القصة والأدب

قصة وفاة زوجة مخلصة

جريدة الاضواء

قصة وفاة زوجة مخلصة

بقلم /مرفت عبدالقادر

طلقها زوجها بعد أن ولدت ولدا بإعاقة في يده أخبرها بأنه يبحث عن ولد متكامل وليس إلى إبن معاق

فتزوج من أخرى وأنجبت له البنات والبنين أما زوجته فعاشت في بيت أهلها تخدمهم بعد أن تزوج إخوانها ورحل كل واحد إلى بيته سنين مرت كانت تعمل بكل قوتها لتوفر متطلبات إبنها وأهلها

كبر الصغير وتوظف مهندس بإحدى الشركات وعوض أمه عن كل معاناتها اشترى بيتا لها بعد أن مات أهلها وتقاسم الإخوان الإرث أخدت حقها واستثمرته لمساعدة المحتاجين

أما طليقها فقد كبر أولاده هو الاخر وتزوجو واستقر كل واحد ببيته وبقي وحيدا بعد أن ماتت زوجته وصرف كل ممتلكاته على مرضه وإنتهى به الأمر مرميا في الشوارع متسولا

وفي إحدى المرات وبينما هو كعادته يتسكع قرب إحدى المحلات التجارية الكبرى لمح طليقته تنزل من سيارة وتأخد بيد شاب عليه سمات الثراء إقترب منهم يطلب صدقة أخرجت المرأة بعض النقود من محفظتها وناولتهم للمتسول ثم سار مبتعدا نادت عليه بإسمه إندهش وعاد ليستفسر عن الأمر فهذه أول مرة يناديه فيها أحدهم باسمه

فسألها من أنت لا اعرفك ردت عليه أنا طليقتك رؤيتك أيقضت مواجعي وهنا أدمعت عيناه وصار يطلب منها الصفح والغفران و حكي لها ما لاقاه من زوجته الثانية من أذى ومن نكران العشرة وأخبرها أنه خسر كل ما يملك وأن أبنائه تركوه وحيدا بعدها كل هذا والشاب ينصت لكلامه سألها عن حالها فأخبرته أنها تعامل كالأميرات وأن الله عوضها عن كل معاناتها

سألها عن إبنها فأشارت إليه سألها مندهشا أهذا إبني أجابه أنا ابنك الذي لم يكتمل أنا أبنك الذي تشائمت منه وطلقت أمي بسببه أنا ابنك المعاق لم ترضى بي أما سمعت قوله تعالى وعسى أن تكرهو شيئا وهو خير لكم أما لان قلبك حين رميت بقطعة منك إلى الشارع أما أنبك ضميرك وأنت تعترض على حكم الله

هنا إرتمى العجوز على أقدام إبنه يطلب الصفح والغفران غادر الشاب وأمه وصعدو لسيارتهم والعجوز لا يزال ملقى على الأرض عادت الام وأخدت بيد العجوز وصعدت به للسيارة نظر إليها إبنها بإستفسار فقالت هذا ابوك حتى وإن أخطأ لايجب أن تخطأ أنت أيضأ أعف عمن ظلمك لا ترد من أتاك معتذرا فما اتاك إلا لأنه إلتمس فيك الخير

قبل الشاب رأس أباه وسامحه سأل العجوز طليقته لماذا سامحتني رغم ما فعلت بك قالت كيف أخدلك والله لم يخدلني طول عمري فلا تستخف ولا تحتقر أحدا أحسن لمن جائك ذليلا تفز قال تعالى هل جزاء الإحسان إلا الإحسان فرفقا بالضعفاء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى