مقال

شعاع من نور ومع داهية العرب ” الجزء الثالث عشر

شعاع من نور ومع داهية العرب ” الجزء الثالث عشر

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثالث عشر مع داهية العرب، وهو من أشراف قريش في الجاهلية، وكان أشراف قريش يهتمون بتعليم أبنائهم البلاغة والفصاحة، وتنشئتهم نشأة غليظة، ويذكر البعض أنه تعلم القراءة والكتابة في صغره، وكان يجيد الشعر، وقد رُوى عنه شعر جيد، وقد اشتهر عمرو بن العاص بالفصاحة والإبانة في القول، حتى أن عمر بن الخطاب كان إذا رأى الرجل يتلجلج في كلامه قال سبحان الله خالق هذا وخالق عمرو بن العاص واحد، وكان عمرو بن العاص يعمل بالتجارة مثل والده وأغلب سادة قريش، ويتاجر ببضاعة اليمن والحبشة مثل الجلود ويبيعها بالشام، ويتاجر ببضاعة الشام مثل الطيب والزبيب والتين وغيره ويبيعها باليمن، وذكر أبو عمرو الكندى. 

 

أن عمرو كان يذهب للتجارة في مصر ويبتاع العطور والأدم، واكتسب عمرو خلال رحلاته التجارية العلاقات مع أهل هذه البلاد، وتوطدت علاقته مع ملوك الحبشة وغيرها، وقد ذكر الإمام المحدث جلال الدين السيوطي أن عمرو بن العاص، سافر إلى مصر في الجاهلية، ودخل الإسكندرية، فرأى عمارتها وآثارها، وأعجبه ذلك، وعرف مداخل مصر ومخارجها، وكان عندما أعلن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، دعوته إلى الإسلام، فقد أصبح عمرو بن العاص معاديا للإسلام والنبي صلى الله عليه وسلم، وكان فى عدائة مثل أبيه العاص بن وائل، وكان العاص بن وائل من المستهزئين بالنبي صلى الله عليه وسلم، وكان لما مات عبد الله ابن النبي صلى الله عليه وسلم.

 

قال إن محمدا أبتر، لا يعيش له ذكر، فنزلت الآية الكريمة فى سورة الكوثر ” إن شانئك هو الأبتر” ولما أسلم هشام بن العاص أخو عمرو بن العاص، قام والده بحبسه وتعذيبه، وكان كل يوم يجلده بالسياط حتى يتراجع، وكانت زوجة عمرو ريطة بنت منبه تشفق على هشام، فكانت تأتيه بالطعام والشراب كل يوم، لكنه تمكن من الهجرة سرا إلى الحبشة، ولمَّا علمت قريش بهجرة بعض المسلمين إلى الحبشة، اجتمع سادة قريش في دار الندوة، واتفقوا على أن يجمعوا الأموال والهدايا ويهدوها إلى النجاشي ملك الحبشه، وانتدبوا لذلك رجلين، فبعثوا عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد مع الهدايا، وقيل عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة. 

 

فركبا البحر، فلما دخلا على النجاشي سجدا له، وسلما عليه، ثم قالا له ” إن نفرا من بني عمنا نزلوا أرضك ورغبوا عنا وعن ملتنا ” فقال النجاشى فأين هم؟ فقالا ” في أرضك، فابعث إليهم ” فبعث إليهم، واتفق عمرو بن العاص وعمارة مع البطارقة أن يشيروا على النجاشي بأن يُسِّلم المسلمين إليهم، ولكن النجاشي رأي بأن يدعو المسلمين ليستمع بنفسه إلى ما يقولون، ولمّا حضروا جميعا عند النجاشي، قال جعفر بن أبي طالب، أنا خطيبكم اليوم فاتبعوه، فسلم ولم يسجد، فقالوا لهن مالك لا تسجد للملك؟ قال، إنا لا نسجد إلا لله عز وجل، قال، وما ذاك؟ قال، إن الله بعث إلينا رسولا ثم أمرنا أن لا نسجد لأحد إلا لله عز وجل.

 

وأمرنا بالصلاة والزكاة، فقال عمرو فإنهم يخالفونك في عيسى بن مريم، فقال فما تقولون في عيسى بن مريم وأمه؟ قال نقول كما قال الله “هو كلمته وروحه ألقاها إلى العذراء البتول، التي لم يمسها بشر، ولم يفرضها ولد” ولما سمع النجاشي حديث جعفر لم يقبل بطلب عمرو وعمارة، وردّ هداياهما، وفي بعض الروايات أنه أسلم في هذه اللحظة أيضا، وأثناء وجود عمرو وعمارة بالحبشة، قيل أنهم تشاجرا وكان ذلك بسبب أن عمارة بن الوليد استهوى جارية لعمرو بن العاص، فاطلع عمرو على ذلك، فغضب، وحقد عليه، فلما استقر عند النجاشي استهوى عمارة زوجة النجاشي، وهوته زوجة النجاشي لجماله، فواصلته، فاطلع عمرو على ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى