حوار

الدين بالنسبة لشاعر مصر الكبير

 

عبد العزيز جويدة مع روعة محسن الدندن

 

أدارت الحوار:

الإعلامية والأديبة السورية روعة محسن الدندن – مديرة مكتب سوريا للاتحاد الدولي للصحافة والاعلام والإتصال -مديرة مكتب سوريا لجريدة تحيا مصر- ومستشارة تحرير جريدة أحداث الساعة

 

ضيف الحوار:

الشاعر المصري عبد العزيز جويدة

من مواليد محافظة البحيرة ولد في 1 يناير-1961. حصل على بكالوريوس الزراعة من جامعة الإسكندرية في عام 1983

أصدر أول ديوان (لا تعشقيني )عام 1992 لتتوالى أعماله فيما بعد

أرحب بك شاعرنا لإستكمال حوارنا مع شخصكم الراقي والنبيل

وسعيدة بهذه الفرصة التي منحتها لنا لنتحاور معك وسؤالي هو

 

*الشاعر عبد العزيز جويدة رجل جاء من الريف وحفظ القرآن

وبصمته الصوفية والدينية واضحة من خلال قصائده

ويغلب على قصائده الغزل والعشق والجميع لديه وجهة نظر

أن الرجل المتدين متعصب فهل السبب شيوخ زمان عن شيوخ هذا الزمان أم هي ثورة من شاعرنا ضد التعصب؟

 

كل الأديان السماوية على حق ونحن عباد الله على باطل إلا من رحم ربي ولو كان هنالك تعصب في رجال الدين لكان أولى أن يتعصب الرسل والأنبياء فهم منابع الأديان البكر نحن فسرنا الدين بما يخدمنا ويخدم مصالحنا فهنالك من يرى الدين صلاة وهناك من يراه صيام وهناك من يحج كل عام ويعتمر وهناك من يرى الدين زوجات أربع ونكاح ملك اليمين وهناك من يرى الدين في جنات تجري من تحتها الأنهار وحور عين ولحم طير مما يشتهون تلك في إجمالها أو معظمهما متع حسية بحتة لها بدايات ونهايات لكن أين الدين الأخلاق واجتناب قول الزور و البعد عن الغيبة والنميمة وأكل مال اليتيم وأكل ميراث البنات اللواتي هن أخواتنا وسلب الحريات والقهر والفقر والجوع والمرض والجهل الأديان جاءت من أجل الإنسانية ليعم الحق والخير والعدل والجمال والأمن والأمان ويتحقق السلام بين العباد هذا هو الحب الذي نتهكم عليه ونسخر منه نحن نفتح دولاب الدين ونختار شعائر اليوم حسب الظروف مع من سنلتقي ومع من سنتكلم لنتقن دور الممثل العظيم مسبحة في اليد وجلباب وسواك ومصحف في مقدمة السيارة ومصحف في نهايتها وآيات بينات على الحوائط هذا هو الفَخ الذي يصطاد الفريسة لتقع في شر أعمالها ذكر كان أم أنثى المهم أن يتحقق الهدف

الدين هو مساحة ما فيك من أخلاق ومن قيم ومن نبل ومن إنسانية الدين هو مقدار ما لديك من علم وأدب ومرؤة وكرم ونظافة ونظام واحترام وجد واجتهاد وأمانة الدين هو مقدار ما في قلبك من حب ومقدار ما في عقلك من فكر ومقدار ما في يدك من جود لذا كفار قريش كانوا أنبل منا وأكرم منا كانوا يحترمون كلمتهم ويوقرون كبيرهم ويعطفون على صغيرهم

لذا من أسلم منهم وصلح أسلامه كان عظيما في كفره وعظيما في إسلامه

الحب هو مساحة الأرض الخضراء في هذا الكون ومساحة الماء العذب ومساحة العمار نعم تعمير أرض الله بما يتناسب مع احتياجات البشر من أجل كرامة الإنسان وحريته وتحقيق أحلامه أعظم أنبياء الله محمد صل الله عليه وسلم جاء ليتمم مكارم الأخلاق ورحمة للعالمين وشاهدا ومبشرا ونذيرا لأن الأديان ليست طقوس تُفعل وحياة بعدها تدار في الخفاء بها الأفعال تخالف الشرائع والسنن وكأن إسلامك أو مسيحيتك أو يهوديتك هي عند الشعائر فقط وبعدها أنت حر أنت كما أنت لذا شعوب الله التي ليس لها دين ماذا فعلت ولماذا تقدمت لأنها تحترم القوانين الوضعية عندهم التي وضعها بشر مثلهم ونحن أصحاب الأديان نتحايل على قوانين الديان ليس الدين في الصراخ ولا في الزي ولا في كثرة العبادات ولكن الدين هو معاملة الناس بما يرضي الله ورسوله أنا عندما دخلت الدين الإسلامي دخلت بشروط الدين الإسلامي عام ١٩٦١ ساعة مولدي وهنالك عقد بين الدين والمتدين أي الذي أنتسب لهذا الدين السماوي أيًا كان وكبرت على ما عرفت وتعلمت وفي عام ١٩٧٥ وما بعدها تغير الدين على يد من تشدد فيه فما ذنبي وأراد أن يصدر لي دينا جديدا من اختراعه وعلى مزاجه الشخصي فحدث الصدام لأن العقد شريعة المتعاقدين وأصبح هنالك ديني ودينه فأين دين الله إذن هذا الجدل وتلك السفسطة خلقت نزاعا سيبقى إلى يوم الدين لا أنا مقتنع بما لديه ولا هو مقتنع بما عندي لذا قامت تلك الحرب العالمية على شاشات التلفزة ووسائل التواصل الاجتماعي وأصبح عدد الشيوخ في الوطن العربي كل الشعب العربي وكل بيت به دار إفتاء تخصه وتركنا سيد الخلق أجمعين وأصبح لدينا شيوخ هم أنبياء عصر ليس فيه أنبياء لذا حَلْقتُ بعيدا بشعري في تلك الحالة الخاصة جدا في الحب بيني وبين الخلق وبيني وبين الخالق أسعى لنشر الكلمة الطيبة والإحساس النبيل نختار من اللغة أجملها ومن التعابير أبسطها لنُسعد خلق الله ننشر الحب والسلام والطمانينة بين البشر لا يفرقنا عِرق ولا لون ولا جنس ولا دين نغني للإنسانية والإنسان في كل بقاع الأرض من مولدنا وحتى نموت كان أبي رحمة الله عليه عالما من علماء الأزهر الشريف ولم يكن متشددًا في حياته قط والشيخ عبدالحليم محمود والشيخ بيصار والشيخ الباقوري كلهم كانوا من علماء الأزهر المتحضر الراقي الواعي الفاهم فليس العيب في الإسلام ولكن العيب في المسلم وليس العيب في الأزهر ولكن العيب في الأزاهرة إذا تشددوا لأن الدين لله سبحانه وتعالى والأرض لنا جميعا تلك هي الإنسانية التي من أجلها جاء الدين وجاء من أجلها كل الأنبياء والرسل والله ورسوله أعلم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى