مقال

مدعى النبوة صلاح وثريا ” الجزء الثانى “

مدعى النبوة صلاح وثريا ” الجزء الثانى ”
إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثانى مع مدعى النبوة صلاح وثريا، وإن من امارات الساعة و اشراطها خروج الدجالين الكذابين الذين يدعون النبوة ويثيرون الفتنة باباطيلهم، وقد اخبر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ان عدد هؤلاء قريب من ثلاثين، فقال صلى الله عليه وسلم “لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم انه رسول الله” وقد وقعت هذه العلامة من علامة الساعة فخرج كثير من ادعاء النبوة قديما وحديثا ولا يستعبد ان يظهر دجالون آخرون الى ان يظهر الدجال الاعور الكذاب نعوذ بالله من فتنته، فقد خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال “إنه والله لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا آخرهم الاعور الكذاب” وعن ثوبان رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال “لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من امتي بالمشركين وحتى يعبدوا الاوثان وإنه سيكون في أمتي ثلاثون كذابون كلهم يزعم انه نبي وأنا خاتم النبيين لا نبى بعدى” وقد ولد صلاح شعيشع مدعى النبوة فى العصر الحديث في شهر نوفمبر.

سنة ألف تسعمائة واثنين وعشرين ميلادى فى مدينه الاسكندرية وتوفي والده بعد ولادته مباشره، وكان يعانى من شده الفقر لكنه كان شابا مكافحا طموحا فالبرغم من شده فقره اجتهد وعمل لاتمام الدراسه وكان طويل القامه وقوى البنيان لكنه كان غريب الاطوار يتنمر على كل من حوله من أصدقائه وزملائه وكان يرى انه افضل شاب في العالم كله وكان يمتلكه الغرور، والغرور هذا الخلق المبغوض من كل نفس سوية، وهو إعجاب الإنسان بنفسه وبعلمه وبدنياه، وقد يصل بصاحبه إلى حد احتقار الآخرين، وربما التسفيه بآرائهم وأعمالهم، وهو خديعة للنفس ومحاولة لخداع غيره، ويكفي أنه من عدة الشيطان فقال تعالى فى سورة النساء ” وما يعدهم الشيطان إلا غرورا” والمغرور كما يقول الرافعى رحمه الله كالواقف على جبل يرى الناس صغارا ويرونه صغيرا، وإن من أسباب الغرور إهمال التربية الأسرية لأبناء والبنات، فقد تظهر مظاهر الغرور على الوالدين، فيكسبها الأطفال، وتنمو معهم، وقد يكونان متواضعين.

ولكن يفشلان في تربية خُلق التواضع في أولادهم بسبب منحهم كل رغباتهم، ولاسيما ما يظهر فيها أثر الرفاهية والكبر، مثل اللباس الفاخر، والمركب الفاره، وقال ابن تيمية رحمه الله “فالمسكين المحمود هو المتواضع الخاشع لله، ليس المراد بالمسكنة عدم المال بل قد يكون الرجل فقيرا وهو جبار، فالمسكنة خُلق فى النفس، وهو التواضع والخشوع، واللين ضد الكبر ، قال ابن القيم رحمه الله “أي سكينة ووقارا، متواضعين غير أشرين ولا مرحين ولا متكبرين، وقال الحسن علماء حلماء، وقال ابن الحنفية أصحاب وقار وعفة لا يسفهون، وإن سفه عليهم حلموا، والهون هو الرفق واللين” وأما عن صلاح شيشع فقد انهى صلاح دراسه الطب بتفوق ونجاح منقطع النظير لكن بسبب تنمره وطبعه الحاد وافتعاله للمشاكل رفضت الجامعه تعينه معيدا بها فعينته الوزاره للعمل كطبيب بالصحه المدرسيه لكنه كان الغرور يتملك منه فاستقال من تلك الوظيفه وذهب واستاجر شقه في محرم بك بمدينه الاسكندريه وقام بفتحها عياده خاصه له.

يعالج فيها امراض الباطنه التي كانت تخصصه لكنه سرعان ما قام بتغيير نشاط عيادته من امراض باطنه الي نساء وتوليد وتخصص في عمل عمليات الاجهاض وذاع صيته في ذلك المجال الي ان اطلقوا عليه حينها ملك الاجهاض، وإن حكم الشرع فى الإجهاض، وهو إن دار الإفتاء لا تجيز الإجهاض بأى حال من الأحوال إلا إذا كان هناك مبرر لذلك، وهي تختلف من حالة إلى أخرى ومن مرحلة إلى أخرى، فإن كان الإجهاض قبل أربعة أشهر وهناك حاجة طبية للإجهاض فيجوز، وتقول دار الإفتاء ونحن لا نقول بالإجهاض من عدمه إلا بناء على تقارير طبية، فإن كان بعد أربعة أشهر فلا نجيز الإجهاض إلا إذا كان وجود الجنين فيه خطر على حياة الأم، وهو ما يحدده الطبيب حسب تقاريره، وتقول دار الإفتاء، إنه قد أجاز فقهاء المذهب الحنفى إسقاط الحمل ما لم يتخلق منه شيء، وهو لا يتخلق إلا بعد مائة وعشرين يوما، وهذا الإسقاط مكروه بغير عذر، وذكروا أن من الأعذار انقطاع لبن المرأة المرضع بعد ظهور الحمل.

مع عجز أب الصغير عن استئجاره مرضعة ويخاف هلاكه، ويرى بعض الشافعية مثل ذلك، وفريق من المالكية ومذهب الظاهرية يرون التحريم، ومن المالكية من يراه مكروها، والزيدية يرون إباحة الإجهاض قبل نفخ الروح في الجنين مطلقا أى سواء أكان الإسقاط لعذر أو لغير عذر، ولا خلاف بين الفقهاء جميعا في أن إسقاط الجنين بعد استقراره حملا أربعةَ أشهر محرم وغير جائز إلا لضرورة، كما إذا تعسرت الولادة ورأى الطبيب المتخصص أن بقاء الحمل ضار بالأم فإنه في هذه الحال يباح الإجهاض إعمالا لقاعدة دفع الضرر الأشد بالضرر الأخف، ولا نزاع فى أنه إذا دار الأمر بين موت الجنين وموت الأم كان الإبقاء على الأم لأنها الأصل، وتضيف دار الإفتاء في فتوى سابقة، إن الإجهاض بمعنى إسقاط الحمل بعد بلوغ سن أربعة أشهر رحمية حرام وغير جائز شرعا إلا للضرورة، كالمثال السابق، وكما إذا تعسرت الولادة أيضا وكانت المحافظة على حياة الأم داعية لتقطيع الجنين قبل خروجه فإن ذلك جائز.

وقد قام صلاح شعيشع بعمل ثروه ضخمه جدا من تلك العمليات المحرمه، وبعد ذلك تزوج صلاح من حب عمره وحلم حياته وهى جاره له كانت اغني منه بكثير وانجب منها طفلين وعاش حياه طبيعيه وهادئة، ولكن تغير الامر في ستينات القرن الماضى عندما عطلت سياره صلاح واخذها وذهب يصلحها داخل ورشه لتصليح السيارات وهنا بدا صاحب تلك الورشه بالحديث معه وحكى له انه كان به مس من الجان وذهب لاحد الدجالين ليعالجه واخذ منه مبلغ سبعة جنيهات مصريه وكان لهم شأنهم في ذلك الوقت لكن نهره صلاح بشده وقال له انه وقع في فخ نصاب ومشعوذ حتي ترجاه هذا الميكانيكي ان يذهب معه للرجل الدجال ويعيد له السبعة جنيهات، ونقف لحظات هنا ونقول فنظرا لكثرة المشعوذين في الآونة الأخيرة ممن يدعون الطب، ويعالجون عن طريق السحر أو الكهانة، وانتشارهم في بعض البلاد، واستغلالهم للسذج من الناس ممن يغلب عليهم الجهل، رأيت من باب النصيحة لله ولعباده أن أبين ما في ذلك من خطر عظيم على الإسلام.

والمسلمين لما فيه من التعلق بغير الله تعالى، ومخالفة أمره وأمر رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فأقول مستعينا بالله تعالى يجوز التداوي اتفاقا، وللمسلم أن يذهب إلى دكتور أمراض باطنية أو جراحية أو عصبية أو نحو ذلك، ليشخص له مرضه ويعالجه بما يناسبه من الأدوية المباحة شرعا حسبما يعرفه في علم الطب لأن ذلك من باب الأخذ بالأسباب العادية، ولا ينافى التوكل على الله، وقد أنزل الله سبحانه وتعالى الداء وأنزل معه الدواء، عرف ذلك من عرفه وجهله من جهله، ولكنه سبحانه لم يجعل شفاء عباده فيما حرمه عليهم، فلا يجوز للمريض أن يذهب إلى الكهنة الذين يدعون معرفة المغيبات ليعرف منهم مرضه، كما لا يجوز له أن يصدقهم فيما يخبرونه به فإنهم يتكلمون رجما بالغيب أو يستحضرون الجن ليستعينوا بهم على ما يريدون، وهؤلاء حكمهم الكفر والضلال إذا ادّعوا علم الغيب، وقد روى مسلم في صحيحه أن النبى صلى الله عليه وسلم، قال “من أتى عرافا فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين يوما”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى