مقال

وراء كل رجل عظيم امرأة

وراء كل رجل عظيم امرأة

بقلم دكتور : فوزي الحبال

 

نساء في الدين والتاريخ ،إذا ما أردنا التحدث عن دور المرأة، فلطالما كان دورا رياديا من ألوهيتها في العصور القديمة، إلى دور الأم والزوجة السند في الديانات السماوية جميعها .

 

ففي الديانة المسيحية يكاد دور السيدة مريم العذراء يوازي دور ابنها عيسى عليه السلام، ليس فقط في الحمل والولادة، إنما طيلة حياته وحتى الرمق الأخير. وتقدسها الأناجيل والكنيسة، كما يقدسها القرآن بسورة تحمل اسمها .

 

كما دعمت النبي محمد صلى الله عليه وسلم- ووقفت إلى جانبه امرأة عظيمة هي زوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها التي آمنت برسالته، وكانت سندا دائما وبذلت مالها وجاهها في سبيل الدعوة .

 

سيدات كثيرات في التاريخ وقفن إلى جانب الرجل، وأحيانا تحملن الكثير وكنّ سبب إنجاحه حتى نسين أنفسهن. وكما قد تكون المرأة سبب عظمة أو نجاح رجل، فمن الممكن أن تكون سبب شقائه وتدميره .

 

قال الفيلسوف اليوناني سقراط، تزوج فإما أن تصبح سعيدا وإما أن تصبح فيلسوفا، وقد تزوج تلميذته التي كانت سليطة اللسان، وكانت تسخر منه لأنه يهتم بالفلسفة ولا تعني له أمور المنزل شيئا .

ويقول أنا مدين لهذه المرأة فلولاها ما تعلمت أن الحكمة في الصمت وأن السعادة في النوم .

 

المرأة هي الداعمة والطيبة والحنونة والمعالجة النفسية وحاملة هموم الرجل من ناحية ثانية. وتعتبر أنه يتم التعامل مع الرجل على أنه غير مستعد، بدل من أن يعمل على ذاته ووعيه العاطفي وعدم انتظار المرأة كمنقذ، وهو ما يسبب لها ضغوطا كبيرة .

 

مثلٌ عالمي مثير المعنى يهدهد خيال المرأة دائماً وراء كل رجل عظيم امرأة ،اليوم سنُدخل عليه تعديلاً بسيطاً لنجعله وراء كل رجل عظيم امرأة مجنونة ، وهذا ما أكده تاريخ واحد من أعظم رؤساء أميركا .

إنها شابة صغيرة متوردة الخدين زرقاء العينين تفيض حيوية وذات حظ من خفة الظل والملاحة، نجدها مشتبكة في حوار عاصف مع شقيقتها الكبرى وزوج شقيقتها، لأنهما يرفضان بشدة اقترانها بالرجل الذي تقدم للزواج منها، وكان يعريضان بسبب ان قليل الكلام وفقير ونحيل واشبه بخيال المآتة، ولكن احبه وهو محامي وعضو في المجلس التشريعي . 

والله سأتزوجه رضيتم أم كرهتم، لأنني أحبه وهو يحبني.

ويتردد القس أن يعقد عليهما بدون موافقة الأسرة ،فترد عليه بحدة ، إن لم تعقد قراننا فسنذهب إلى قس المدينة المجاورة.

فأذعن لها القسيس، وأصبحت ماري زوجة للمحامي إبراهام لينكولن، الذي أخذ نجمه يرتفع في حزبه رغم طبيعته الهادئة، بينما زوجته ذات الطبيعة الثائرة أخذت على عاتقها مهمة الرد على مهاجميه ممن يتهمونه بالضعف .

فيقول لها ماري إنني واثق من قدراتي على خدمة أميركا، سواء تم اختياري للرئاسة أو لم يتم، فسوف أحقق ما قدره الله لي .

السياسة التي تخوضها يا حبيبي تريد إنساناً متوحشاً وأنت رجل وديع ، لكن هذا الرجل الوديع انتقل بعد سنوات قليلة إلى البيت الأبيض رئيساً للجمهورية في أشد الأوقات صعوبة، ووسط صيحات ترفض رئاسته، وقد شنت عليه الصحف هجوماً عاصفاً .

فتقول له زوجته، لماذا لا ترد عليهم ؟ إنك الآن رئيس البلاد، وباستطاعتك أن تلجم الصحف التي تهاجمك ؟

ماري عزيزتي إنني أحمل آلام هؤلاء الناس في قلبي، وأعرف ما يقاسونه، فلا أريد أن أزيد من أحزانهم، دعيهم يخففوا مما في صدورهم بالهجوم والسباب والشتائم .

لكن الزوجة العصبية تتصرف بنزق وتهور، بعد أن أخذت تشمر عن سواعدها بالرد على الهجوم بهجوم أعنف منه، وفي ظنها أنها تساعد زوجها بذلك، لكن ماري لينكولن ارتكبت أفدح الأخطاء بسمعة زوجها، بعد أن ضجت الصحف والرأي العام، بل والكونغرس، على ما كانت تكتبه. .

 

ماري أرجوكِ هذا لعب بالنار، إن من بين الذين تكتبين إليهم محررين خبثاء يعرفون كيف يستغلون ما تكتبين ضدنا، أنت لا تعرف كيف تتعامل مع هؤلاء الموتورين، أنا أعرف كيف أوقفهم عند حدهم .

ماري أرجوكِ سيطري على أعصابك. هل تريد القول إنني مجنونة؟ 

 

وبالفعل فقدت ماري قدرتها على التحكم في أعصابها فوضعت بمستشفى الأعصاب إلى أن ماتت .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى