مقال

أعمال الإنسان الجليلة المرجوة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أعمال الإنسان الجليلة المرجوة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 17 نوفمبر 2023

إن الحمد لله، نحمده ونستغفره ونستعينه ونستهديه، الحمد لله الذي يمن على من يشاء بالأولاد ويجعلهم فتنة يتبين بها الشاكر الذي يقوم بحقهم ويصونهم عن الفساد والمهمل الذي يضيعهم ويتهاون بمسئوليتهم، فيكونون عليه نقمة وحسرة في الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أيها الآباء ادعوا الله أن يصلح أولادكم، كما دعا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، وكما دعا زكريا عليه السلام، فكان شباب الإسلام حماة لأوطانهم مدافعين عن أعراضهم مقاتلين لأعدائهم متبعين لسنة نبيهم متمسكين بدينهم شباب تعتمد عليهم أمتهم يرهبهم عدوهم، ذلكم هو الشباب المسلم الأبي.

وعندما يقلب الحصيف بصره وينقل اللبيب عينه لا يجد اليوم إلا شبابا قد وهنتهم حمى الغرب وضربتهم شمس التقدم الزائف وطغت عليهم حضارة الكفر فقذف في قلوبهم الوهن فبدأوا يهرفون بما لا يعرفون تراهم سكارى وما هم بسكارى ” رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون ” فهل شباب اليوم هم شباب الأمس، إذا أردتم الجواب ومعرفة الصواب فسلوا المدارس عن طلابها والأعمال عن موظفيها وسلوا المساجد عن روادها وسلوا الخرابات عن ساكنيها والاستراحات عن مرتاديها فستجد الخبر اليقين، واعلموا جميعا إن من الأعمال الجليلة المرجوه المحمودة هى الصدقة، فيقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم “كل امرئ في ظل صدقته حتى يُقضى بين الناس”

وإن الجواد هو من جاد بحقوق الله تعالى فى ماله، والبخيل من منع حقوق الله عز وجل، وبخل على ربه سبحانه وتعالى، وإعلموا أن الصدقة تمحو السيئة وتكفر الخطيئة وتطفئ غضب الرب، وتجلب رحمته، وتدفع عنك ميتة السوء، فعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” إن الصدقة لتطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء” رواه الترمذى، كما ادعوكم بصلة الرحم من المحتاجين بهذه الصدقة، فكلما أعطيت الصدقة لأقاربك، كان الأجر أعظم، فعن النبى الكريم صلى الله عليه وسلم قال ” إن الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذى رحم اثنتان صدقة وصلة” رواه النسائى، وأما عن الزكاة فإن الزكاة فى اللغة تعنى النماء، والزيادة، والطهارة، والبركة، فيقال زكى الزرع إذا نما وزاد.

ويقول تعالى فى سورة الأعلى” قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى” وقد روى البيهقي عن نافع مولى ابن عمر رضى الله عنهما أنه يقول نزلت هذه الآية في زكاة رمضان، وقال أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه كان النبى صلى الله عليه وسلم يقول “قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى” ثم يقسم الفطرة قبل ان يغدو إلى المصلى يوم الفطر، واستشكل البعض أن السورة مكية وأن زكاة الفطر إنما شرعت بالمدينة، لكن قد يتأول هذا بأن الآية تدل على ذلك بالإشارة لا أن زكاة الفطر سبب نزولها بالمعنى الاصطلاحى، فإن الصدقة تقع فى يد الرحمن قبل أن تقع في يد أخيك الفقير ففي المعجم للطبرانى عن ابن عباس رضى الله عنهما قال”ما نقصت صدقة من مال قط وما مد عبد يده بصدقة إلا ألقيت في يد الله قبل أن تقع في يد السائل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى