مقال

التغيير للأفضل يبدأ منك أولًا .. بقلم د. محمد بركات

التغيير للأفضل يبدأ منك أولًا
بقلم د/محمد بركات

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

فسبحان من يُغير ولا يتغير ، ويُبدِّل ولا يتبدل ، وهو الله سبحانه لا شريك له.

التغيير للأفضل يبدأ منك أولًا 

ومما لاشك فيه أن دين الإسلام العظيم ، وتربيته الإسلامية السامية ، قد قرّرت قاعدة [ التغيير ] في حياة الإنسان المسلم.

فتجد كل فرد في المجتمع المسلم قابل للتغيير والتبديل من حاله الذي هو فيه لحال أفضل مما هو عليه.

وهذا التغيير منبته وأصله على مدى قدرة الأفراد على تغييرهم لأنفسهم ، وهو ما يُشير إليه قوله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } (سورة الرعد: من الآية 11) .

ومعنى هذا أن حكمة الله تعالى وإرادته (جل جلاله) ، جعلت مسألة تغير المجتمع راجعةٌ إلى تغير ما في أنفس أفراده ، فإذا غيَّر الأفراد ما بأنفسهم نحو الأفضل تغير المجتمع نحو الأفضل ، وإن كان التغيير – والعياذ بالله – إلى الأسوأ كان تغير المجتمع نحو الأسوأ .

لذلك العاقل من تفحص ومحص في حاله ومآله ليري أولا جانب التقصير في نفسه فيصلح خطأه بنفسه ليصبح بهذا التغيير إنسان جديد وجدير بما يصل إليه من أمر يحبه.

التغيير للأفضل يبدأ منك أولًا 

وهذا يؤكد أن الله (عز وجل) جعل مسألة التغيير بيد الإنسان ، وأمرٌ راجعٌ إلى خياره وقراره لأنه صانع التغيير ، وصاحب القرار الذي بيده أن يمضي فيه ويُحققه . ولعل مما يُعزز هذا قوله تعالى : { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } (سورة الأنفال : من الآية 53) .

يقول الدكتور / علي مدكور :
” إن التغير الاجتماعي إنما يبدأ من الداخل ، أي من النفس ، وذلك بتغيير الأنماط العقائدية ، والمعيارية ، والقيميّة ، والفكرية للإنسان ؛ فإذا ما تغيّر ذلك ، فإنه ينعكس على السلوك الخارجي للفرد والمجتمع على السواء ” (علي أحمد مدكور . (1410هـ / 1989م) . المفاهيم الأساسية لمناهج التربية الإسلامية . الرياض : دار أسامة للنشر والتوزيع ، ص (141) .

ويؤكد هذا المعنى ما أورده الدكتور / محمد بن أحمد الرشيد بقوله :
” فالتغيير إلى الأفضل أو إلى الأسوأ أمرٌ يقع في نطاق البشر ، وعليهم تقع مسؤولية اختيار أحد النجدين : نجد الهُدى والخير والصلاح ، أو نجد الضلال والشر والإفساد “.

ثم يُضيف قوله :
” إن تغيير ما بالأنفُس من أفكارٍ ومفاهيم واتجاهاتٍ وميول ، أمرٌ موكولٌ للبشر بقدَّر الله ، وذلك هو ما تُشير إليه الآيات الكريمة في قوله تعالى : { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا } (سورة الشمس : 7 – 10) ”
( محمد بن أحمد الرشيد . (1424هـ) . إعداد الشباب لتحديات المُستقبل . ضمن سلسلة مكتبة التوعية (8) . جدة : علي محمد العمير) .

التغيير للأفضل يبدأ منك أولًا 

وتبعاً لرؤية بعض العلوم الحديثة التي ترى أن الإنسان مجموعةٌ من القدرات (جمع قُدرة Ability) ، التي تعني : ” القوة التي تمكِّن من أداء فعل جسمي أو عقلي “
(حسن شحاته ، و زينب النجار . (1424هـ / 2003م) . معجم المصطلحات التربوية والنفسية . ص (233) . القاهرة : الدار المصرية اللبنانية) .

أو التي قد يُقصد بها : الإمكانات العقلية والعضلية اللازمة لأداء مهمةٍ أو عملٍ ما .

فإنه يمكن أن نُقسِّم مجموعة القدرات الإنسانية إلى عدة أقسام ، منها :
القدرات العقلية أو الفكرية .

القدرات الجسمية أو العضلية .

القدرات اللغوية أو اللسانية .

القدرات الانفعالية .

القدرات الاجتماعية .
وهذه أهم القدرات العامة المجمع عليها.

والملاحظ أن مجموعة القدرات الإنسانية يمكن أن تُصنف من حيث ظهورها إلى نوعين رئيسين ، هما :
أ – قدرات ظاهرة : وهي القدرات الملاحظة أو الفاعلة التي يمكن مشاهدتها عند الإنسان على اختلاف أنواعها .
ب – قدرات غير ظاهرة (كامنة) : وهي القدرات التي تكون موجودةً عند الإنسان ولكنها غيرُ مُفعّلة ؛ فهي في انتظار من يقوم بتحريرها وتفعيلها وتوفير البيئة والظروف المناسبة لظهورها .
أما التغيير فيُقصد به : ” التحول من حالةٍ إلى حالة (إبراهيم ناصر . (1983م) . مقدمة في التربية . ط عمان : جمعية عمال المطابع التعاونية ، ص (135) .

وقد يُقصد به : ” إحداثُ شيءٍ لم يكن قبله “
(الشريف علي بن محمد الجرجاني . (1408هـ / 1988م) . كتاب التعريفات . ط بيروت : دار الكتب العلمية ، ص (63) .

وهناك من يرى أن التغيُر يعني : ” انتقال الشيء من حالةٍ إلى حالةٍ أُخرى ” .

وقد يُقصد بالتغيير الأنشطة القولية أو الفعلية المختلفة التي تؤدي إلى جعل الواقع يختلف عن الوضع المعتاد .
من هنا فإن المعنى الإجمالي للتغيير يُشير إلى التحول من واقع نعيشه إلى حالٍ آخر ننشده .

هل يوجد داعي للتغيير؟
وما هو المبرر الضروري لهذا التغيير؟

نعم هناك دواعي للتغيير والمبررات لهذا التغيير كثيرة منها :

1. أن التغيير سُنةٌ كونيةٌ ، وأمرٌ فطريٌ في هذه الحياة الدنيا ؛ إذ إن حياة الإنسان قائمةٌ على مبدأ التغيير .

2. أن في التغيير إقتداءٌ بهدي النبي صلى الله عليه وسلم ، وسنته الشريفة التي تُخبرنا في أكثر من موضعٍ أنه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم غيّر كثيراً من شؤون حياته وحياة أصحابه القولية والفعلية .

3. أن التغيير سبيلٌ لبلوغ الكمال البشري المأمول ، وتحقيق الأهداف والغايات المنشودة ، وما دمنا لم نبلغ هذه الدرجة – ولن نبلغها – ؛ فإن علينا أن نحرص على التغيير الإيجابي المطلوب لنقترب قدر المستطاع منها .

4. أن التغيير دليلٌ على الطموح والتطلع والرغبة في تحقيق الأفضل والأجمل والأكمل .

أما من حيث المُبررات التي من أجلها يتم التغيير فكثيرةٌ جداً ، وتختلف باختلاف الحالات والظروف والزمان والمكان ، إلا أن من أبرزها ما نُلاحظه ونراه ونسمعه ونتفق جميعاً عليه ، ويتمثل في أننا نعلم أن هناك الكثير من الطاقات البشرية (المُهدرة) التي لم يُفد منها أصحابها ، ولا المجتمع من حولهم لأنها طاقاتٌ مُعطلة ، وقدراتٌ غير مُفعّلة .

، وخير دليلٍ على ذلك تلك المواهب المدفونة عند الكثيرين في مختلف مجالات الحياة ، وتلك الأوقات الضائعة التي نهدرها جميعاً (إلا ما ندر) على مدار اليوم والليلة فيما لا فائدة فيه ، ولا نفع منه سواءً أكان ذلك من الأقوال أو الأفعال . إضافةً إلى مشكلة الخضوع والاستسلام لمختلف لعادات والتقاليد الخاطئة في المجتمع ، وعدم بذل أي محاولة إيجابية لتغييرها أو تعديلها أو تصحيحها أو التخلص منها .

ولك أن تقف على حدود الطاقات والأوقات المهدرة في حياة كثيرٍ من الناس في واقعنا :
مثلا كم ساعةٍ يقضيها الكثير من الناس ولاسيما الشباب أمام شاشات التلفزيونات وأجهزة الحاسب الآلي ؟

و كم ساعةٍ يقضيها الشباب – على وجه الخصوص – وهم يتجولون بسياراتهم هنا وهناك بلا فائدةٍ ولا مصلحة ؟

كم من المكالمات يجريها كثيرٌ من الناس بلا داعٍ ولا ضرورة ؟

و كم من الساعات الزائدة ينامها كثيرٌ من الناس على مدار اليوم والليلة ؟

كم من الفرائض تؤخر عن وقتها وربما تضيع تساهلاً وتهاونًا والعياذ بالله ؟

كم من الكلمات التي يُطلقها الإنسان وهو لا يدري أهي محسوبةٌ له أم عليه ؟

كم من النقود تُصرف في أشياء ليست ضرورية ولا تدعو إليها الحاجة ؟

كم من الساعات تقضيها النساء وبعض الرجال في القيل و القال ؟

كم من الأوقات ضاعت في ألوانٍ من اللهو والغفلة ولم يستفد منها معظم الناس في حياتهم ؟

كم من الملابس والأثاث والممتلكات التي لم نعد نحتاج إليها في دورنا ومنازلنا ؟

كم من النصائح والمواعظ والمواقف التي سمعناها وعرفناها وتأثرنا بها في حينها ثم نسيناها بعد ذلك ؟

كم من الأوقات تضيع منا في كثيرٍ من المناسبات والحفلات والاجتماعات ؟

كم من الأوقات نُهدرها في تصفح الصحف والمجلات وغيرها من المطبوعات التي لا نفع فيها ولا فائدة منها ؟

كم الفائض من أصناف الأطعمة والمشروبات على موائدنا في الحفلات والمناسبات العامة والخاصة ؟

– هل تغير وضعنا ؟
– وهل تعدّل نمط حياتنا ؟
– وهل يمكن أن نُحدث تغييراً ولو يسيراً في واقع حياتنا ؟
– وهل حدث فرقٌ بين ما كان عليه حالنا وما هو عليه الآن ؟

لعل التغير الحقيقي هو الذي ينتج من داخلك
من نفسك
من بيتك
من داخل مصنعك
من مدرستك ومحيطك الاجتماعي
ومحور هذا كله هو أنت نعم أنت حجر الأساس والبداية وأول أضلاع كل شكل هندسي .

لا بد لك من خطوات إيجابية للتغيير :
*عوّد نفسك المحافظة على بعض الأذكار الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم على مدار اليوم والليلة .

*اغتنم فترة قيادتك للسيارة (ذهاباً و إياباً) في إشغال لسانك بذكر الله تعالى تسبيحًا ، وتهليلاً ، وحمدًا ، واستغفارًا ، وتكبيرًا .

* اجعل من ضمن برنامجك الأُسبوعي زيارة أحد الأقارب أو الأصدقاء أو الجيران للسلام والاطمئنان عليه .
= مارس رياضة المشي أو الجري الخفيف لمدة عشر دقائق يوميًا .

* عوّد نفسك الجلوس مع والديك ، أو مع أفراد أسرتك وتبادل الحديث الودي معهم ولو لوقتٍ قصيرٍ يومياً .
= احرص على التبكير في حضور مواعيدك خلال هذا الأسبوع .

* جرِّب أن تنام مبكراً خلال هذا الأسبوع .

*جرب قيادة السيارة بتأني في خلال المنعطفات الضيقة ووقت الزحام.

* احرص على أن تبدأ بالسلام على والديك يومياً وتقبيل أيديهما .

* تلطف في كلامك مع إخوانك وأصدقائك وجيرانك وكل من هم حولك .

* تصدق ولو بريالٍ واحدٍ يوميًا خلال هذا الأسبوع .

* حافظ على ذكر الله تعالى (تسبيحًا وتحميدًا وتهليلاً وتكبيرًا واستغفارًا) في أوقات الفراغ بدلاً من الصمت ، أو الغناء ، أو نحو ذلك .

*حافظ على استعمال السواك باستمرار ، أو قم بتنظيف أسنانك ثلاث مرات في اليوم والليلة .

* احرص على جمال المظهر والأناقة المعقولة والمقبولة في الملبس والمظهر والشكل العام .

*تعود على سماع وجهات نظر الآخرين وتقبُلها وإن كانت مُخالفة لوجهة نظرك الخاصة .

*عليك إعادة النظر في قائمة القنوات التلفزيونية التي تُشاهدها في بيتك .

*حاول تنظيم وقتك وأداء ما عليك من واجباتٍ في حينها دون تأخير .
* وعليك إعادة ترتيب محتويات غرفتك أو مكتبك أو سيارتك حتى تبدو أكثر نظاماً .

*حاول زيارة المستشفى للسلام على المرضى من إخوانك المسلمين وإن لم تعرفهم .

* حافظ على زيارة المقابر والسلام على أموات المسمين والدعاء لهم .

*جدد من روتينك اليومي بأن تقوم بتلبية الدعوات التي توجَّه لك ، ولاسيما من الأهل والأقارب والجيران .

*عليك أن تشارك في حضور المناسبات المختلفة التي تُدعى إليها .

*اجتهد أن تُصلي كل الفروض مع جماعة المسلمين في المسجد ، وعليك قضاء الفائتة منها.

* زد معدل تلاوتك للقرآن الكريم في اليوم الواحد بضع آيات .

* حاول أن تقرأ عدة صفحات من كتابٍ مفيدٍ في اليوم الواحد .

*أعد النظر في محتويات رسائل الجوال المكتوبة والمرئية عندك ، وتخلّص مما لا يرضاه الله تعالى منها .

* استمع لمقطع أو أكثر في كل يوم لأحد الدعاة لتجدد الفائدة عندك .

* قلل عدد السجائر التي تُدخنها يومياً إن كنت ممن ابتلوا أنفسهم بالتدخين .

*حافظ على أداء صلاة الوتر قبل أن تأوي إلى فراشك .

*احرص على أداء صلاة الضحى ولو ركعتين .

ومما لا شك فيه أن تطبيقك لهذه الأمثلة في حياتك والمحافظة عليها ستؤدي إلى نتائج مُدهشة قد لا تتوقعها ، والتجربة أكبر برهان كما يُقال . ولاسيما أنك ستشعر – بإذن الله تعالى – بتجدد حياتك ، وتبدُل أحوالك ، وتغير قناعاتك ، وزيادة التصرفات الإيجابية في أدائك اليومي ؛ وبذلك يتحقق التغيير الإيجابي المطلوب .

وللعاقل المتفتح أن يتذكر جيدا أن :

الإنسان الإيجابي يفكر في الحل
والإنسان السلبي يفكر في المشكلة .

الإنسان الإيجابي لا تنضب أفكاره
و الإنسان السلبي لا تنضب أعذاره

الإنسان الإيجابي يساعد الآخرين
و الإنسان السلبي يتوقع المساعدة من الآخرين

الإنسان الإيجابي يرى أن هناك حلاً لكل مشكلة
و الإنسان السلبي يرى مشكلة في كل حل

الإنسان الإيجابي يرى الحل صعبًا لكنه ممكن
و الإنسان السلبي يرى الحل ممكنًا لكنه صعب

الإنسان الإيجابي لديه آمالٌ يحققها
و الإنسان السلبي لديه أوهام وأضغاث أحلام يبددها

الإنسان الإيجابي يرى في العمل أمل
و الإنسان السلبي يرى في العمل ألم

الإنسان الإيجابي ينظر إلى المستقبل ويتطلع إلى ما هو ممكن

و الإنسان السلبي ينظر إلى الماضي ويتطلع إلى ما هو مستحيل

الإنسان الإيجابي يناقش بقوةٍ وبلغةٍ لطيفة
و الإنسان السلبي يناقش بضعفٍ وبلُغةٍ فظة

الإنسان الإيجابي يتمسك بالقيم ويتنازل عن الصغائر
و الإنسان السلبي يتشبث بالصغائر ويتنازل عن القيم

الإنسان الإيجابي مُتفائل في نظرته للحياة ومجرياتها
و الإنسان السلبي متشائم ونظرته للحياة سوداوية

ومما يعين الإنسان في التغلب علي ظروف حياته وتغييرها للأفضل ، منها ما يلي :

(1) استعن بالله وحده عند شروعك في مشوار التغيير ؛ فهو الذي له الأمر كُله ، وهو الذي يُقدِّر الأقدار ، وهو الذي يشاءُ ويختار .

(2) ليكن أول تغييرٍ تحرص عليه – أخي الشاب – أن تعمل على مضاعفة إيمانك بالله تعالى ، وتقويته عن طريق زيادة الأعمال الصالحة التي ترضيه سبحانه .

(3) تذكّر أن كل إنسانٍ موفّق إلى عملٍ صالحٍ من أعمال الخير ، فمن الناس من وفّق إلى الصلاة ، ومنهم من وفق إلى الصدقة ، ومنهم من وفق إلى الصيام ، ومنهم من وفق إلى الدعوة إلى الله تعالى ، ومنهم من وفق إلى الخُلق الحسن ، ومنهم من وفق للإصلاح بين الناس ، وهكذا .

(4) التغيير لا يمكن أن يكون إلاّ من الداخل ، ولا بُدأن ينبع من قناعةٍ داخل النفس ، و مهما قام الآخرون بمساعدتنا ، فلن يحدث التغيير إلا إذا رغبه الإنسان وبدأه .

(5) التغيير يحتاج إلى البدء الفوري فيه ، وسرعة المبادرة إليه ، و عدم التسويف أو التأجيل و التأخير . قال تعالى : { وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } (سورة آل عمران : الآية 133) .

(6) تأكد أن تحقيق التغيير المطلوب (لا ولم ولن) يحصُل بخطوةٍ واحدةٍ عملاقةٍ أو ضخمة ، ولكنه يحصل بمجموعة خطواتٍ صغيرة .

(7) لا تنس أنه حتى يكون التغيير إيجابيا ، فلابد أن يكون صادقاً ، ومستمراً ، ومنتظماً ، وشاملاً .

(8) التغيير ممكن للجميع ويناسب جميع الأعمار .

(9) إن إحداث التغيير يجب أن يُراعي قدرات الإنسان واستعداداته ، حتى لا يُحمِّل نفسه ما لا تطيق . وحتى يكون التغيير منسجمًا مع عقل الإنسان ، فلا يجنح به إلى ما يضر بمصالحه، أو يتعارض مع رغباته ، فلا يحرمه المتاع الحلال ، أو يتنافى مع أخلاقه وسلوكياته الثابتة .

(10) ليكن في علمك أنه ليس هناك تغيير إيجابي دون عناءٍ أو مشقة ، وهنا تكمن اللذة والاستمتاع بالانتصار على هوى النفس . وهذا يعني أن علينا أن نُردد العبارة الشهيرة :

” كلمة مستحيل ليست في قاموس حياتي ” .

ومثلها عبارة :

” لا شيء مستحيل ” .

ولتفكير الإيجابي هو نجاح في الحياة

،والشكوى من صعوبة الحياة يفاقم الوضع مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى تفاقمه. علاوة على ذلك ، ستصبح الظروف معقدة لدرجة أنه سيكون من المستحيل إيجاد طريقة للخروج منها. ضع في اعتبارك كيفية جذب النجاح من خلال تغيير طريقة تفكيرك إلى طريقة تفكير إيجابية لتحويل حياتك إلى الأفضل.

ملامح شخص لديه تفكير إيجابي:

كيف تفكر بإيجابية؟ بعض الشخصيات ترى الخير فقط في كل ما يحيط بهم. مثل هذا الشخص ذو التفكير الإيجابي لديه الخصائص التالية.

يسعى لفوائد في كل شيء.
مهتم بالمعلومات الجديدة كفرصة إضافية.
يحسن الحياة ويخلق الخطط والأفكار ويعمل بجد.
محايد أو جيد.
يراقب الناجحين للتعلم من تجاربهم.
إنه هادئ بشأن الإنجازات ويفكر في سبب إمكانية ذلك.
يمتلك كرمًا عاطفيًا وماديًا.
كيف ؟ يجب أن نستنتج أن النجاحات تظهر نتيجة العمل الجاد للأشخاص ذوي التفكير الإيجابي.

كيف تتجنب طرق التفكير السلبي؟

هناك عدة طرق للتفكير تؤدي إلى نتائج سيئة. ولكن تم أيضًا تطوير الخيارات بمساعدة يمكن تجنبها والخروج من موقف صعب. المبدأ هو تغيير طريقة تفكيرك المعتادة ، تصور الحياة داخل نفسك. بدون هذا يستحيل تحقيق النجاح ثم الاستقلال. يمكنك عمل قائمة المواقف التالية وكيفية تحويل حياتك إلى إيجابية.

الاعتياد على الالتزام بإطار عمل واضح ، لا يفكر الشخص فيما إذا كان هذا منطقيًا. يجب أن ندرك أنه بالإضافة إلى القواعد المعمول بها ، هناك العديد من الاحتمالات والخيارات للعمل. لبناء تفكيرك وحياتك ، تحتاج إلى محاولة اتخاذ القرارات بنفسك ، والتي غالبًا ما تكون أكثر متعة من اتباع النصائح. في الوقت نفسه ، لا تأتي القدرة على اتخاذ القرار الصحيح على الفور. في العديد من مواقف صنع القرار اليومية ، يجب مراعاة الأسئلة التالية: أ) ما هي العواقب؟ ب) هل سيؤدي ذلك إلى إرضاء الشخص نفسه وبيئته؟

إذا كانت الإجابات على كلا السؤالين بالإيجاب ، فمن الممكن تمامًا اتخاذ هذا الاختيار. لذلك سنحصل على جزء صغير من الاستقلال ، وكذلك الوعي باستقلالنا وغياب ضغط أحدهم.

يتضمن تغيير عقلية النجاح قاعدة: لا تحاول البحث عن المشكلات التي لا توجد فيها. البعض من فراغ بدلاً من مجرد حل الموقف. يظهر القداس مشاعر سلبية، وهو ما ينعكس في بقية اليوم. في بعض الأحيان يخلق الشخص لنفسه حالة سيئة.

كيف تغير المواقف تجاه الحياة؟ الحكمة الصينية ينصح بعدم التركيز على المشاكل التي لا يمكن حلها. وإذا استطعت ، فليس هناك ما يدعو للقلق. المخرج من مثل هذا الموقف هو تجنب الصراع والامتناع عن الأفعال الغبية المرتبطة به. طريقة أخرى لتحسين حياتك هي ألا تكون مصدرًا لمثل هذه المعارك.

يساعد تجنب الخوف من التغيير على تحقيق نجاح سريع. يمكنك بدء مسار جديد بخطوة صغيرة. وفقًا لمارك توين ، بعد عقدين من الزمن ، يندم الناس أكثر على ما لم يفعلوه أكثر من أفعالهم.

غير تفكيرك ولكن كيف؟ يجب أن يوسع نطاقه. الأفكار الإيجابية: إذا كانت هناك مشاكل اليوم ، فغدًا يمكن أن يتغير كل شيء.

كيف تغير نمط حياتك؟ ليست هناك حاجة للتوقف عن التعلم ، حيث أن المعرفة الجديدة تفتح فرصًا لتحقيق الأهداف ، وتعطي كفاءة العملية.

كيف تفكر بإيجابية؟ من الضروري القضاء على نفسك الصفات السيئة نوع الحسد. إذا تعلمت أن تنظر بإيجابية إلى نجاحات الآخرين ، فسيتم اعتبارها حافزًا. يمكن أن يساعد استخدام إنجازات الآخرين كنماذج يحتذى بها في تجنب الأحكام التي تؤدي إلى المشاكل. وأيضًا غير حياتك.

عملية عمل الدماغ ، إعادة إنتاج الأفكار تستغرق وقتًا طويلاً. كلما لجأنا إليه أكثر ، كلما ظهرت عقبات أكثر. يمكنك محاولة اختيار أحد الخيارات ، بدلاً من الفرز اللانهائي وابتكار المواقف. تحتاج إلى تغيير رأيك: فكر أقل ، بدلاً من اتخاذ إجراء حاسم. يجب على الإنسان أن يتحكم في أفكاره وليس العكس.

بينما نتخذ خطوات تغير تفكيرنا إلى إيجابي ، نبدأ بنفس الفكرة. من خلال التحكم في المشاعر ، يجب على المرء أن يحمي ليس فقط نفسه ، ولكن أيضًا من السلبية للآخرين. وأيضًا عدم الدخول في صراعات (وليس لبدء النزاعات). ستحدث التغييرات ليس فقط في التفكير ، ولكن أيضًا في الوعي. وبعد ذلك سيتضح من العالم الخارجي أن الحياة قد تغيرت.

اللهم غير حالنا إلي أحسن حال، وغير ظروفنا إلي أحسن مآل، واسترنا بسترك الجميل يا أرحم الراحمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى