مقال

الدكروري يكتب عن التعرف علي سيرة النبي

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن التعرف علي سيرة النبي

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن سيرة النبى صلى الله عليه وسلم منظومة قيم كاملة، وكل موقف وقفه النبي صلى الله عليه وسلم يجب أن تقلده، ويكفيك أن النبي عليه الصلاة والسلام حين كان مع أصحابه في سفر، وأرادوا أن يعالجوا شاة ليأكلوها، قال أحدهم عليَّ ذبحها، وقال الآخر عليَّ سلخها، وقال الثالث عليَّ طبخها، فقال عليه الصلاة والسلام ” وعليَّ جمع الحطب ” ولو سألتم الخبراء في هذا العمل لقالوا إنه من أشق الأعمال، فقال أصحابه يا رسول الله نكفيك ذلك، فقال عليه الصلاة والسلام” أعرف أنكم تكفونني، ولكن الله يكره أن يرى عبده متميزا على أقرانه” فهذه من سُنة النبي العملية، من سيرته، لو طبقها المسلمون في نشاطاتهم كلها لما وجدت شقاقا، ولا عداوة، ولا مشاحنة، ولا بغضاء، ولا تدابر، إذا سويت نفسك مع الناس أحبك الناس.

 

أما إن استعليت عليهم فأبغضك الناس، هذه واحدة، ولو وقفتم عند مواقف النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته موقفا موقفا ومشهدا مشهدا، لاستنبطتم من مواقفه قواعد لحياتكم، مناهج في سيرتكم، منظومة قيَم تنظم أعمالكم، إذن معرفة سنة النبي صلى الله عليه وسلم العملية أو معرفة سيرته فرض عين على كل مسلم، معرفة سُنة النبي صلى الله عليه وسلم القولية أي أحاديثه الشريفة فرض عين على كل مسلم، والدليل هو قول الله عز وجل فى سورة الحشر ” وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا” وهكذا فإن معرفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض عين على كل مسلم، فكيف تأخذ عن النبي صلى الله عليه وسلم وأنت لا تعرف أَقوال النبي صلى الله عليه وسلم؟ وكيف تنتهي عما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.

 

وأنت لا تعرف منهيات النبي صلى الله عليه وسلم؟ إذن ما لا يؤدى الفرض إلا به فهو فرض، ما لا تؤدى السُنة إلا به فهو سُنة، ما لا يؤدى الواجب إلا به فهو واجب، وهذه قاعدة أصولية، فالوضوء فرض؟ نعم لأن الصلاة وهي فرض لا تؤدى إلا به، فكما أن الصلاة فرض فالوضوء فرض، ما لا يؤدى الفرض إلا به فهو فرض، ما لا تؤدى السُنة إلا به فهو سنة، ما لا يؤدى الواجب إلا به فهو واجب، ولكن حينما قال الله تعالى” وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا” فكيف تأخذ وكيف تنتهي وأنت لا تعرف ماذا أمر وماذا نهى؟ إذن معرفة سنة النبي صلى الله عليه وسلم القولية أي أحاديثه الشريفة، فرض عين على كل مسلم، وأنك إذا ادعيت أنك تحب الله عز وجل، فهذه دعوة تحتاج إلى دليل.

 

وقد كثر المُدعون، والدليل اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فإن من أحب الله اتبع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى فى سورة آل عمران ” قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم” فلا دعوة إلا بالدليل، وإن دعوة محبة الله دعوة عريضة يدعيها كل إنسان، ولكن المحك الصحيح، والفيصل الدقيق، والبرهان الساطع في اتباع سُنة النبي عليه الصلاة والسلام، فإياك أن توهم نفسك أنك محب لله وأنت لا تتبع سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإياك أن تتوهم أن الله يحبك وأنت لا تتبع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن من طبق سنة النبي صلى الله عليه وسلم حقق الهدف من وجوده، وإذا اتبعت سُنة النبي صلى الله عليه وسلم، أي سرت على المنهج الذي أمرك الله به ماذا فعلت؟

 

فعلت كل شيء، بمعنى أنك حقَقت الهدف من وجودك، ومن خلقك، إنك على الطريق الصحيح، وعلى الصراط المستقيم، ونحو الهدف المرسوم، عندئذ أنت في بحبوحة، ليس هناك من مبرر كي تعالج وأنت صحيح معافى، لذلك قال الله تعالى فى سورة الأنفال ” وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى