دين ودنيا

آية قرآنية يتوصل العلماء لدقة معنها فالجبال أوتاد الأرض

جريدة الاضواء

آية قرآنية يتوصل العلماء لدقة معنها فالجبال أوتاد الأرض

اللواء.أ.ح.سامى محمد شلتوت.

• قال الله تعالى﴿أَلَمۡ نَجۡعَلِ ٱلۡأَرۡضَ مِهَـٰدࣰا ۝٦ وَٱلۡجِبَالَ أَوۡتَادࣰا ۝٧﴾ 

[النبأ ٦-٧].

﴿وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا﴾ تمسك الأرض لئلا تضطرب بكم وتميد. تَثْبُت بِها الأَرْض كَما تَثْبُت الخِيام بِالأَوْتادِ، والِاسْتِفْهام لِلتَّقْرِيرِ.

في السنوات الماضية أكتشف العلماء أن كل جبل هو عبارة عن وتد يثبت الأرض في رحلة دورانها. وقد حدث هذا الإكتشاف أثناء دراسة القشرة الأرضية. فتبين أن للجبل كثافة تختلف عن الأرض من حوله، وأننا نرى من الجبال الجزء البارز منها، ولكن معظم أجزاء هذه الجبال تنغرز في باطن الأرض لآلاف الأمتار ولا نراها‍‍!.تماماً كالوتد، معظمُه في الأرض وجزء صغير منه بارز فوقها، هكذا حال الجبال معظم وزنها وحجمها يتركزان في باطن الأرض ولا يبرز منها إلا القليل فوق سطح الأرض.ولولا هذا التصميم للجبل لكان عبئاً على الأرض ولأحدث هزات فيها.

•هناك حقيقة علمية يعترف بها جميع علماء الجيولوجيا اليوم ألا و هي أن كل جبل له وتد يمتدعميقاً في الأرض، ولولا هذه الأوتاد لم تستقر الجبال ولم تستقر القشرة الأرضية، فالوتد مهمته تثبيت الجبل من جهة وتثبيت القشرة الأرضية من جهة ثانية.

هذه الحقيقة العلمية بدأت تستحوذ على إهتمام الباحثين منذ مطلع القرن العشرين، وإستغرقت جهود العلماء عشرات السنوات من البحث والتجربة والقياس والتكاليفة الباهظة…وبالنتيجة تم إثبات أن جميع الجبال التي نراها لها جذور كالأوتاد تماماً تمتد لمسافات تزيد على ستين كيلو متراً في باطن الأرض!!!.أي أنه من المعترف به أن معظم الجبال تمتلك جذوراً تمتد داخل الأرض وتطفو عبر الغلاف الصخري بشكل مرن.•ويقول الدكتور André Cailleux في كتابه «تشريح الأرض » «أن الجبال تشبه الأوتاد فهي تملك جذوراً عميقة في الأرض هذه الجذور ممتدة بعمق في الأرض. ولذلك فإن شكل الجبل يشبه الوتد»، وتركزت الدراسة في جبال الألب في أوربا، ووجدوا أن هذه الجبال تمتد عميقاً في الأرض لعشرات الكيلومترات (40-50) كيلو متر.وفي بحث آخر تم من خلاله إثبات وجود الجذور للجبال، لاحظتُ أن العلماء«PULGAR !; GALLART J. ; DIAZ J » يستخدمون كلمة «wedge» وهي تعني (وتد) فقد إستخدموا هذه الكلمة وهم لم يقرأوا القرآن، لماذا؟ الجواب لأنهم وجدوا أوتاداً حقيقية للجبال، ولذلك وضعوا هذه الكلمة في بحثهم…

• وجاء في كتاب الأرض« إن الجبال الضخمة لا ترتكز على قشرة صلبة، وإنما تطفو على بحر من الصخور الأكثر كثافة، وإن للجبال جذوراً أقل كثافة من طبقة (السيما) تساعد هذه الجبال على العوم ». ولنفهم هذا التوازن نأخذ مثلاً فالجليد أقل كثافة من الماء كما أن (السيال) أقل كثافة من (السيما) فإن علا جبل الجليد فوق الماء فلا بد من إمتداد له تحت الماء يدفعه ويساعده على العوم . كذلك الجبال الصخرية، فهي تشكل من حيث تكوينها جزءاً بارزاً فوق سطح الأرض وجذراً غارقاً في (السيما) وقد أثبت ذلك علمياً بواسطة قياسات الجاذبية في مختلف تضاريس الأرض . وجاء في كتاب الأرض « أن الجهاز المعروف بميزان البناء يظهر إنحرافاً عند المستقيم العمودي نسبة لسطح الأرض بسبب جاذبية الكتل الجبلية ».و« إن ميزان البناء يتحسس الكثافة العالية للجزء الظاهر من الجبل كما يتحسس الكثافة القليلة للجذر . وظهر ذلك عند قياس مقدار الانحراف بدقة» . 

• ولكن ما دور الجبال في تثبيت القشرة الأرضية؟

أكدت نظرية التوازن الهيدروستاتي للأرض للجيولوجي الأمريكي داتون سنة 1889 على أن المرتفعات تغوص في الماء بمقدار يتناسب طرداً مع إرتفاعها وعلوها، كما جاءت نظرية بنائية الألواح الأرضية التي طرحت في العام 1969 لتبين أن الجبال تقوم بحفظ توازن القشرة الأرضية وتوضح هذه النظرية التي تم التأكد منها بواسطة صور الأقمار الإصطناعية بأن القشرة الأرضية ليست جسماً مصمتاً بل إنها عبارة عن ألواح (صفائح) أرضية تفصل بينها حدود، وهذه الصفائح تتحرك إما متقاربة أو متباعدة بحيث تكون الجبال غير الرسوبية عبارة عن أوتاد تحافظ على توازن هذه الألواح الأرضية أثناء حركته… 

قال الله تعالى﴿وَجَعَلۡنَا فِی ٱلۡأَرۡضِ رَوَ ٰ⁠سِیَ أَن تَمِیدَ بِهِمۡ وَجَعَلۡنَا فِیهَا فِجَاجࣰا سُبُلࣰا لَّعَلَّهُمۡ یَهۡتَدُونَ﴾ [الأنبياء ٣١].

وخلقنا في الأرض جبالًا تثبتها حتى لا تضطرب بأهلها، وجعلنا فيها طرقًا واسعة؛ رجاء اهتداء الخلق إلى معايشهم، وتوحيد خالقهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى