مقال

قرية الحدثة الفلسطينية المهجرة عام 1948

قرية الحدثة الفلسطينية المهجرة عام 1948
كتب/يوسف المقوسي

بيادر وفلاحي القرية 1938، تقع قرية الحدثة المهجرة في الجنوب الغربي من مدينة طبريا المحتلة وعلى بعد 12 كم منها، وإلى الشرق من جبل الطور على بعد نحو 10 كم منه، على ارتفاع 225 مترًا عن سطح البحر. قريبة من قرية كفر كما، وكانت تحيط بها القرى المهجرة التالية: معذر وعولم وسيرين .

بلغت مساحة أراضيها عام 1945م 10340 دونمًا .

وحدثا كلمة سريانية بمعنى حديثة أي جديدة. وثمة رأي يقول إن القرية تقوم على “عين حدّه” الكنعانية .

كانت الحدثة في بداية العهد العثماني قرية صغيرة تابعة لناحية طبريا في لواء صفد. حسب دفتر ضريبة عثماني مؤرخ في عام 1596م يُقدّر عدد سكانها 110 نسمات. هؤلاء اعتمدوا في معيشتهم على زراعة الحنطة والشعير وعلى تربية الماعز والنحل. كانت أراضي القرية مكونة من 24 قيراطًا جميعها وقفًا .

في القرن التاسع عشر بلغ عدد سكان حدثة 150 نسمة يزرعون العنب والتين والزيتون، وفي سنة 1922م ارتفع عددهم إلى 333 شخصًا، وفي عام 1931 بلغوا 368 ولهم 75 بيتًا، وفي عام 1945م ارتفع عددهم إلى 520 مسلمًا، ويقدر عددهم في عام 1948 ب 603 أنفار .

كان سكان الحدثة ينتمون إلى عائلة أبو الهيجاء المشهورة من نسل محمد أبو الهيجاء، وإلى عائلة الطواهي، عائلة أبو مايلة، وعائلة سعد .

أنشأ العثمانيون في عام 1315ﻫ/ 1897م في قرية الحدثة مدرسة إلا أنها لم تستمر في عملها إبان الحكم البريطاني الغاشم .

ذكر مصطفى مراد الدباغ في كتابه بلادنا فلسطين أن الحدثة موقع أثري يحتوي على بناء معقود فوق العين وبقايا معصرة وآثار لأبنية مهدمة .

في القرية عيون ماء نذكر منها عين البلد في مركز القرية، عين أبو رجون، عين أبو البيحان، عين الحوارية وعين الجمل .

ذكر بني موريس، معتمدًا على تقرير لمخابرات الجيش الإسرائيلي مؤرخ في 30 حزيران 1948، أن اللجنة العربية العليا أصدرت في 6 نيسان عام 1948 أمرًا بإخلاء القرى التالية: سيرين، عولم، الحدثة والمزار الواقعة في منطقة مرج بني عامر وذلك لأسباب عسكرية لها علاقة بقرب دخول الجيوش العربية إلى فلسطين وبعدم القدرة على الاحتفاظ بهذه القرى. والتقرير ينحي باللائمة على القيادات العربية في تفريغ 20 قرية عربية في فلسطين من سكانها العرب، وهو إدعاء باطل إذ لم تدخل قوات لواء جولاني إلى قريه الحدثة إلا في 12 أيار 1948. ناهيك عن أن المرويات الشفوية لمهجرين تفيد أن وحدات جولاني وجدت في القرية 20 رجلاً وأطفالاً ونساء، فقامت باعتقال الرجال وطردت النساء والأطفال من قريتهم، وهذا يدحض ما يقوله بنيامين عتسيوني صاحب كتاب “شجرة ورمح” من أن وحدات جولاني وجدت في 12 أيار 1948 القرى: سيرين ومعذر والحدثة وعولم خالية من سكانها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى