القصة والأدب

سكروچ البخيل والحكمة من الأعياد

“سكروچ” البخيل والحكمة من الأعياد

 

:بقلم الكاتبة أميره بركة

 

الحكمة من الأعياد

 

“سكروچ” البخيل

 

فى واحدة من أروع الرويات الإنجليزية على الإطلاق فى نظرى والتى قدمت العبرة وعالجت موضوع البخل بشفافية وفن وسحر ممزوج بالخيال ووضحت الحكمة من الأعياد ،وروح الأعياد رواية” ترنيمة عيد الميلاد” للكاتب الإنجليزى” تشارلز ديكنز” والتى صدرت عام 1843م.

 

والتى إشتهرت فيما بعد “بسكروچ “أنتج الفيلم فى عام 1951ونجح أن يكون من كلاسيكيات السينما العالمية مثل ذهب مع الريح؛ وداعا للسلاح جسر ولترو ؛شلالات نياجرا؛ دكتور زيفاجو وأعيد إنتاجه أيضا فى عام 1970،2009ولكنى أرى أنه من وجهة نظرى أن النسخة القديمة أروع مايكون،.

 

القصة تدور أحداثها فى لندن لرجل بخيل قاسي الكلام ،والملامح، بأنف طويل ،ووعيون حمراء، وصوت قاسى القلب ،بارد المشاعر ،لا مبالى، يكره مساعدة الناس ويكره رؤية الناس فرحين جشع جبان بقلب ميت لا يحن ولا يرق صوته مزعج

 

وإختار المؤلف إسم “سكروچ “لأنها تعنى فى اللغة الإنجليزية الرجل شديد البخل أو رمز البخل تبدأ الأحداث فى ليلة عيد الميلاد تناول الرجل البخيل “ديكنز سكروج “الأوزة ولم يفكر فى أقاربه الفقراء ونام بقلب بارد ،وضمير مرتاح وفجأة فاق على ثلاثة أشخاص يحاولون إيقاظه ،وعندما فتح عيونه وجد ثلاثة أشباح شبح عيد الميلاد الماضى

 

، وشبح الحاضر، والمستقبل، وأيضا شبحه هو شخصيا مكبل بالسلاسل، والحديد من كتفه لقدمه

 

وهى الذنوب التى ارتكبهاحتى أنه لا يستطيع الحركة فأنزعج جدا وتأكدأنه قد فارق الحياة وحان وقت الحساب فتحدثوا معه الأشباح أنه يجب أن يذهب معهم فى رحلة ليشاهد كل مافعل من حياته وبدأوا الرحلة من خلف نافذة ابن أخته الوحيدة الفقير الذى قام “سكروچ” بفصله من العمل قبل العيد فعاد حزينا لزوجته وأولاده.

 

ولكن ما أدهشه أن الأسرة الفقيرة تجلس على المائدة تتناول طعامها البسيط بدون أوزة العيد ولكنهم كانوا ينشدون أناشيد الفرح والعيد ولم يكفوا عن الضحك بل ويسخرون منه متمنين له الموت لأنهم هم سيرثونه وأكتشف أنهم أسعد منه رغم محاولته إذلالهم ومضايقتهم وتحدث معه الشبح فى صورة الملاك وذكرته بأخته الوحيدة والتى وقفت بجانبه أمام والده القاسي الذى تركه فى مدرسة داخلية وكانت هى من تحرص على زيارته فى الأعياد وهو لم يرد الجميل لإبنها الوحيد بعد موتها فشعر البخيل بالخجل من نفسه ومروا أيضا على رجل مسكين

يعمل عنده فى مصنعه الكبير ولكنه رفض أن يعيطه أموال لولادة زوجته وسمع الدعوات و اللعنات من الرجل عليه

ثم جاءت المحطة الأخيرة فى الطريق والأشباح حوله، وشبحه أيضا المكبل، والذى تعب من الحديد والسلالسل التى تلتف حول جسده وذهبوا به إلى قبر وقالوا له هذا قبرك وقد دفنت فأنهار وذهبوا به إلى الجنازة كل أصدقائه لا أحد يبكى عليه ولا حزن عليه جاؤا الجنازة لتناول وجبة مجانية والسخرية منه وذكر عيوبه وبخله وقسوته فسقط باكيا أعيدونى الحياة وأنا أعدكم بمساعدة الناس وأن أتغير

وبكى وصرخ حتى إستيقظ بالفعل ووجد نفسه على قيد الحياة لم يصدق ولكنه قرر أن يفى بوعده إرتدى ملابسه وخرج من منزله نشيط منطلق مولود من جديد مبتسما على غير عادته فى وجوه الناس يداعب أطفال الجيران وذهب إلى ابن أخته حاملا الهدايا والأوزة وأعاده للعمل بل أسند له منصب كبير فى مصنعه وذهب للرجل الفقير وأعطاه المال وتغير بالفعل؛

وحاول مساعدة كل الناس من ذلك اليوم أرى أن الأعياد لا تختلف الحكمة منها فى كل الأديان فالحكمة من وراء الأعياد هى إسعاد من حولنا بل والإيثار فى بعض الأحيان ومراجعة أنفسنا فليس كل مايرضينا يرضى الآخرين الحكمة الكبيرة من وراء الأعياد محاولة كل إنسان نشر السعادة والشعور بالغير سوى الفقراء أو الأهل فالأعياد منحة إلاهية منحت من الله وتكتمل بفهمنا السبب الحقيقي من روح الأعياد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى