مقال

«أما البيت فله رب يحميه

«أما البيت فله رب يحميه»

  بقلم /خالد صالح فرج

أما البيت فله رب يحميه…كلمات خلدها التاريخ ،جرت على لسان سيد العرب جد النبى محمد صلى الله عليه وسلم عبد المطلب أمام أبرهه الأشرم فى حادثة الفيل التاريخية التى انتصر الله فيها لبيته فقط لا للعرب .

 

نعم لم ينتصر لله للعرب عقلا ومنطقا؛ لأن العرب لم تكن له قربة أو عبادة خالصة لله فى ذلك الزمان ،كما لم تكن لهم أدنى مقاومة ضد عدوهم حتى تشاركهم السماء بالقوة..لقد انتصر الله لبيته فقط ولم تلتفت العرب بعد النصر لعبادة أو لحكمةالمنتصر البالغة .

وهذه قضية العرب القديمة مع بيت الله الحرام.

 

وهناك قضية أخرى للعرب عامة وللمسلمين خاصة مع بيت آخر من بيوت الله على أرض أخرى فى رقعة العرب رقعة بيت المقدس(المسجد الأقصى) ولم تنته بعد .

 

القضية لم تكن وليدة اليوم أو الأمس القريب إنما هى وليدة الإسراء والمعراج حينما سُحب البساط من تحت أقدام اليهود وحلت راية الإسلام ترفرف فى سماء العالمين وأدرك اليهود أن السماء وملائكتها تخلت عنهم فتجندوا بسلاح الطواغيت صادين الحق ماكرين لأهله صادعين بالباطل

 

قال تعالى”سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله………الآية»

ولعل سبب تسميته بالمسجد الأقصى ليس لبعد المكان على خطا الأقدام إنما لبعد المكانة عن قلوب المسلمين .

 

فالمسلم لايدرك ولا يعى أن له نصيب فى المسجد الأقصى معلق برقبته إلى يوم القيامة إنما يدرك أن له نصيب فى المسجد الحرام فقط ،تراه وهو تتوق نفسه وتتلهف إلى السير نحو الثانى ليغسل ويمحو به ما أقترف من الذنوب التى داوم عليها ،ولا تتوق نفسه إلى الأول لمحو العار اللاحق به وبذريته من بعده بل بما يعانيه إخوانه كل يوم على أرضهم،والغريب أنه يستبعد قدرته عن النصر وينتظر تدخل السماء كما علمت من الحادثة الأولى.

 

فى الحادثة الأولى كان المطلب بذل المال فقُدِّم ولم يُقبَل ؛أما فى الثانية فالمرهون هو تقديم الأرواح والنفوس فإن قُبلَت تدخلت السماء .

 

لن تتدخل السماء لأمة استغنت بالدنيا عن الآخرة،لأمة استضعفت دينها فأضعفته،واستقوت بأعداءها ولم تستقوى بدينها عليه ،تركت حبل الله وتفرقت لاهثة نحو جحور الأفاعى والضياع.

 

إن الذئاب لا تأكل إلا من الغنم القاصية الغافل عنها رعاتها ولن تترك الذئاب القطيع إلا إذا انتبه الراعى أو تجمعت الخراف فى مرعاً واحدٍ

لقد أصاب الوهن القلوب وتملكت الدنيا فيها ؛فلك الله الناصر ياقدس.

 

بقلم خالد صالح فرج

معلم لغة عربية / مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى