القصة والأدب

الدكروري يكتب عن صاحب كتاب السبعة في القراءات

الدكروري يكتب عن صاحب كتاب السبعة في القراءات

الدكروري يكتب عن صاحب كتاب السبعة في القراءات

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن الإمام ابن مجاهد وهو أحمد بن موسى بن العباس، وقد اجتهد الإمام ابن مجاهد وأخذ القراءات السبعة، وقد قوبل هذا العمل من ابن مجاهد بكل تقدير، فلم يراجعه أحد فيمن رأى تقديمه على القراء من هؤلاء السبعة، وهم نافع المدني، وابن كثير المكي، وأبو عمرو بن العلاء البصري، وابن عامر الشامي، وعاصم وحمزة والكسائي الكوفيون، وقد سجل عمله الكبير في مؤلفه “كتاب السبعة في القراءات” وبعد أن تلقى ابن مجاهد جميع قراءات القرآن الكريم جلس للإقراء وتعليم المسلمين حروف القرآن الكريم، قال ابن الجزري وبعد صيت ابن مجاهد واشتهر أمره وفاق نظراءه مع الدين والحفظ والخير، ولا أعلم أحدا من شيوخ القراءات أكثر تلاميذ منه.

 

ولا بلغنا ازدحام الطلبة على أحد كازدحامهم عليه، وقال حكى ابن الأخرم أنه وصل إلى بغداد فرأى في حلقة ابن مجاهد نحوا من ثلاثمائة مصدر، وقال علي بن عمر المقرئ كان ابن مجاهد له في حلقته أربعة وثمانون خليفة يأخذون على الناس، وممن تتلمذ على يديه إبراهيم بن أحمد الخطاب والحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسي والحسن بن سعيد المطوعي والحسين بن خالويه النحوي والحسين بن محمد بن حبشي وزيد بن علي وعبد السلام بن بكار وعبد الله بن الحسين أبو أحمد السامري وغيرهم كثير، ولم يقتصر ابن مجاهد على تعليم القرآن وحروفه بل تصدر أيضا لرواية الحديث النبوي الشريف وأكب على دراسة الحديث النبوي الشريف وحدث عن عدد كبير من علماء الحديث.

 

منهم عبد الله بن أيوب المخزومي، ومحمد بن عبد الله الزهيري وزيد بن إسماعيل الصائغ وسعدان بن نصر وأحمد بن منصور الرمادي ومحمد بن إسحاق الصاغاني ومحمد بن سعد العوفي وعباس الدوري وأبو رفاعة العدوي وغيرهم، ومن الذين رووا عنه أبو طاهر بن أبي هاشم وأحمد بن عيسى وأبو بكر الجعابي وأبو القاسم بن النخاس وأبو الحسين بن البواب وأبو بكر بن شاذان وطلحة بن محمد بن جعفر وأبو الحسن الدارقطني وأبو حفص بن شاهين وآخرون، وقال الخطيب البغدادي كان ابن مجاهد ثقة مأمونا كتب إلي أبو طاهر محمد بن الحسين المعدل من الكوفة عن أحمد بن يحيى النحوي قال في سنة ست وثمانين ومائتين ما بقي في عصرنا هذا أحد أعلم بكتاب الله، من أبي بكر بن مجاهد.

 

وقال أبو عمرو الداني فاق ابن مجاهد في عصره سائر نظرائه من أهل صناعته مع اتساع علمه وبراعة فهمه وصدق لهجته وظهور نسكه، وقال ثعلب ما بقى في عصرنا أعلم بكتاب الله من ابن مجاهد، وعن عبيد الله الزهري قال انتبه أبي فقال رأيت يا بنى كأن من يقول مات مقوم وحي الله فلما أصبحنا إذا بابن مجاهد قد مات، وتوفي ابن مجاهد يوم الأربعاء في شعبان سنة ثلاثمائة وأربعة وعشرون من الهجرة، ودفن في مقبرة له بباب البستان في الجانب الشرقي ببغداد وصلى عليه الحسن بن عبد الله الهاشمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى