مقال

نسائم الايمان ومع أول الخلفاء الراشدين ” الجزء التاسع “

نسائم الايمان ومع أول الخلفاء الراشدين ” الجزء التاسع ”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء التاسع مع أول الخلفاء الراشدين، وقد توقفنا عند، وكان هناك موقفا للصديق يدل على زهده وورعه، وكان في أول يوم من خلافته يضع الصديق لفافة من قماش على كتفيه ثم ينطلق بها إلى السوق ليجلب لعياله قوت يومه، فيراه عمر بن الخطاب وأبو عبيدة فيستوقفانه ويسألانه عن وجهته، فيبين لهم أنه يريد السوق لطلب الرزق، وإطعام أولاده، فيقول له عمر ما ينبغي لك ذلك وأنت أمير المؤمنين، فيفرضان له راتبا من بيت مال المسلمين حتى يتفرغ لمنصب الخلافة، ورعاية مصالح وشؤون المسلمين، وأما عن ورع الصديق أبي بكر حين احتضاره فحينما احتضر الصديق رضي الله عنه، تمثلت السيدة عائشة رضي الله عنها ببيت شعر قيل فيه، أعاذل ما يغنى الحذار عن الفتى إذا حشرجت يوما.

 

وضاق بها الصدر، فقال لها أبو بكر رضى الله عنه، ليس هكذا يا بنيتى ولكن قولى ” وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ” ثم طلب منها أن تغسل ثوبه حتى يكفن فيه، ثم قال إن الحي أحوج للجديد من الميت، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت ما ترك أبو بكر دينارا ولا درهما ضربه لله سكته، وكان أبو بكر رضي الله عنه، هو أول من صدق الرسول صلى الله عليه وسلم، وآمن به من الرجال، فكان من أحب الناس إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال فيه صلى الله عليه وسلم ” إن من أمن الناس على فى صحبة وماله أبا بكر، ولو كنت متخذا خليلا غير ربى لاتخذت أيا بكر، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين فى المسجد باب إلا سد، إلا باب أبى بكر” وتولى أبو بكر الصديق رضي الله عنه.

 

الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، سنة إحدى عشرة للهجرة، وبقي خليفة للمسلمين قرابة سنتين وأربعة أشهر، وتوفي فى السنة الثالثة عشر للهجرة، ودفن بجوار الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان له حينها من الأولاد عبد الله وعبد الرحمن ومحمد وأسماء وعائشة وأم كلثوم، وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه، من السابقين لأعمال الخير بعمومها، فحين اشتد العذاب على المسلمين في بداية الدعوة بسبب إسلامهم فقد أعتق أبو بكر رضي الله عنه عشرين صحابيا، وأنفق في ذلك أربعين ألف دينار، وكان أبو بكر الصديق في الهجرة رفيق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان نعم الرفيق إذ إنه حماه بكل ما أوتي من قوة وانتباه، فكان يمشي تارة خلف الرسول صلى الله عليه وسلم، وتارة أمامه صلى الله عليه وسلم.

 

ومرة عن يمينه صلى الله عليه وسلم، وأخرى عن شماله، صلى الله عليه وسلم، ولما دخلا الغار زاد حرصه على النبى صلى الله عليه وسلم، حتى لا يصيبه شيء يؤذيه، وعندما وصل المشركون إليهم، خاف أبو بكر الصديق على الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم، مطمئنا له ” ما ظنك باثنين الله ثالثهما” وبعد ذلك أتم أبو بكر رضى الله عنه، مهمته في حماية الرسول صلى الله عليه وسلم،حتى بلغ معه المدينة المنورة، وقد ساهم أبو بكر الصديق رضى الله عنه، مع الصحابة الكرام في إعمار الدولة الإسلامية في المدينة، وشارك مع الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في كل المشاهد التي شهدها، وقد كلفه الرسول صلى الله عليه وسلم، بعدّة مهمات، ومنها هو إمارته لبعثة الحج.

 

وإمامة المسلمين في مرض الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد بُويع أبو بكر خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، بعد وفاته، حيث إنه تحلى بالحكمة والثبات على المبادئ من أول يوم في عهد الخلافة، فثبت يوم وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، برغم الفاجعة وهول المُصاب، حيث كان الكثير من الصحابة تخبطوا من ذلك، كما أنه ثبت على مبادئ الإسلام وأركانه، فكان قائدا عسكريا قويا ومُحنكا فدافع عن المدينة والدولة ومقدراتها ومكاسبها، ولم تمض أيام على وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى أرسل الجيوش لتثبيت جزئيات الدين التي أصبحت مما يتفاوض فيها من المرتدين، ثم أرسلت جيوش أخرى إلى أكبر إمبراطوريتان في العالم، وهما الفرس والروم، فكان ذلك تمهيدا لسقوطهما واختفائهما، وقد اشتهر أبو بكر الصديق رضي الله عنه، بالكثير من المناقب والصفات العظيمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى