مقال

نسائم الايمان ومع أركان الإسلام ” الجزء الحادى عشر “

نسائم الايمان ومع أركان الإسلام ” الجزء الحادى عشر ”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الحادى عشر مع أركان الإسلام، وتوقفنا مع قول الله تعالى فى سورة الإخلاص ” قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد” بمعنى قل يا محمد لمن يسألون عن وصف ربك أن الله الذي تعرفونه، وتقرّون بأنه خالق السموات والأرض وخالقكم، الله أحد هو واحد متوحد بالإِلهية لا يشارك فيها، الله الصمد، وهو الذي يصمد ويحتاج إليه ويسأله كل مخلوق ولا يستغنى عنه، وهو الغني عنهم، لم يلد، لأنه لا يجانس، حتى يكون له من جنسه صاحبة فيتوالدا، وقد دل على هذا المعنى بقوله فى سورة الأنعام” أنّى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة” ولم يولد، لأن كل مولود محدث وجسم، وهو قديم لا أول لوجوده وليس بجسم.

 

ولم يكن له كفوا أحد، ولم يكافئه أحد، أى لم يماثله ولم يشاكله أحد، فيقتضي هذا الشق من الشهادة إخلاص العبادة لله وحده، ونفيها عما سواه، ولا تنفع قائلها حتى يتحقق فيه أمران، وهو أن قول لا إله إلا الله عن اعتقاد وعلم ويقين وتصديق بالمفهوم الذى أوردناه ومحبة، والكفر بما يعبد من دون الله، فمن قال هذه الشهادة ولم يكفر بما يعبد من دون الله من بشر أو حجر أو ما دون ذلك لم ينفعه هذا القول، ومعنى شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وألا يعبد الله إلا بما شرّع، وأن تعلم وتعتقد بأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى الناس جميعا، وأنه عبد لا يُعبد، ورسول لا يكذب، بل يُطاع ويُتبع.

 

من أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار، وأن تعلم وتعتقد بأن تلقي التشريع سواء في العقيدة، أو في العبادات التي أمر الله بها، أو في نظام الحكم والتشريع أو في مجال الأخلاق، أو في مجال بناء الأسرة، أو في مجال التحليل والتحريم، لا يكون إلا عن طريق هذا الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لأنه رسول الله المبلغ عنه شريعته، وأما عن الصلاة، فهي الركن الثاني من أركان الإسلام، بل هي عمود الإسلام، إذ هي صلة بين العبد وربه، يكررها كل يوم خمس مرات، يجدد فيها إيمانه، ويطهر فيها نفسه من أدران الذنوب، وتحول بينه وبين الفواحش والآثام، والابتعاد عن الرذائل، والتطهر من سوء القول وسوء العمل، هو حقيقة الصلاة.

 

فإذا استيقظ العبد من نومه في صباحه مثل بين يدي ربه طاهرا نظيفا قبل أن ينشغل بحطام الدنيا ثم كبّر ربه، وأقر بعبوديته واستعان به واستهداه، وجدد ما بينه وبين ربه من ميثاق الطاعة والعبودية ساجدا وقائما وراكعا يكرر ذلك في كل يوم خمس مرات، ويلزم لأداء هذه الصلاة أن يكون متطهرا في قلبه وبدنه وثوبه ومكان صلاته، وأن يؤديها المسلم جماعة مع إخوانه المسلمين إلى ربهم، ومتوجهين بوجههم إلى الكعبة المشرفة بيت الله، فالصلاة قد وضعت على أكمل الوجوه وأحسنها التي تعبّد بها الخالق تبارك وتعالى عباده؛ من تضمنها للتعظيم له بأنواع الجوارح، من نطق اللسان، وعمل اليدين والرجلين والرأس وحواسه، وسائر أجزاء بدنه.

 

كل يأخذ حظه من هذه العبادة العظيمة، فالحواس والجوارح تأخذ بحظها منها، والقلب يأخذ حظه منها، فهي مشتملة على الثناء والحمد والتمجيد والتسبيح والتكبير، وشهادة الحق، وقراءة القرآن الكريم، والقيام بين يدي الرب مقام العبد الذليل الخاضع للرب المدبر، ثم التذلل له في هذا المقام والتضرع والتقرب إليه، ثم الركوع والسجود والجلوس خضوعا وخشوعا واستكانة لعظمته وذلا لعزته، قد انكسر قلبه، وذل له جسمه، وخشعت له جوارحه، ثم يختم صلاته بالثناء على الله والصلاة والسلام على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ثم يسأل ربه من خيري الدنيا والآخرة، وأما عن الزكاة، وهي الركن الثالث من أركان الإسلام، فيجب على المسلم الغني أن يخرج زكاة ماله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى