مقال

تطور الحب في حياة الإنسان

د/عبير منطاش

الحب هو أساس إستمرار الحياة على الأرض، وبدونه تتحول حياة الإنسان إلى حياة تحكمها المصلحة والمنفعة، وهذا ضد طبيعة الإنسان التي خلقه الله عليها.

وجميع نظريات علم النفس تؤكد حاجة الإنسان للحب وإنه مطلب أساسي لاغنى عنه.

ليصل الإنسان للتوازن النفسي، ويعتبر الدرع الواقي ضد كثير من الأمراض النفسية.

إذن أن الكلام على أن الحب له عمر أو أن بعد عمر معين لايحق للإنسان أن يحب… جميعها أقاويل غير صحيحة.

الصحيح والمؤكد أن الإنسان يحتاج للحب في جميع مراحل حياته؛ لكن قد تختلف نظرته للحب من مرحلة لأخري.

فالحب في كل مرحلة يأخذ طابع خاص يختلف عن المرحلة الأخري.

حب الطفولة

الحب في مرحلة الطفولة يكون عبارة عن تعلق بشخصيات وهمية مثل الكارتون أو ممثلين السينما هو حب برئ بلا هدف أو معنى.

حب المراهقة

في مرحلة المراهقة يبحث المراهق عن شخص يحتويه بكل مايشعر به من اضطراب وتغيرات نفسية وفسيولوجية، ليعيش قصة حب درامية.

ويكون الهدف منها في أغلب الأحيان هى الفضفضة عما يشعر به من اضطرابات وهموم في أغلب الأحيان تكون مفتعلة.

الحب في الشباب

الحب الحقيقي يبدأ من سن 25إلى35 حيث سن النضوج والشعور بالمسؤولية، وتقدير المعني الحقيقي للحب.

الحب في الثلاثين

يبدأ الإنسان في البحث عن الإستقرار النفسي والعاطفي والمادي مع شريك الحياة، وتزيد
مشاعر الأمومة والأبوة في ذلك العمر.

فيكون تكوين بيت و إنجاب الأطفال هو الهدف من الحب للحصول على الإستقرار.

الحب في الأربعين

في هذا السن يبحث الإنسان عن أي خيارات جديدة تحت عنوان الحب، ويكون غالبا لإثبات الجدارة بعد أن أصبحت الخيارات معدومة.

ويعتبر جدار اليأس هو المحرك للبحث عن الحب في هذه المرحلة؛ حتى إنها المرحلة التي تزداد بها نسبة تعدد الزوجات، وإنهيار الأسر وتفككها.

الحب في سن الخمسين

ّ الحب بعد الخمسين يكون نوعاً من التغيير، أو قد يأتي بسبب عدم اهتمام أحد الشريكين ويكون قويا؛ لمن لم يجرب الحب من قبل.

ويكون له تأثير إيجابي لو كان متبادل بين الطرفين وتأثيره السلبي لو من طرف واحد يكون كبيرا على حياة الإنسان.

الحب في الستين

يغلب عليه العقلانية والواقعية، بل أن نتائج علاقات الحب السابقة لها دور كبير في حبه في هذه المرحلة.

فالنتائج الإيجابية أو السلبية ستتحكم بشكل كبير في علاقة الحب التي سيمارسها.

في الستين يكون الإنسان بعيداً من الدنيا و عن الناس، ويعود طفلا من الداخل يحتاج إلى الرعاية والحب والاهتمام .

من شخص يبادله المشاعر الصادقة، وغالبا ما يكون الحب في فترة الستين من طرف آخر مماثل في الفترة العمرية.

خلاصة القول:

مهما كان عمر الإنسان فإنه يحتاج إلى الحب والرعايةو الإهتمام، ولاغنى عنه لأي إنسان في أي مرحلة من مراحل الحياة.

كلما مر العمر أصبح الحب ناضجا وعقلانيا؛ لأن الإحتياج للحب يرتبط بتفكير ونظرة الإنسان للحياة.

في ذلك العمر ومتطلبات ورغبات المرحلة بالنسبه له فتختلف مقاييس الحب تبعا لإختلاف المرحلة العمرية.

مع تمنياتي لكم بحياة سعيدة مليئة بالحب والتسامح والأمل والتفاؤل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى