مقال

الدكروري يكتب عن أول إمرأة تهاجر علي قدميها

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن أول إمرأة تهاجر علي قدميها
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد كان زواج الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه من السيدة فاطمة الزهراء بنت النبي رضي الله عنها فرحا شديدا ببيت أبي طالب، فقد فرحت السيدة فاطمة بنت اسد الهاشمية ام الإمام علي رضي الله عنه بزواج ابنها علي من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعاشت مع ابنها علي وزوجه في الدار، وقال الإمام علي لأمه فاطمة لو كفيت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، سقاية الماء والذهاب في الحاجة، وكفتك في الداخل الطحن والعجن ؟ فتراضوا على ذلك، وكانت السيدة فاطمة بنت اسد الهاشمية أول امرأة هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، من مكة إلى المدينة على قدميها، وكانت من أبرّ الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعت فاطمة رسول الله وهو يقول.

” إن الناس يحشرون يوم القيامة عراة كما ولدوا ” فقالت واسوأتاه، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإني أسأل الله أن يبعثك كاسية ” وكانت السيده فاطمة بنت اسد الهاشمية امرأة صالحة رضي الله عنها، ومثالا للرأفة والرحمة في معاملة فاطمة الزهراء ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ كانت تقوم بمساعدتها برّا بها وبوالدها، وإضافة إلى شخصيتها مكرمة عظيمة وهي حفظ الحديث وروايته، فعن جعدة بن هبير عن عليّ قال أهدي إلى النبي صلي الله عليه وسلم، حلة من إستبرق، فقال “اجعلها خُمرا بين الفواطم، فشقها أربعة أخمره، خمارا لفاطمة الزهراء، وفاطمة بنت أسد، وفاطمة بنت حمزة بن عبدالمطلب، والرابعة قيل إنها فاطمة بنت شيبة بن عبد شمس زوج عقيل بن أبي طالب.

ويقولون إن المرأة في صدر الإسلام كانت لا تخرج أبدا إلا ثلاث مرات، الأولى من بطن أمها إلى الدنيا، والثانية من دار أبيها إلى الزوج، والأخيرة من دار زوجها إلى القبر، وقد توفيت في السنه الرابعه من الهجره، وكان عمرها ما يقارب ستون عاما، وقال علي بن أبي طالب، لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم، كفنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، في قميصه، وصلى عليها، وكبر عليها سبعين تكبيرة، ونزل في قبرها، فجعل يومي في نواحي القبر كأنه يوسعه ويسوي عليها، وخرج من قبرها وعيناه تذرفان، وكان قد جثا في قبرها، وفي رواية أنه اضطجع معها في قبرها، ولما ذهب اقترب منه عمر بن الخطاب وقال يا رسول الله، رأيتك تفعل لهذه المرأة شيئا لم تفعله على أحد من قبل، فقال صلى الله عليه وسلم.

” يا عمر، إن هذه المرأة كانت بمنزلة أمي التي ولدتني، إن أبا طالب كان يصنع الصنيع وتكون له المأدبة، وكان يجمعنا على طعامه، فكانت هذه المرأة تفضل منه كله نصيبنا فأعود به وإن جبريل عليه السلام أخبرني عن ربي عز وجل أنها من أهل الجنة وأخبرني جبريل عليه السلام أن الله تعالى أمر سبعين ألفا من الملائكة يصلون عليها ” ثم قال ” اللهم ثبت فاطمة بالقول الثابت، رب اغفر لأمي فاطمة بنت اسد ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والانبياء الذين من قبلي إنك ارحم الراحمين ” ثم ضرب بيده اليمنى على اليسرى فنفضهما، ثم قال” والذي نفس محمد بيده لقد سمعت فاطمة تصفيق يميني على شمالي ”

وفي رواية لما سئل عن سر صنيعه بقبرها قال ” إنه لم يكن بعد أبي طالب أبر بي منها، إنما ألبستها قميصي لتكسى من حلل الجنة، واضطجعت في قبرها ليهون عليها عذاب القبر” ودفنت في مقبرة البقيع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى