مقال

شعاع من نور ومع خامس الخلفاء الراشدين ” الجزء العشرون

شعاع من نور ومع خامس الخلفاء الراشدين ” الجزء العشرون

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء العشرون مع خامس الخلفاء الراشدين، وقد توقفنا عندما قال عمر فما تقولان في بلال بن مرداس؟ قالا من خير أسلافنا، قال أفليس قد علمتم أنه لم يزل كافا عن الدماء والأموال، وقد لطخ أصحابه أيديهم فيها، فهل تبرأت إحدى الطائفتين من الأخرى، أو لعنت إحداهما الأخرى؟ قالا لا، قال فتتولونهما على خلاف سيرتهما؟ قالا نعم، قال عمر فأخبراني عن عبد الله بن وهب حين خرج بأصحابه من البصرة يريدون أصحابهم، فمرّوا بعبد الله بن خباب، فقتلوه، وبقروا بطن جاريته، ثم عدلوا على قوم من بني قطيفة، وأخذوا الأموال، وغلوا الأطفال في المراجل، ثم قدّموا على أصحابهم من الكوفة، وهم كافون عن الدماء والفروج والأموال، هل تبرأت إحدى الطائفتين من الأخرى. 

 

أو لعنت إحداهما الأخرى؟ قالا لا، قال فتتولونهما على خلاف سيرتهما؟ قالا نعم، فقال عمر فهؤلاء الذين اختلفوا بينهم في السيرة والأحكام لم يتبرأ بعضهم من بعض، ولا لعن بعضهم بعضا، وأنتم تتولونهم على خلاف سيرتهم، فهل وسعكم في دينكم ذلك، ولا يسعني حين خالفت أهل بيتي في الأحكام والسيرة حتى ألعنهم وأتبرأ منهم؟ ثم قال أخبراني عن اللعن، فرض على العباد؟ قالا نعم، فقال عمر متى عهدك بلعن فرعون؟ قال ما لي به من عهد منذ زمان، قال عمر هذا رأس من رؤوس الكفر، ليس لك عهد بلعنه منذ زمان، وأنا لا يسعني أن ألعن من خالفتهم من أهل بيتي، ثم قال لهم ألستم أنتم الذين تؤمنون من كان رسول الله يخيفه، وتخيفون من كان رسول الله يؤمنه؟ 

 

فقالا نبرأ إلى الله تعالى من هذه الصفة، قال بلى فسأخبركما عن ذلك، ألستما تعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج والناس أهل كفر، فدعاهم أن يقروا بالله ورسوله، فمن أبى قاتله وخوفه، ومن أقرّ بهما أمنه وكفّ عنه، وأنتم اليوم، من مرّ بكم يقرّ بهما قتلتموه، ومن لم يقرّ بهما أمنتموه، وخليتم سبيله، فقال أحد الرجلين ما رأيت حجيجا، أي محاجا قوي الحجة، أقرب مأخذا، ولا أوضح منهاجا منك، أشهد أنك على الحق، وأنا على الباطل، وقال الآخر لقد قلت قولا حسنا، وما كنت لأفتات على أصحابي حتى ألقاهم، فلحق بأصحابه، وأقام الآخر عند عمر، فأجرى عليه العطاء والرزق حتى مات عنده، وكان نظرة أهل السنة والجماعة لعمر بن عبد العزيز، أنه يرى أهل السنة والجماعة أن عمر بن عبد العزيز هو خامس الخلفاء الراشدين. 

 

وأنه مثال الحاكم العادل الزاهد الورع، ويرى بعضهم أنه هو المجدد الأول في الإسلام، حتى قال عبد الملك الميموني كنت عند أحمد بن حنبل، وجرى ذكر الشافعي، فرأيت أحمد يرفعه، وقال أنه يُروى عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أنه قال ” إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يقرر لها دينها ” فكان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه على رأس المائة، وأرجو أن يكون الشافعي على رأس المائة الأخرى، وقال الإمام الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء، أن عمر بن عبد العزيز بن مروان الأموى، هو الإمام الحافظ العلامة المجتهد الزاهد العابد السيد، وهو أمير المؤمنين حقا، وهو الخليفة الزاهد الراشد، وقال وكان عمر من أئمة الاجتهاد، ومن الخلفاء الراشدين، رحمة الله عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى