مقال

الدكروري يكتب عن ضرر شهادة الزور على المجتمع

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن ضرر شهادة الزور على المجتمع

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن من صور الإحسان إلى الجار هو صيانة عرضه، والحفاظ على شرفه، وستر عورته، وسد خلته، وغض البصر عن محارمه، والبعد عن كل ما يريبه ويُسيء إليه، وهكذا كان العرب في الجاهلية يفخرون بصيانتهم أعراض الجيران، ولما جاء الإسلام أكد على هذا الأمر، فليحسن كل منا إلى جيرانه حتى يَشهدوا له بالخير عند موته، فيغفر الله له ذنبه، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” ما من مسلم يموت، فيشهد له أربعة من أهل أبيات جيرانه الأدنين، أنهم لا يعلمون منه إلا خيرا، إلا قال الله عز وجل “قد قبلت قولكم” أو قال شهادتكم، وغفرت له ما لا تعلمون” رواه احمد، وكما يجب تجاة الجار حل مشكلاته وقضاء مصالحه.

 

فلا بد للجار أن يتعايش بجسده وروحه مع جاره، فيسعى في حل مشكلاته وقضاء مصالحه، لكن لسان حال كل واحد منا يقول أنا لا أستطيع حل مشكلاتي حتى أحل مشاكل غيري، وينبغي للجار أن يكون في حاجة أخيه ليكون الله في حاجته فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” من كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته” رواه البخاري ومسلم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، ألا وقول الزور، ألا وشهادة الزور” فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت” رواه البخارى، وفي الأثر كما فى الكبيرة الثامنة عشرة عدلت شهادة الزور الشرك بالله تعالى مرتين وقال تعالى فى كتابه الكريم ” فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور”

 

فما أعظم ضرر شهادة الزور على المجتمع لما يترتب عليها من مفاسد وارتكاب المحرمات، وما تحدثه من حقد وضغائن، وانتشار للفوضى، وبلبلة أفكار، ووقوع في الرذائل وبُعد عن الفضائل، وما يحصل للشاهد نفسه من مضار في دنياه وأخراه، فإنه يُعاقب في الدنيا بالتعزير والتشهير، وفي الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” لن تزول قدم شاهد الزور حتى يوجب الله له النار” رواه ابن ماجه والحاكم، وكما أن بعض الناس قد يكتم الشهادة إذا كان لديه لأحد شهادة تبين حقه وتظهره، وذلك إما بُغضا لصاحب الحق، أو عداوة له، أو من أجل أن المشهود عليه قريب أو صديق للشاهد، ويريد في نظره ألا يضر المشهود عليه بشهادته، وهو لا يدري أنه قد ظلم نفسه.

 

وظلم صاحبه بكتم الشهادة، وأعانه على الباطل وأقره عليه، والله سبحانه وتعالى يقول كما جاء فى سورة البقرة ” ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه” وقال ابن عباس رضى الله عنهما وغيره، شهادة الزور من أكبر الكبائر، وكتمانها كذلك، ولا شك أن شهادة الزور وكتمانها تعاون على الباطل، والله سبحانه وتعالى يقول فى سورة المائدة ” وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان” فاتقوا الله في أموركم، لا يحملنكم الهوى وطاعته الشيطان على الوقوع فيما يسخط الله عز وجل، ويوردكم موارد العطب والهلاك، ولا تظنوا أن ما خفي على الناس يخفى على الله تعالى، فستنطق الجوارح وتشهد على أصحابها، فقال الله تعالى كما جاء فى سورة النور” يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون”

 

فكل شيء مدوّن ومحفوظ، والله تعالى يعلم السر وأخفى، فاحذروا الوقوع فيما يسخط الرب جل وعلا واربؤوا بأنفسكم عن رذائل الأعمال، وتحروا الصدق والعدل في أقوالكم وأعمالكم، تفلحوا وتنجوا، فقال الله تعالى كما جاء فى سورة المائدة ” يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى