مقال

ظاهرة النوم في الانسان من إبداعات الخالق

ظاهرة النوم في الانسان من إبداعات الخالق

أعداد / أشرف الشرقاوي

لو فكر الإنسان للحظات في تكوينة ونشأتة وبعض المظاهر التي تحتاج منا التفكير لسجد لله وإمتلئ قلبة بالايمان, فالإنسان خير دليل وبرهان علي إبداع الخالق. فعلي سبيل المثال نذكر من تلك الظواهر الغريبة في الإنسان وهو النوم وما يحدث فيه للإنسان اثناء نومة واين تذهب الرروح حين ذاك وهل النوم موت مؤقت أو هو غيبوبة مؤقته.

وما هو النوم من الناحية العلمية؟

النـــــوم :- هو حالة طبيعية من الاسترخاء عند الإنسان، وتقل خلاله الحركات الإرادية والشعور بما يحدث في المحيط، ولا يمكن اعتبار النوم فقدانًا للوعي، بل تغيرًا لحالة الوعي ولا تزال الأبحاث جارية عن الوظيفة الرئيسية للنوم إلا أن هناك اعتقادًا شائعًا أن النوم ظاهرة طبيعية لإعادة تنظيم نشاط الدماغ والفعاليات الحيوية الأخرى في الكائنات الحية.

وماذا قالوا عن النوم

رغم أن الإنسان يقضي حوالي ثلث حياته نائماً، إلا أن الأكثرية لا يعرفون الكثير عن النوم. هناك اعتقاد سائد بأن النوم عبارة عن خمول في وظائف الجسم الجسدية والعقلية يحتاجه الإنسان لتجديد نشاطه، إلا أن الواقع المثبت علمياً خلاف ذلك تماماً، حيث أنه يحدث خلال النوم العديد من الأنشطة المعقدة على مستوى المخ والجسم بصفة عامة وليس كما يعتقد البعض، بل على العكس، فإن بعض الوظائف تكون أنشط خلال النوم كما أن بعض الأمراض تحدث خلال النوم فقط وتختفي مع استيقاظ المريض. وتعتبر هذه المعلومات والحقائق العلمية حديثة في عمر الزمن، حيث أن بعض المراجع الطبية لم تتطرق إليها بعد.

هل يموت الإنسان موت مؤقت؟

النوم ليس فقداناً للوعي أو غيبوبة وإنما حالة خاصة يمر بها الإنسان، وتتم خلالها أنشطة معينة. عندما يكون الإنسان مستيقظاً فإن المخ يكون لديه نشاطاً كهربائياً معيناً، ومع حلول النوم يبدأ هذا النشاط بالتغير ودراسة النوم تساعدنا على تحديد ذلك تحديداً دقيقاً. فالنائم يمر خلال نومه بعدة مراحل من النوم لكل منها دورها. فهناك المرحلة الأولى والثانية، ويكون النوم خلالهما خفيفاً ويبدآن مع بداية النوم. بعد ذلك تبدأ المرحلة الثالثة والرابعة، أو ما يعرف بالنوم العميق، وهاتان المرحلتان مهمتان لاستعادة الجسم نشاطه، ونقص هاتين المرحلتين من النوم ينتج عنه النوم الخفيف غير المريح والتعب والإجهاد خلال النهار. وبعد حوالي التسعين دقيقة تبدأ مرحلة الأحلام أو ما يعرف بمرحلة حركة العينين السريعة، وتحدث الأحلام خلال هذه المرحلة، وهذه المرحلة مهمة لاستعادة الذهن نشاطه. والمرور بجميع مراحل النوم يعرف بدورة نوم كاملة. وخلال نوم الإنسان الطبيعي (6-8 ساعات) يمر الإنسان بحوالي 4-6 دورات نوم كاملة.

الحرمان من النوم وتأثيرة علي الإنسان

احمرار في العينين وبروزها للأمام وكذلك شحوب في الوجه. عدم القدرة على الربط بين الأشياء أثناء الحديث أقرب ما يكون للهذيان. الخمول والضحك بدون سبب وكذلك الثوران لأتفه الأسباب. الأولى عدم القدرة في الدخول في النوم وعندما يدخل في النوم يكون في حالتين: النوم بواسطة منومات طبية أو السقوط والغياب عن الوعي وعندها ينام الإنسان بأي وضع وفي أي مكان. بالإضافة إلى آلام في الرأس.

 

ونأتي هنا لدراسة ظاهرة النوم من الناحية الدينيه وما تفسير العلماء لظاهرة النوم

أين تذهب الروح أثناء النوم؟ الروح من الغيبيّات التي اختصّ الله العلمَ بها لنفسه، حيث لا يُعرف عنها غير أنها من أمر الله تعالى، إذ يقول سبحانه: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلً}، وبذلك لا يُدرك من أمر الروح إلّا ما أخبر به الشرع.

فلا تُعرف حقيقتها ولا كيف تتعلّق بالجسد أو تنفصل عنه، حيث أخبر الشرع أن الروح تغادر جسد المرء حين نومِه، إذ تفارقه جزئيًا وتبقى قريبة منه متصلّةً معَه، فيتنفّس ويرى الأحلام ويتحرّك، وقيل تعرج روحه إن كان مؤمنًا إلى عرش الرحمن وتسجد عنده، وتجول روح العاصي أو الكافر مع شياطين الأرض، ثمّ تعود إلى جسده حين يصحو من نومه، يقول سبحانه: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.]

 

ما هي حقيقة خروج الروح من الجسد أثناء النوم

هل خروج الروح عند النوم يكون مثل خروجها عند الموت؟ لا يُعرفُ على وجه اليقين ما حال الروح في حال خروجها، ولكن خروج الروح أثناء النوم يكون جزئيًا، حيث يسمى ميتةً صغرى، إذ يقول سبحانه في كتابه: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى}، حيث تذهب الروح إلى حيث يريد الله تعالى لها أن تذهب ولكنها تظل متصلة بالجسد بطريقة ما، وفي ذلك قال أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا آوى أحَدُكُمْ إلى فِراشِهِ فَلْيَنْفُضْ فِراشَهُ بداخِلَةِ إزارِهِ، فإنَّه لا يَدْرِي ما خَلَفَهُ عليه، ثُمَّ يقولُ: باسْمِكَ رَبِّ وضَعْتُ جَنْبِي وبِكَ أرْفَعُهُ، إنْ أمْسَكْتَ نَفْسِي فارْحَمْها، وإنْ أرْسَلْتَها فاحْفَظْها بما تَحْفَظُ به عِبادَكَ الصَّالِحِينَ”.

وأين تذهب الروح عند الموت؟

حين يموت الإنسان، تفارقه روحه بالكليّة، فلا يبقى شيءٌ من أثرها في جسده، وهي الميتة الكبرى حيث يختلف الناس في كيفية خروج روح المرء على درجة إيمانه، حيث تخرج الروح من جسد المؤمن بطريقة هيّنة ليّنة، فيشعر بالراحة والاطمئنان، ومما عُرِف من الشرع أن الروح تعود إلى الجسد مرةً أخرى، ليسأله الملكان

منكر ونكير فإما نعيم وإما عذاب،وقال سبحانه في الشهداء: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}، حيث يخبر سبحانه أن الشهداء وإن ماتت أجسادهم فهم أحياء عند ربهم يرزقون.

ما معنى: الله يتوفى الأنفس حين موتها؟ معنى الآية أنَّ الله يتوفى نفس الإنسان التي تموت ميتةً كبرى والتي تموت ميتًة صغرى حين نومها وكلها بيده، فيقبض روح الميت عند انقضاء أجله إليه، أما النائم فيتوفى الله نفسَه فقط ويرسلها إلى وقتٍ يعلمه سبحانه ثمّ يعيدها إلى جسده، حيث وإن انفصلت عنه جزئيًا إلّا أنها لم تنقطع عن الجسد.

واخيرا وليس أخر تبارك الله إبداعة في خلقه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى