مقال

خلوة مع النفس

جريدة الاضواء

خواطر ادبية خالد سيد
خلوة مع النفس
أُريد البقاء بمفردي كنت في صغري أترك سطراً فارغاً تحت كل سطر كي اتمكن من كتابة الكلمات
بشكل أوضح وأجمل أُحافظ على لياقة السطور بكل حذر كانت ذاكرتي ك اوراق دفاتري بيضاء نقية فارغة وشيء فشيء ومع مرور الوقت والسنوات بدأت برصف الحروف بدون أن أترك
أي فراغ شعرت بوقتها إن ليس لديّ ما يكفي من الصفحات
والدفاتر لتتسع ما أريد قوله
بل ولديّ الكثير من الاصدقاء
والأقرباء والأحبة وكل هؤلاء
يحتاجون لإماكن في ذاكرتي
ودفاتري نعم كنت دائماً أتحفظ
وأطمح أن أُبقي لهم متسعٌ
شاسع يليق بهم وهذا مافعلته بالضبط تراكمت ذاكرتي بشتى الوجوه والنظائر والأسماء
أقرباء رحلو وأصدقاء إنشغلو
وأحبةً خانو وغدرو تزاحمت الكلمات في دفاتري المغلقة
وبدأ الشجار والخلاف المتصاعد
أين ستذهب تلك الحروف والجمل وأنا لن أترك لها سطراُ فارغاً كي تتحرر من عبودية
الانتظام الذي كنت يوماً ما
اظنه واجباً وتحفظاً كيف سيتمكن ذوي القرابة من التخلي
والهروب من ذاكراتي وسطوري
دون أن يورثون بداخلي ندباتٍ وآلام كيف سيقوم الأصدقاء
بجمع أمتعتهم وحمل حقائبهم الثقيلة من بين دفاتري القديمه
وسجلات مخيلتي دون أن يخدشون اوراق الخريف التي أصفرت وبهتت منذ أن رحل ربيعهم عني كيف للمحبين
إقتلاع ذلك الرابط الثابت
الذي كان يربط دفاتري ومشاعري
كيف سيتركون مدونتي التي صنعت لها غلافاً يتوجهُ وفائهم
وصورٍ جميلة رسمتها لهم كيف سيهجرون الجروح التي إندملت قبل شفائها لقد أنهيت كل السطور
وضممتها بشريطٍ من الإخلاص
وأصبح مجلداً رائعُ الشكل
كتبتُ له سيناريو من أُم أفكاري
يُحكى أن هناك كانت نزهه في الخريف كتبت قبل أن تذهب
و كان الكل له دورٌ ومكان يستحيل التخلي عنه لقد بالغت الكثير في صنع روايتي وظلمت العديد منهم لإنني بالفعل لم أترك لهم سطراً فارغاً لكي يتمكنون من الهروب متى أرادو ظلمت بطل قصتي حين طبعت له صورة
في ذاكرتي وفي بداية الرواية ونهايتها وبعد أن إكتشفت إنهم إنسحبو من بين سطوري وخرجو من ذاكرتي جميعهم اصبحت روايتي بلا معنى تلاشت معظم
كلماتي وضاعت وأصبحت شتى السطور فارغة كما كانت سابقاً
في صغري لقد عادو كما كانو
قبل أن اعرفهم قبل أن تمتلئ بهم ذاكرتي ودفاتري مُسحت الصور وبقي القليل فقط ولكن لا تزال الرواية مطبوعة في ذهني وملكيتها وجميع الحقوق محفوظة كتبت بالخط العربي العريض تحت عنوان
أُريد البقاء بمفردي
خالد سيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى