مقال

نفحات إيمانية ومع خطبة عيد الأضحى ” الخامسة ” 

نفحات إيمانية ومع خطبة عيد الأضحى ” الخامسة ”

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، إن العيد في الإسلام هو فرح الأفراح، ولكن لمن هذه الأفراح؟ هل للذين جاءهم موسم الحج، فوجدهم يسرقون وينهبون، أو يرتشون ويستغلون؟ هل للذين ينافقون ويكذبون، أو يغشون ويداهنون؟ هل للذين يظلمون ويستبدون، أو يأكلون أموال اليتامى ظلما، أو يتعدون حدود الله بغيا، أو يرفضون قوانين السماء عنادا وكفرا؟ هل للذين يقضون ليلهم في مشاهدة المسلسلات الهابطة، والأفلام الخليعة؟ هل للذين يقطعون نهارهم في غفلة ساهين، وفي غيّهم سادرين، ثم لا يتوبون؟ كلا، إلا من رحم الله، فليفرح هؤلاء فرحا زائلا، فرحا زائفا، فرحا غير مشروع لأنه فرح بغير الحق.

 

فرحهم زائِف كفرح قارون الملعون، فرحهم مؤقت، فرحهم مكذوب غير صحيح، ومنقوص غير كامل لأنه مرتبط بالدنيا وشهواتها ونزواتها ومتاعها فقط، فيقول تعالى “وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا فى الآخرة إلا متاع” أما لو تابوا وأقلعوا وندموا، ولم يصروا على العودة إلى المعاصي، وحققوا شروط التوبة فإن الله يقبلهم ويسامحهم ويعفو عنهم، مهما كانت ذنوبهم عظيمة فالله أعظم، ومهما كانت سيئاتهم كبيرة فالله أكبر، ومهما كانت آثامهم كثيرة فعفو الله أكثر، فيقول تعالى فى سورة الزمر “قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم” وإن فرحة العيد لمن؟ للذي جعل يديه ممرا لعطاء الله.

 

راح ينفق بالليل والنهار سرا وعلانية، بكرة وعشيا، للذي يهتم بأمر المسلمين، فيصلح بين المتخاصمين، ويضع عن كاهل المستضعفين، ويدعو للمحاصرين، للذي كان وقافا عند حدود الله لا يتعداها، ولا ينساها، إنما يحفظها ويرعاها، للذي هو لين في طاعة الله، مطواعا لأمر الله، محبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم عاملا بمنهج الله، إذا قرئ عليه القرآن سمع وأنصت، وإذا نودي بالإيمان آمن ولبّى فيقول كما جاء فى القرآن الكريم “ربنا إننا سمعنا مناديا ينادى للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا” للذي أحسن إلى والديه طائعا لهما في غير معصية، بارا ورحيما بهما، للذي يقرأ القرآن بتدبر وتفكر، ويصلي بخشوع وخضوع، ويعمل لدينه بفهم صحيح، للذي يحافظ على صلاة الجماعة.

 

وخاصة صلاة الفجر التي تشهدها الملائكة، وتصغرها الدنيا وما فيها، فيقول صلى الله عليه وسلم “ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها” فيفرح الرب تعالى بمشى عبده إلى المسجد متوضّيا” فهؤلاء فرحوا بطاعة ربهم، يؤدون هذه الأعمال لا يملون ولا يكلون، وهم على عهدهم ووعدهم وأعمالهم لا ينقَطعون ولا يفرطون، وإنما على أعمالهم يستقيمون، لا يعبدون أحجارا ولا أشجارا، وإنما يعبدون رب الأحجار ورب الأشجار، ورب كل شيء لذلك هم أصحاب الفرح وملوكه، يفرحون فرحا محمودا، يفرحون فرحا مشروعا، يفرحون بطاعة الله، يفرحون بفضل الله، ويفرحون برحمة الله، فيقول تعالى “قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون”

 

كما يفرحون ببذلهم أرواحهم في سبيل الله عز وجل، فيقول تعالى ” فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون” فطوبى لشاب نشأ في طاعة الله، وطوبى لرجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه، وطوبى لفتاة أمرت بالحجاب، فقالت لبيك يا الله، وطوبى لامرأة أطاعت زوجها، وصامت شهرها، وصلت خمسها حبا في الله، وطوبى لمن أطعم أفواها، وكسا أجسادا، ورحم أيتاما، ووصل أرحاما، فاحفظوا الله في فروضه وحدوده وعهوده، يحفظكم في دينكم وأموالكم وأنفسكم، كونوا مع الله يكن الله معكم، في حلكم وترحالكم، في حركاتكم وسكناتكم، في يسركم وعسركم، في قوتكم وضعفكم، في غناكم وفقركم، جاهدوا أنفسكم، وجاهدوا الخلوف المترددة الملتوية المترددة بالنصيحة، وبالحكمة والموعظة الحسنة، ففي ذلك دليل الإيمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى