مقال

رَبِّ ٱجْعَلْنِى مُقِيمَ ٱلصَّلَوٰةِ وَمِن ذُرِّيَّتِى.. كتب د : فوزي الحبال

رَبِّ ٱجْعَلْنِى مُقِيمَ ٱلصَّلَوٰةِ وَمِن ذُرِّيَّتِى

كتب د : فوزي الحبال

قال عز وجل {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة:238] .
وصف الامام الغزالي الصلاة في 7 مراحل ،
المرحلة الأولي وهي ثقلها عليك مش بس بتحس ان الصلاة تقيلة عليك، لا انت بتلاقي كُل الاسباب مُيسّرة انك متعملهاش ،هو انا لسه هتوضّى؟ طيب بعد الأكل، طب اخلص اللي في ايدي، ضيعت العصر ، هبدأ من بُكرة تاني بقى تلتزم بالصلاة أسبوع، وتضيّع 10 بعده بس بتجاهد عشان متنقطعش عن ربنا ، ومرة تنجح وكتير لأ .

المرحلة الثانية بتواظب على الصلاة وراضي عن نفسك جدا، لأ وكمان بتلوم الناس اللي مش بتصلّي وبدأت كمان تُظهر صلاتك للناس وكأنك بتُبرِء نفسك من تُهمة ترك الصلاة، نفسك تقول للكون كُله انك خلاص مبقتش تارك للصلاة. .
الغزالي بيتكلم عن خطر المرحلة دي وبيقول الشيطان بيدخُلك من باب انك مُنافق ومُرائي وانك لازم تصلي لما تكون مقتنع ومؤمن ومُخلص للصلاة وبس ، ورد الغزالي هنا، صلِّ ، حتّى لو مُرائي عشان لو في جزء صغير فاسد في قلبك الصلاة تُصلِحُه، ومينتصرش عليك ويُكمل فساد باقي القلب بما تبقّى من ترك للصلاة .

رَبِّ ٱجْعَلْنِى مُقِيمَ ٱلصَّلَوٰةِ وَمِن ذُرِّيَّتِى

المرحلة الثالثة هي اسقاط الفريضة ، بدأت تتخلّص من مُرائآتك وبدأت تشوف ان الصلاة أصبحت مسؤولية عليك وهتُسأل عليها ، ودايما في بالك (فويلٌ للمُصلّين الذين هم عن صلاتهم ساهون) ، وانت مش عايز تبقى من الناس دول، فبتصلّي عشان تُسقط الفريضة ولو مش مركّز ولو تعبان ولو مستعجل ولو بدون خشوع، بتصلّي عشان الفريضة .
وتاني يدخلك الشيطان يقولك دي صلاة دي ؟ انت كده راضي عن نفسك ؟ الغزالي بيقولك صلّ طالما أركان الصلاة صحيحة وسيب قبولها من عدمه على الله .

المرحلة الرابعة وهي التعوّد ،الصلاة أصبحت عادة وبقيت بتعملها بدون تفكير ولا تدبير ولا قرار ،أول حاجة تفكر فيها تلقائي، أنا عليا صلاة ايه ؟ أنا فايتني صلاة ايه ؟ وقبل ما بتنزل من البيت بتتوضّى وكُل ما وضوئك يروح تفكر انك تتوضى في أسرع وقت عشان تكون جاهز دايما للصلاة .

المرحلة الخامسة وهي المناجاة ، انك كُل ما تقع في مشكلة أو يحصلك حاجة بيتملكك حالة الشكوى لله، والدُعاء وطلب العون وأحيانا التيسير في الأمر ، قبل كُده كنت بتصلّي وانت مُعتقد ان الصلاة لله لأنه فرضها وتكتشف وقتها انك بتصلّي لأنك انت اللي مُحتاجه وانت اللي بتجري على الفرصة اللي هتقربك من ربك وانت ساجد، عشان تدعي وعشان تبكي أو عشان تشكره وتحمده .

المرحلة السادسة ارحنا بها يا بلال يعني بتصلّي الفروض وبتحب النوافل، بتلاقي نفسك مش بتضيّع فرصة بتسجد فيها لله، حابب الصلاة وخاشع فيها لأنك مُدرك حاليا انك في حضرة الله، وفي كنف الله وفي رعاية الله .

المرحلة السابعة اللي ربنا قال فيها لسيدنا النبي واسجد واقترب
ودي باختصار، من فقد الله ماذا وجد ، ومن وجد الله ماذا فقد ،
أولوياتك في الحياة بتتغير ، تصرفاتك بتتغير ، أخلاقك نفسها بتتغير ، بيهبك اللهُ نُوراً من نورِه ، وجمال من جماله وحكمة من حكمته ، ورحمة ومغفرة من لدنه .
فيه صحابي لما راح لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم وقاله عايز عمل يدخلني الجنة، فقال له أعني على نفسك بكثرة السجود، عشان كده اللي بيصلي بإتقان عمره ما يعاني من اكتئاب ولا مرض نفسي ولا تسود الدنيا فى وشه ولا عمره الدنيا تكالبت بالهموم أبدا عليه لإنه في معية ملك الملوك ومعية الخالق .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى