مقال

نسائم الايمان ومع أول الخلفاء الراشدين ” الجزء العاشر

نسائم الايمان ومع أول الخلفاء الراشدين ” الجزء العاشر ”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء العاشر مع أول الخلفاء الراشدين، وقد توقفنا عند، وقد اشتهر أبو بكر الصديق رضي الله عنه، بالكثير من المناقب والصفات العظيمة، ومنها هو ورع أبو بكر الصديق رضى الله عنه، وخوفه الشديد من الله تعالى، فذات مرة دخل عليه عمر بن الخطاب فوجده يجبد لسانه، فاستغرب عمر بن الخطاب من ذلك وسأله، فأجاب أبو بكر قائلا ” إِن هذا أوردني الموارد” وروي عن أبي بكر الصديق رضى الله عنه، أنه رأى طيرا واقفا على شجرة فقال “طوبى لك يا طير والله لوددت أني كنت مثلك تقع على الشجرة وتأكل من الثمر ثم تطير وليس عليك حساب ولا عذاب، والله لوددت أني كنت شجرة إلى جانب الطريق مر علي جمل فأخذني فأدخلني فاه فلاكني ثم ازدردني ثم أخرجني بعرا ولم أكن بشرا”

 

وكان من شجاعة أبو بكر الصديق رضى الله عنه، وتحمله للأذى في سبيل الدعوة، فقد قيل أنه في يوم بدر جعل الصحابة عريشا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأرادوا أن يجعلوا أحدا في حمايته من أذى المشركين، فأقبل أبو بكر الصديق، شاهرا سيفه حتى لا يقترب أحد من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعندما اقترب لقتل النبي صلى الله عليه وسلم، صاح أبو بكر قائلا ” أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ” ثم وضع بردة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبكى خوفا عليه صلى الله عليه وسلم، حتى اخضلت لحيته، وكان من حب أبو بكر الشديد لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه في يوم الهجرة عندما بُلغ أبو بكر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، ينوي مرافقته في هجرته فرح فرحا شديدا حتى بكى فرحا.

 

وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها ” فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليومِ أن أحدا يبكى من الفرح حتى رأيت أبا بكر يومئذ يبكي” وكان من حرص أبو بكر الصديق رضى الله عنه، على الطاعات ومسارعته إليها، أنه قال عنه الإمام علي بن أبى طالب رضي الله عنه ” والذي نفسي بيده ما استبقنا إلى خير قط إلا سبقنا أبو بكر إليه” ولقد كان من كرم أبو بكر الصديق رضى الله عنه، وإنفاقه في سبيل الله، فإنه قيل قد دعا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، أصحابه ذات مرة للإنفاق والبذل في سبيل الله، فحاول عمر بن الخطاب رضى الله عنه، مسابقة أبا بكر الصديق بالإنفاق، فجاء بنصف ماله لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء أبو بكر الصديق ووضع ماله بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم

 

“ما أبقيت لأهلك؟ فقال رضى الله عنه، أبقيت لهم الله ورسوله ” فجاد أبو بكر رضي الله عنه، بكل ماله في سبيل الله، وكان من إنجازات أبي بكر الصديق رضى الله عنه، أنه قام بالكثير من الأعمال فى زمن خلافته، فقد قام بالحرب على المرتدين، عندما شاعت الأخبار بأن عددا من القبائل ارتدت عن الدين بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، فكان لا بد من الحزم في هذه المسألة وعدم تركها تساهلا، فجهز أبو بكر الصديق الجيوش لمقاتلة المرتدين عن الدين، وكانت معركة اليمامة من أهم المعارك التي قتل فيها مسيلمة الكذاب الذى ادعى النبوة بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم، وكما قام أبو بكر الصديق رضى الله عنه بجمع القرآن الكريم، إذ لم يكن القرآن الكريم مجموعا في مصحف واحد، بل كان متفرقا.

 

كل سورة أو جزء منها في مجموعة أوراق، وكان ذلك بعد أن استشهد الكثير من الصحابة وحفظة القرآن الكريم في حروب الردة فقد اقترح عمر بن الخطاب رضي الله عنه، على أبي بكر الصديق أن يجمع القرآن الكريم، بين لوحين حفظا له فتردد ثم انشرح صدره، وبدأ باختيار الصحابة الذين سيوكل لهم هذه المهمة العظيمة، فاختار على رأسهم الصحابى الجليل زيد بن ثابت رضي الله عنه، وثد سيّر أبو بكر الصديق جيش أسامة، حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم، عقد لواء جيش أسامة قبل وفاته، وكان الجيش متوجها لقتال الروم في الشام، وبالرغم من المصائب التي حلت بالمسلمين من ارتداد بعض القبائل، وتجهيز عددا كبيرا من الجيوش لمحاربة المرتدين إلا أن أبا بكر الصديق أصر على خروج جيش أسامة بن زيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى