هو يعرف بالاقتصاد التنافسى متنوع ومستدام، وريادة الأعمال جزء مهم فى رؤية مصر 2030، ومنها ما يعرف بريادة الأعمال الخضراء بمعنى أن أى مشروع يبدأ بفكرة ابتكارية صغيرة تموله حاضنات الأعمال، وطالما موفرة للطاقة فتدخل فى مجال المشروعات الخضراء وتموله قطاع البنوك، وحين يكون المشروع استثمارى فيدخل فى نطاق التمويل طويل الأجل لذا طرحت الدولة السندات الخضراء لمزيد من الأمان.

 

واستعرضت عدد من الإجراءات التى قامت بها الدولة وتشجع القطاع الخاص على دخول فى قطاع المشروعات الخضراء.

 

فيما تحدثت الدكتورة حنان عمر مدير عام حماية البيئة والتنمية المستدامة بإحدى شركات البترول، وعضو مبادرة المليون شاب متطوع للتكيف المناخى عن المبادرة التى تقع تحت مظلة كلية الدراسات العليا والبحوث جامعة عين شمس، بهدف نشر الثقافة والوعى البيئى فى إطار مباردة الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية “اتحضر للأخضر”، وتستهدف المبادرة الطبقات العادية فى المجتمع على مستوى الجمهورية، وما يحدث لنا الآن من تغيرات مناخية حذر منه علماء البيئة منذ أكثر من 20 عاما ولم ننتبه لها، وتعاملنا مع البيئة تعامل قاسى، لذا يجب أن نسرع فى تعديل سلوكياتنا للمحافظة على المناخ.

 

وفي المحور الأخير من الملتقى تحدث الجميع عن أهمية cop 27 وهذا المحفل الدولي الكبير الذي يقام على أرض السلام شرم الشيخ في نوفمبر المقبل.

 

وقدمت فرقة “النغم الخالد” بقيادة المايسترو الدكتور محمد عوض، باقة من الفقرات الفنية، حيث شدت الفرقة بأغنية “حلاوة شمسنا، وطلعت يا محلى نورها، والحياة حلوة”.

 

وكانت هناك مشاركة متميزة من الدكتور أشرف عبد الرحمن أستاذ النقد الفني بأكاديمية الفنون، الذى تغنى بأغنية “أنساك، وقولى عملك أيه قلبى”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى