مقال

نسائم الايمان ومع الإسلام فى زمن الإنترنت ” الجزء السادس

نسائم الايمان ومع الإسلام فى زمن الإنترنت ” الجزء السادس ”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السادس مع الإسلام فى زمن الإنترنت، فإن الغالب على الشباب والفتيات حب الاستطلاع، ورؤية مالا ينبغي، فإذا حرص ولي الأمر على وضع هذا الجهاز في مكان عام يراه الداخل والخارج ساعد ذلك في عدم الوقوع فيما لا يرضي الله تعالى، ومن ذلك أيضا هو لزوم رقابة الله تعالى فمن أعظم الزواجر التي تعين المسلم على التعامل مع شاشات الإنترنت وغيرها وجود وازع الرقابة لله عز وجل في قلبه، وعلمه باطلاعه على أحواله وأموره، وأنه سوف يحاسبه عن كل صغيرة وكبيرة، فيكون ذلك داعيا له في عدم الوقوع فيما حرم الله، وعونا له على فعل كل خير، وعلى جميع من ولاه الله أمر المسلمين، من مسؤولين، ودعاة، ومعلمين، وآباء وغيرهم أن يتقوا الله في أولادهم، وأن يحرصوا عليهم من الشرور التي تعرض لهم.

 

وأن يجنبوهم الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يحرصوا على صحبة الخير لهم، فكل وسيلة يأخذ بها المسلم حرصا على نفسه وعلى إخوانه وأولاده فهو مأجور عليها إن شاء الله وتكون عونا له بعد فضل الله في الثبات على الحق، فيجب على المربّين تدريب المراهقين على الحوار والنقاش وتبادل الآراء، وأول خطوة في النقاش مع المراهقين هي الاعتراف بأن آراءه ومواقفه تستحق الاستماع، وعندما نرفض آراء المراهقين تزيد المشكلات، وعندما نقبل رأْيه ونعترف به يعطينا فرصة للحوار، وهذا الحوار الذي نستخدمه معه حتى في المواقف الحازمة، فأين الحزم اللطيف فإنه لا بد أن يكون هناك قانون في ارتكاب المخالفة مع الأولاد، وأنجح القوانين هي التي يشترك في وضعها الوالدان والأبناء، والكلام العاطفي من أهم الأساليب في وضع الاتفاقات.

 

فيجب على الأهل والمربين استثمار هذه المرحلة إيجابيا وذلك بتوظيف وتوجيه طاقات المراهق لصالحه شخصيا، ولصالح أهله وبلده، والمجتمع ككل، وهذا لن يتأتى دون منح المراهق الدعم العاطفي، والحرية ضمن ضوابط الدين والمجتمع والثقة، وتنمية تفكيره الإبداعي، وتشجيعه على القراءة والاطلاع، وممارسة الرياضة والهوايات المفيدة، وتدريبه على مواجهة التحديات وتحمل المسؤوليات، واستثمار وقت فراغه بما يعود عليه بالنفع، ولعل قدوتنا في ذلك هم الصحابة رضوان الله عليهم فمن يطلع على سيرهم، يشعر بعظمة أخلاقهم، وهيبة مواقفهم، وحُسن صنيعهم، حتى في هذه المرحلة التي تعد من أصعب المراحل التي يمر بها الإنسان أخلاقيا وعضويا وتربويا أيضا، فبحكم صحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو خير قائد، وخير قدوة، وخير مربى.

 

واحتكامهم إلى المنهج الإسلامي القويم الذي يوجه الإنسان للصواب دوما، ويعني بجميع الأمور التي تخصه وتوجه غرائزه توجيها سليما، تخرج منهم خير الخلق بعد الرسل صلوات الله وسلامه عليهم فكان منهم من حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب في أولى سنوات العمر، وكان منهم الذين نبغوا في علوم القرآن والسنة والفقه، والكثير من العلوم الإنسانية الأخرى، وكان منهم الدعاة الذين فتحوا القلوب وأسروا العقول مثل الصحابى الجليل مصعب بن عمير الذي انتدبه رسول الله صلى الله عليه وسلم داعية إلى المدينة، ولم يبلغ الثامنة عشرة من عمره، وكان منهم الفتيان الذين قادوا الجيوش وخاضوا المعارك وهم بين يدي سن الحُلم مثل الصحابى الجليل أسامة بن زيد رضي الله عنهم جميعا، وما ذاك إلا لترعرعهم تحت ظل الإسلام.

 

وتخرجهم من المدرسة المحمدية الجليلة، ولقد أصبحت المجتمعات في هذا الوقت تواكب موجة هائلة من التطور التكنولوجي بكافة مجالاته وفي كل مناحي الحياة بحيث أصبح وجود التكنولوجيا أمراً حتميا في أيامنا هذه، ومن أهم نتائج الثورة التكنولوجية الإنترنت والذي بات يدخل في كل أعمالنا وحياتنا ولكن كثرة استخدامه أنتج خطر إدمان الإنترنت والذي يعد حالة نظريةً من الاستخدام المفرط للشبكة العنكبوتية، وذلك يؤدي إلى أمراض تتبعه واضطرابات في الفكر والسلوك، وهذا الإدمان يأتي نتيجة لوجود الفراغ الكبير في اليوم والملل، وسوء تنظيم الوقت، إضافة إلى المغريات المتوافرة فيه، ويُعتبر سن المراهقة الفترة الأمثل للتوجه إلى الإنترنت وإدمانه، فكيف يمكن علاج إدمان الإنترنت لدى المراهقين، وتظهر مشكلة إدمان الإنترنت في الغالب عند المراهقين من سن الرابعة عشر إلى العشرين عاما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى