غير مصنف

فرنسا تصنف خطأ يستدعي إستدعاء سفيرها لدى الجزائري بالخطأ العادي

فرنسا تصنف خطأ يستدعي إستدعاء سفيرها لدى الجزائري بالخطأ العادي

مقالة لزهر دخان

ربما صبرت فرنسا وصابر المسؤولون الفرنسيون على ما بدر من الجزائرين وصدر عنهم من تصريحات خادشة للآدب الدبلوماسي ومسيئة للعلاقة الطيبة رسميا بين الدولتين . وأظن أن الصبر الفرنسي يصب في مصلحة فرنسا التي وراء أدبها وقلة غضبها أمر سري يتمثل غالبا في الأطماع الفرنسية. التي تخدمها تلك العلاقة الهادئة بين البلدين. كالتي طالما تنعمت بها باريس إبان فترات حكم كل من بوتفليقة وبن جديد وحتى بمودين وزروال . أما عصر تبون فهو الزمن الذي دائما تذكر فيه فرنسا بضرورة الإعتذار عن جرائمها. والإعتراف بها وكذلك تقبل الغلظة الدبلوماسية من حكومة خشنة دبلوماسياً وغبية سياسياً ..

من الجانب الأخر تبقى فرنسا أكثر هدوء وأقل قلقا من الجزائر . وقد إثطر وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية السيد كليمون بون هذا الأحد 11أفريل 2021م لنفي توتر بلاده بسبب “تصريحات لوزير العمل الجزائري الهاشمي جعبوب، وصف فيها فرنسا بأنها “عدوتنا التقليدية و الدائمة” ” .
كذلك رغم إرجاء زيارة رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس إلى الجزائر الأحد. تسعى فرنسا للتهدئة في العلاقات الثنائية. وكما أشرت لا بد أن طلبات التهدئة الفرنسية تصب في صالح فرنسا، التي تسعى لكسب الجزائر حليفة لها في زمن خصوماتها مع روسيا وتركيا وخلافها مع واشنطن في العديد من القضايا السياسية والإقتصادية . أضف إلى ذلك ملف الجائحة الذي قسم ظهر فرنسا حتى مرضت، وأصبحت تحسب حسابا للمتألمين كالجزائر وباقي مستعمراتها السابقة.

الوزير بون قال في تصريحه لبرنامج “غران جوري” الذي يبث بالإشتراك مع كل من “إر تي إل” وصحيفة “لوفيغارو” وتلفزيون “إل سي اي” قال: “هناك أحيانا تصريحات لا مبرر لها في العلاقات الفرنسية الجزائرية”. وهو هنا يقصد أنه يبحث عن تلك الرسمية والصرامة في العلاقات بين دول كالجزائر مع دولة فرنسا. التي تعودت أن تشتري أدب الفقراء بفضل ثرائها الفاحش . و يتعين على الجزائر أن تتفهم الرغبة الفرنسية، التي تطالبها بتذكر سياسة العقود طويلة الأجل المبرمة بين الدولتين .وهي ما أجبر الجزائر على السكوت سابقا واليوم وغدا ..سيما أن الجزائر طالما أكدت أنها لا يمكنها في الكثير من الصفقات في مجال المحروقات، لا يمكنها التخلي عن العقود طويلة الأجل . التي يلزمها صبر طوله لا يقل عن 10سنوات للعقد .حتى تنتهي شروط المشتري ويتنفس البائع السعداء.
ورد الوزير كليمون بون رداعلى تصريحات وزير العمل الجزائري ، معتبرا أنها لا تستحق إستدعاء السفير الفرنسي في الجزائر. وأجاب عند سؤاله عن ذلك “لا أعتقد ذلك”. بينما للحق وللأمانة هي تصريحات جزائرية تستحق إستدعاء سفير فرنسا للتشاور . وكذلك تجدر الإشارة إلى أن قنصل المغرب في الجزائر عندما قال نفس الكلام ووصف الجزائر بالعدو في وهران السنة الماضية، كانت الخارجية الجزائر آن ذاك قد إستدعت السفير المغربي ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى