مقال

نفحات إيمانية ومع وليالٍ عشر ” الجزء الرابع

نفحات إيمانية ومع وليالٍ عشر ” الجزء الرابع”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الرابع مع وليالٍ عشر، وقال ابن القيم رحمه الله، خير الأيام يوم النحر، ثم يوم القر، وفيها الركن الخامس من أركان الإسلام وهو الحج، وما أدراك ما الحج؟ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “من حج فلم يرفث ولم يفسق، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه” وإن من الفضل والثواب أن فيها الصيام، فعن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر” رواه أحمد وأبو داود والنسائي وغيرهم، وقال النووي عن صوم أيام العشر أنه مستحب استحبابا شديدا، وأجاب العلماء عن حديث السيدة عائشة رضى الله عنها أنه صلى الله عليه وسلم لم يصم العشر قط.

 

بأنه إذا تعارض مثبت ومنفي قدم المثبت على المنفي، وإن من الفضل والثواب أن فيها الأضحية وهي من أفضل أعمال يوم النحر، فعن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما عمل ابن آدم من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، وإنه ليؤتى يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع بالأرض فيطيبوا بها نفسا” رواه الترمذي، ويستحب للمضحي أن يمسك عن شعره وأظفاره لما روى مسلم عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضّحي فليمسك عن شعره وأظفاره” ولعل ذلك تشبها بمن يسوق الهدي، فقد قال الله تعالى فى سورة البقرة.

 

” ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدى محله” وهذا النهي يخص صاحب الأضحية ولا يعم الزوجة ولا الأولاد، إلا إذا كان لأحدهم أضحية تخصه، وإذا نوى الأضحية أثناء العشر أمسك عن ذلك من حين نيته ولا أثم عليه فيما أخذه قبل النية، وإن من الفضل والثواب أن فيها البر والصلة وقراءة القرآن والإنفاق وقيام الليل، والأعمال الصالحات، وكذلك أعمال تعدل أجر الحج في الجزاء، وإن من أجل وأعظم نفحات ربنا جل وعلا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم أن شرّع لهم أعمالا تعدل الحج في الجزاء والفضل والثواب لكن لا تغنيه هذه الأعمال عن حج الفريضة إذا بلغ حد الاستطاعة، وإنني أزف إليكم بشرى لمن تقطع قلبه وذرفت عيناه شوقا لبيت الله الحرام لكن يعجز عن ذلك.

 

واعلموا أن من رحمة الله تبارك وتعالي بعباده أن جعل من حالت دونه السبل عن الحج لعذر شريكا لمن ذهب في الأجر، بل شرع الله لنا أعمالا تعدل أجر الحج والعمرة ، وهذه الأعمال لا تكلفك تأشيرة ولا مالا ولا سفرا، ومنها المكث في المسجد بعد صلاة الفجر حتى الشروق ثم صلاة ركعتين، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “من صلى الغداة في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة”الترمذى، ومنها أيضا حضور صلاة الجماعة والمشي إلى صلاة التطوع، فعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “من مشي إلى صلاة مكتوبة في الجماعة فهى كحجة.

 

ومن مشي إلى صـلاة تطوع فهي كعمرة نافلة” رواه احمد، وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم” ومن مشى إلى سبحة الضحى كان له كأجر المعتمر” ومنها أيضا حضور مجالس العلم في المساجد، فعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيرا أو يُعلمه، كان كأجر حاج تاما حجته” رواه الطبراني والحاكم، وفضلا عن السكينة والرحمة والمغفرة، فقد أخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى