مقال

نفحات إيمانية ومع الرسول وحجة الوداع ” الجزء الأول”

نفحات إيمانية ومع الرسول وحجة الوداع ” الجزء الأول”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

لقد أكد النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في خطبة الوداع على حرمة الاعتداء بأي شيء على الدماء، والأموال، والأعراض فهي محرمة في الإسلام كحرمة اليوم والشهر الذي يؤدون فيه مناسكهم، وحرمة المكان المجتمعين فيه لأداء شعائرهم تحقيقا للأمن، والأمان، والاستقرار في المجتمع، إذ أكد النبي الكريم عليه الصلاة والسلام على كل من حُرمة النفس والدم فلا يجوز بحال من الأحوال قتل إنسان، بغض النظر عن دينه، أو عرقه فحُرمة الدم مصانة في الدين، فقال تعالى “ولا تقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق” وقد عُدَّ قتل الإنسان كقتل البشرية كاملة، فقال سبحانه وتعالى”من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”

 

كما كان لدم الإنسان خصوصية، فحُرم الاعتداء عليه بأي صورة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبى عليه الصلاة والسلام قال “كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه” فإن حُفظت النفوس والدماء، فإن الناس يأمنون على أرواحهم، ويسود السلم والأمن في المجتمع، فلا يجرؤ أحد على إيذاء أحد، أو إزهاق روحه، وكما أكد النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في خطبة الوداع على حرمة الأعراض فلا يحل لعبد أن ينال من عرض أخيه، ولا أن يتهم أحدهم بالفاحشة ولذلك عد الإسلام ارتكاب الزنا كبيرة من كبائر الذنوب، وكذلك القذف، فقال تعالى “ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا” ولقد بيّن النبي عليه الصلاة والسلام حُرمة الاعتداء على أموال الآخرين.

 

والتعرض لها سواء كان ذلك بالسرقة، أو الغصب، أو الاحتيال، أو غيره فالمال مُصان كصيانة العرض والنفس، فقال تعالى ” ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون” فلا يحل الأخذ من مال الآخرين إلا بطيب نفس منهم فمن اعتدى على ماله أخيه دون وجه حق، فقد ظلمه ظلما كبيرا، فإذا حُفظت حقوق الآخرين، تحقّقت معاني الأخوة والمساواة بينهم، وأزيلت أسباب الخلاف والشحناء، وأيضا الاهتمام بحقوق المرأة فقد جعل النبى الكريم عليه الصلاة والسلام للنساء حظا وافرا من الاهتمام والعناية التي تجلت في كلماته في خطبة الوداع، فقد أوصى الرجال بهن خيرا، ودعا إلى الإحسان إليهن في المعاملة.

 

وإعطائهن حقوقهن كاملة دون مَن، أو أذى، والإنفاق عليهن، وكسوتهن، ومعاشرتهن بالمعروف، وبذلك فإن للمرأة مكانتها الرفيعة إكراما، وعناية، وتقديرا لها على صنيعها، وقد بيّن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام أسباب الوصية بالنساء فالزوجة أمانة عند زوجها إذ أحلت له بشريعة الله، ولقد جعل ربنا تبارك وتعالى بيته المعظم مثابة للناس، يثوبون إليه ولا يقضون منه وطرا، كلما رجعوا إلى أهليهم رجعوا إليه حبّا وشوقا وابتهاجا، إليه تشتاق الأرواح، وفيه تتعاظم المسرات والأفراح، هو أمان الناس وسلامتهم، وروحهم وراحتهم، أمن فيه مجاوره وساكنوه، وتلذذوا بعيشه وبركته، في حين تخطف الناس من حولهم، وحصول البلايا والأذيات لغيرهم.

 

وهو أول بيت وضع في الأرض لعموم الناس لعبادتهم ونسكهم، يطوفون به، ويصلون ويعتكفون عنده، وقد أمر الله نبيه الخليل إبراهيم عليه السلام ببناء البيت، وأن يؤذن في الناس بالحج إليه، وقصده للطواف والعبادة، في قصة مفيدة عجيبة أخرجها البخاري في صحيحه، امتلأت بالإيمان الصادق، والتوكل على الله، والثقة بوعده واللجوء إليه، ومنها البشارة بنبوة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، فقد نزل مكة المكرمة، الوادي المجدب القفر، الذي قد خلا من الأنيس والزرع، نزله سيد الحنفاء الخليل إبراهيم عليه السلام بأسرته المؤمنة الصغيرة، المكونة من زوجته السيدة هاجر وابنه الرضيع إسماعيل عليهما السلام، ومن هذا البيت الصغير أشرقت الحياة من جديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى