مقال

مشكلة غزة مُركّبة ولا حلول سوى المؤقتة

مشكلة غزة مُركّبة ولا حلول سوى المؤقتة

كتب/ يوسف المقوسي

 

استعرض لواء احتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، رؤيته في كيفية التعامل مع قطاع غزة المحاصر للعام الرابع عشر على التوالي، واستمرار حكم حركة “حماس” له وإحجام تل أبيب عن خوض معركة مفتوحة تنتهي بتسليمها لرام الله.

 

وأوضح لواء احتياط، جيرشون هكوهن، أن “النقد على إنهاء جولة القتال الأخيرة مبكرا في غزة “قبل حسم المعركة”، ليس جديدا، فهو يشبه خيبة أمل الجمهور في ساحة الملاكمة؛ حينما لا تنتهي المعركة بالضربة القاضية”، بحسب وصفه.

 

ومع خيبة الأمل الإسرائيلية هذه، “ينبغي السؤال، هل في هذا الوقت نحتاج لهزيمة حماس بشكل عام؟”، وفق هكوهن الذي شدد على وجوب محاكمة وفحص نتائج هذه الجولة، “في سياقها الاستراتيجي”.

 

ورأى أن “قدرة إسرائيل على إعادة الأمن والاستقرار إلى نمط الحياة الطبيعي في مناطق الجبهة؛ هي غاية النصر، وأما بالنسبة لحماس فهي تريد العكس، وتبحث عن كل سبيل لهز دائم للاستقرار في إسرائيل؛ وهنا يتلخص الفرق بين مصالح إسرائيل ومصالح حماس”.

 

وقال اللواء: “في هذا السياق يجب الحكم على السؤال، هل نجحت إسرائيل في تحقيق ما تحتاجه في الجولة الأخيرة؟”، لافتا أن “بين الداعين لإسقاط حماس مثل حاييم رامون (وزير القضاء الإسرائيلي الأسبق)، وبين رجال اليمين التواقين لأن يروا الجيش ينتصر “مرة واحدة وإلى الأبد”، يوجد توقع مشترك لحسم نهائي، وكلاهما يحذران من أن الهدوء مؤقت”.

 

وأشار في مقال له بصحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية، إلى أن “مشكلة غزة مركبة، وللمشاكل المركبة لا يوجد حل غير الحلول المؤقتة”، مستشهدا بقول وزير الخارجية الأمريكي الأسبق الحاصل على جائز نوبل للسلام هنري كيسنجر: “حل المشكلة القائمة يفتح بابا لمشكلة الغد”.

 

وتساءل في حال، “أخذت إسرائيل بمقترح رامون، وأعادت احتلال غزة، وأسقطت حكم حماس ونقلناه للسلطة الفلسطينية: سلطة واحدة، قانون واحد، سلاح واحد. هل هذا مرغوب فيه بالنسبة لإسرائيل؟

 

ولفت اللواء الإسرائيلي، إلى أن “الاستيضاح يستوجب موقفا من ثلاثة أسئلة؛ الأول يتعلق بالتوقيت؛ هل خطوة حاسمة مرغوب فيها لإسرائيل في الظروف الاستراتيجية الحالية؟”.

 

وأما الثاني؛ فهو مرتبط بالقدرة على تحقيق وإنجاز هذا الهدف، وهو “هل يوجد احتمال معقول في أن تحقق مثل هذه الخطوة نتيجة الاستقرار المطلوب؟”، موضحا أن “أمريكا نجحت في عام 2001، في تفكيك حركة طالبان في غضون ثلاثة أسابيع، ومنذ هذا الوقت ورغم الاستثمارات الكبرى، لم يتحقق الاستقرار هناك”.

 

وأضاف أنه في الوقت الذي “استغرق فيه القتال ضد داعش في الموصل، بقيادة أمريكية تسعة أشهر؛ فعلى أي أساس يقدرون بأن قتالا مشابها في غزة سيكون أقصر؟”، وفق قوله.

 

وبالنسبة للسؤال الثالث الذي يتعلق بالمصالح الإسرائيلية؛ “العلنية والخفية”: “هل مرغوب إسرائيليا في إسقاط حكم حماس؟، ولماذا نرغب في أن نعيد إلى الحكم، بدماء الجنود الإسرائيليين السلطة الفلسطينية من رام الله إلى غزة؟”.

 

وهنا وبحسب هكوهن، “تنفصل الطرق بين المواظبين على تطلعهم للتقسيم وفق حل الدولتين، والتي تنطوي على انسحاب إسرائيلي شبه كامل إلى الخط الأخضر وتقسيم القدس، وبين من يرون في ذلك خطرا وتهديدا استراتيجيا محملا بالمصيبة”.

 

وأكد في نهاية مقاله، أن “الحسم الإسرائيلي في هذا الخلاف، يسبق إلحاق الهزيمة بحماس في غزة” وفق وصفه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى